حمدي رزق
أن تأتى متأخرًا خير من ألا تأتى أبدًا، مقترح النائبة هالة أبو السعد، وكيل لجنة المشروعات الصغيرة والمتوسطة بمجلس النواب، الموجه إلى حكومة مدبولى بشأن فرض مقاطعة على المنتجات التركية على اختلاف أنواعها، جدير بالتوقف والتبين.

توقفًا أمام حجم التبادل التجارى بين مصر وتركيا الذى سجل نحو 1.68 مليار دولار، منها 1.24 مليار دولار واردات، مقابل 448.3 مليون دولار صادرات، خلال العام المالى 2018 -2019 (حسب إحصائيات الجهاز المركزى للتعبئة العامة والإحصاء)، ما يعنى أن الميزان التجارى يميل فى صالح تركيا التى تعلن العداء لمصر شعبا وجيشا وقيادة، وتتحرش بالأمن القومى شمالًا فى البحر الأبيض، وغربًا على الحدود الليبية.

وتبينًا لمعنى التجاهل الحكومى لمثل هذه الدعوات التى تعم الشارع المصرى، لو أحسن استغلال هذه الروح الوطنية، وتجميع هذه الدعوات تحت العلم، لكلفنا الاقتصاد التركى ثمنًا فادحًا، مقترح النائبة ترجمة لما يجيش فى الصدور، ومنين أجـيب نـاس لمعناة الكـلام يتـلوه!!.

تقول أبو السعد: «لم يعد يخفى على أحد، تركيا تعادى المصالح المصرية فى الفترة الأخيرة، على كافة المستويات السياسية والاقتصادية، رغم ذلك لا تزال المنتجات التركية يتم تداولها فى السوق المصرية، بشكل كبير بما يعد دعما للدولة التركية، وكذلك هناك العديد من الرحلات السياحية التى يتم توجيهها إلى تركيا»!!.

النائبة المتحمسة تطالب باستصدار قرار مؤسسى، أى حكومى، بفرض مقاطعة على المنتجات التركية على اختلاف أنواعها، ووضع إستراتيجية فى سبيل تحقيق ذلك.

أشك أن تنفعل الحكومة وتتفاعل مع اقتراح النائبة، ودليلى أن الجمارك المصرية متحمسة أكثر للواردات التركية، وطبقت الأربعاء قبل الماضى، بالتزامن مع تدفق الميليشيات التركية الإرهابية على طرابلس الغرب، قرار إعفاء السيارات الواردة من تركيا من الجمارك، وفقا لاتفاقية إقامة منطقة التجارة الحرة بين البلدين.

تخيل.. تركيا تنشر إرهابييها على الأراضى الليبية فى مواجهة الحدود المصرية وتهدد الأمن القومى المصرى، وبموازاة هذا العدوان الوقح من قردوجان، يجرى تطبيق اتفاقية إقامة منطقة التجارة الحرة بين مصر وتركيا، ويتم إعفاء السيارات الواردة من تركيا من الرسوم الجمركية لتصبح «زيرو جمارك»، بحجة أن تطبيق هذه الاتفاقيات التزامات دولية «لا مفر منها»!!.

معلوم «فيس بوك» يحظر مثل هذه الدعوات، وحظر مقالى قبل أيام بعنوان «قاطعوا السلع التركية» بعد حملة تقارير إخوانية عقورة استهدفت المقال وكاتبه، هذا عن «فيس بوك» الذى يركبه الإخوان ومدلدلين رجليهم فى وجوهنا، ماذا عن حكومة مدبولى وهى أجدر بالمقاطعة، تركيا عدو لكم فاحذروه
نقلا عن المصري اليوم