محمد حسين يونس

أن تحكم شعبا حرا متعدد الإتجاهات مثل الشعب الفرنسي أو البريطاني أو الهندى أو البرازيلي . سيكون عملا مستحيلا بدون ظهير داعم ..و برنامج و خطط و شفافية .
 
هؤلاء نوع من البشر لا ترهبهم قوات الصاعقة أو جريليات الأمن المركزى .. شعوب تحتمي خلف جدار فولاذى لا يمكن أختراقة إسمه القانون .. و حقوق الإنسان .. و سلمية التغيير .. والشفافية ..وعدم المساس بالرأى الأخر او المعارضة و لا تغيرمواد بدستورها كل خمس دقايق .
 
الشعب يعرف حقوقه وزاولها .. من خلال آليات الديموقراطية .. وهو بواسطة صناديق الإقتراع ..يرفع إلي كراسي الحكم من يشاء حتي لو كان ماسحا للأحذية مثل لولا دى سيلفا .. و يطرد من جنته الذى يضر بمصالحه ،أو يظهر ميلا للحكم الفردى و الديكتاتورية ، أو يكذب أو يلاوع أو يضلل أو لا ينفذ وعوده و برامجه حتي لو كان شارل ديجول .
 
الشعب هو السلطة الأساسية .. و نوابه أمناء يدافعون عن حقوقه و يصدرون التشريعات التي في صالحه .. و الشرطة و الجيش يرأس كل منهما مدني ينفذ ما يراه السياسيون ..و لا يميل يمنة أو يسرى مادام الشعب راض و القضاء حيث لا يوجد من هو أعلي من القانون قادر علي إعادة الأمور إلي نصابها .
 
الشعوب التي تمتلك مصيرها بيدها .. تراقب كل شيء .. من خلال شفافية و إستقلال أجهزة الإعلام .. و قدرتها علي تقديم كلمة الحق .. ليس بسبب أخلاقي .. و لكن بسبب مهني فالقاريء أو المشاهد أو المستخدم الذكي.. سيكف عن إستهلاك سخافاتها أو تضليلها .. و سيسقطها بعدم تداولها و لن تحميها السلطة بدعم مالي لتستمر في بث غثائها .
 
الشعوب التي لها تاريخ في الحرية و الديموقراطية .. تكون الظهير الذى يحمي هذا النمط من الحكم بواسطة أحزاب قادرة علي الدراسة و الفهم و تقديم الخطط و البرامج شديدة الوضوح .. و التي يحاسبها الشعب علي تنفيذها من عدمة .
 
آليات الديموقراطية و الحرية في هذه البلاد تتعثر عند الشعوب المبتلاه .. بحاكم فرد يدعمة و يقوية سلطات الجيش و الأمن و القضاء .. و تخدمة صحافة و إعلام شكلي ..و كهان مرتزقة .. و برلمان مختار بعناية .. ليقول ((نعم )) .
 
الشعب لا وجد له .. و لا يهتم الداعمون بصوته أو مصالحة .. و الضباب يغلف كل آليات إتخاذ القرار .. بحيث لا تسمع في الجوار إلا صلوات كهان الحكومة ورجال الإعلام و نواب البرلمان التي تنتهي ب ((آمين ))، ثم تصحو علي كارثة محققة .. أو هزيمة مخجلة .. أو عجز كامل عن الإستمرار ..وسقوط سريع في فخ الهيمنة الخارجية .
 
شعوب الطاعة العمياء و النوم في العسل لا حول لها و لا قوة ..لذلك تدعو ليل نهار أن ترزقها السماء .. بديكتاتور عادل معتدل .. يخرج بها من غياهب الجب لنور النهار .
 
قد يحدث هذا .. و قد لا يحدث و لكن يظل هناك دائما فارق .. بين الطريقين ويظل هناك جدال دائم بين من يحاجي بأن بعض الشعوب غير قادرة علي ممارسة الحرية و الديموقراطية .. و لا يسيرها الصوت بل السوط.