كتب – روماني صبري 
 
ولد الكاتب الكبير إحسان عبد القدوس، في مثل هذا اليوم عام 1919 .. وكان الراحل واحدا من أجرا الكتاب في مصر، حيث خرج بالرواية عن العرف السائد وقتها، وهو أن أي عمل لابد أن يبتعد عن الجنس والغرائز البشرية، ما جعل رجال الدين يشنون عليه حربا ويحرمون رواياته.. ولطالما رأى عبد القدوس أن الرواية منزل الإنسان، فنجح في كشف أغوار النفس البشرية كاشفا ما هو الجنس والحب بالنسبة للإنسان لاسيما المرأة، فترجم ذلك في روايات "النظارة السوداء، "صانع الحب" أنا حرة"
 
 البداية .. عبد القدوس وجده المتزمت 
تربى عبد القدوس في بيت جده لوالده الشيخ رضوان، ابن قرية السيدة ميمونة زفتا الغربية، وكان من خريجي الأزهر الشريف ويعمل رئيس كتاب بالمحاكم الشرعية، ما جعله رجلا متزمتا ففرض عليهم الالتزام والتمسك بأوامر الدين وأداء الفروض والمحافظة على التقاليد، حتى انه حرم نساء عائلته الخروج إلى الشرفة بدون حجاب.. وكان والده الممثل والكاتب محمد عبد القدوس، تخرج عبد القدوس من كلية الحقوق عام 1942، ورفض أن يعمل بالمحاماة بعدها جراء حبه للكتابة.
 
إلى من نسب عبد القدوس نجاحه ؟ 
وقال عبد القدوس، في لقاء نادر عرضته فضائية " سي بي سي"، انه ينسب الفضل في نجاحه لزوجته ووالدته، موضحا أن والدته السيدة "روز اليوسف" مؤسسة مجلتي "روز اليوسف" و "صباح الخير، هي من فتحت له المجال للتعبير عن مواهبه ككاتب." 
 
واستطرد :" ثم زوجتي، لولاها لم يكن إحسان عبد القدوس يستطيع تكوين نفسه، منذ زواجنا وأنا اعتمد عليها في تدبير كل أمور حياتي بما فيها التفاصيل الصغيرة، ومنها ملابسي الشخصية .. عشان كده هي صاحبة الفضل عليا .. الست دي جعلتني أتفرغ للأدب والسياسة والصحافة فعرفت أكون إحسان عبد القدوس." 
 
 
سقطته الكبرى 
عام 1950 كتب عبد القدوس على صفحات مجلة روز اليوسف، أن الجيش المصري ورد إليه أسلحة وذخيرة فاسدة بسبب رجال الملك فاروق، موضحا أن القنابل كانت ترتد لصدور الجنود والضباط  قبل ألقاها إلى العدو، متهما مسؤولين وسماسرة السلاح بأنهم كانوا سبب هزيمة الجيش المصري في حرب فلسطين، بزعم انه يمتلك مستندات سرية تكشف حقيقة ما كتب، فهاج الشعب على الملك فاروق آنذاك.
 
وبعد التحقيقات أقرت المحكمة ببراءة المسؤولين عن صفقات الأسلحة ورأت أن للهزيمة أسباب أخرى، ومنها عدم إجادة استخدام الأسلحة، وقال رئيس ديوان المحاسبة محمود بك محمد في هذا الصدد:" لم يكن لتلك الأسلحة أي تأثير على الجيش المصري في حرب فلسطين وهزيمته، وكان للهزيمة أسباب أخرى منها قلة الخبرة." 
 
أهم مناصبه .. الاعتقال 
تقلد إحسان منصب رئيس مجلس إدارة "أخبار اليوم" علاوة على رئاسته التحرير في 1971  حتى 1974، واعتقل عدة مرات بسبب مقالاته السياسية، كما تعرض للاغتيال من جهات عديدة بسبب مقاله عن صفقة الأسلحة الفاسدة، وكذا اتهامه الأمير عباس حلمي الثاني بالفساد.. ورغم قصصه الشهيرة "لا تتركوني هنا وحدي"، "كانت صعبة ومغرورة"، والتي تعاطف فيمهما مع اليهود، رفض إحسان اتفاقية السلام بين مصر وإسرائيل وهاجم الرئيس الراحل محمد أنور السادات، ما ظهره وقتها شخصا متناقضا.
 
روايات عديدة للسينما 
ولاحسان 49 رواية تحولت إلى سيناريوهات للسينما، وكذا 5 إلى المسرح، و9 روايات باتت مسلسلات إذاعية، و10 روايات إلى مسلسلات تليفزيونية. 
 
ومن ابرز أعماله في السينما : العذراء والشعر الأبيض، في بيتنا رجل، إمبراطورية ميم، أما في التليفزيون فهو المسلسل الشعبي الشهير والذي بات يعيش في وجدان المشاهد المصري والعربي حتى يومنا هذا " لن أعيش في جلباب أبي."
 
خلافه مع عبد الناصر 
وبسبب روايته " البنات والصيف"، هاجمه الرئيس الراحل جمال عبد الناصر، فأرسل له إحسان يقول :" الرواية من واقع الحياة والواقع أقبح من ذلك بكثير .. لم اقصد الإساءة لسمعة مصر بل أردت إيجاد حلول لهذه المشاكل."