محمد حسين يونس
عندما تدفع ثمن المياة التي تشربها لأن القادمة من الحنفية ليست جيدة .. و تدفع ثمن محطات التلفزيون التى تشاهدها لأن المحلي غير مناسب .. و تدفع ثمن الإتصالات التليفونية لأن الأرضي دائم الأعطال .. و ثمن المواصلات الخاصة لأن العامة مزدحمة و خطر .. و ثمن تعليم الابناء في السناتر و المدارس الخاصة لان الحكومية غير أدمية .. و تذهب لعيادات كبار الأطباء فمستحيل أن تجد نفس الخدمة في المستشفيات العامة

عندما تدفع الكثير لتجد مكانا في النادى وفي السينما أو المسرح .. أو لتمر من طرقات معتدلة التدمير و المطبات .. ثم ترتفع قيمة الكهرباء .. و المياة و الغاز .. و البنزين و الوقود .. و تنخفض المرتبات التي تؤدى بها عملك .. و تنسحق قيمة الجنية الذى تعرق به و يصبح بمقدار المليم .

عندما تتردد في شراء حذاء جديد أو قميص أو بيجاما لأن سعرها تضاعف عدة مرات .. و تتوقف عن السفر لقضاء أجازة سعيدة بعد أن أصبحت الحركة و الإقامة مكلفة ..

عندما تجد أنك تدفع كل هذا و تقدم لك خدمة رديئة .. و لا تساوى ما دفعت .. فعليك أن تفهم أننا لا نعيش في مجتمع السوق المفتوح حيث التنافس يحسن الخدمة و يقلل من سعرها ..

إنما نعيش في مجتمع هجين لا هوية له .. جائع ...علي المستهلك أن يرضي بالخدمة الإحتكارية المقدمة و يدفع فيها ما يوازى قيمتها بالخارج .. و يستلم أسوأ منتجات السوق ..

أنا لا أتكلم عن العقارات التي أصبحت قيمتها بالملايين .. و لا عن السكن الذى لا يحتمل تكاليفة المتوسطين .. و لكن .. عن إحتياجات الإنسان المعاصر الأساسية .رغيف الخبز و الخضار و الفاكهه و اللحوم و السمك و هدمة و مكان يأوى إليه .