كتب – روماني صبري
يتزامن اليوم 31 ديسمبر، ذكرى وفاة "جمال بدوي" الكاتب والمؤرخ والصحفي المصري الشهير الذي لقب بـ"حارس تاريخ مصر"، وشيخ الصحافة، وجبرتي العصر، كونه برع في توثيق العصر الحديث وتسليط الضوء على القضايا العامة والتاريخية والسياسية، علاوة على برامجه في الإذاعة والتليفزيون ومنها : حكايات مصرية وقطايف، والتي استهدفت المواطن المصري البسيط قبل طبقة النخبة والمتعلمين فحرص على أن تطغى عليها البساطة، ما جعله كاتبا ومؤرخا استثنائيا، فدفع باسمه إلى واجهة المشهد النخبوي في مصر.. وكان الراحل عضوا في الهيئة العليا لحزب الوفد ورئيس لجنة الثقافة والفكر ..  وفي ضوء ذكرى وفاته نبرز في السطور التالية أهم المحطات في حياة الراحل.

بدوي يحوز إعجاب أمين
ولد محمد جمال الدين إسماعيل بدوى يوم 12 فبراير 1934 في بسيون بالغربية، وتخرج في كلية الآداب جامعة القاهرة قسم الصحافة عام 1961، وخلال فترة دراسته أعجب به  مصطفى أمين ( الكاتب الصحفي الشهير، الذي أسس مع شقيقه على أمين جريدة أخبار اليوم)، فعرض عليه العمل في الصحيفة المذكورة، ولبراعته في الصحافة اختير عام 1972 مع آخرين للذهاب إلى دولة الإمارات لإصدار صحيفة "الاتحاد"، كما أسس جريدة "صوت الأزهر" عام 1999.

إسهاماته للصحافة .. ثم العودة مجددا لجريدته الأولى
وشهد عام 1981 عودته إلى ارض الوطن، ليشارك بعدها في تأسيس صحيفة الوفد مع الراحل مصطفى شردى وتولى منصب مدير التحرير، ثم رئيسا للتحرير في 1989 حتى استقال ليذهب إلى جريدته الأولى "أخبار اليوم"، ليثريها مجددا بكتاباته التاريخية، كما كتب بدوي لمجلة المصور بدار الهلال، والاتحاد الإماراتية والجمهورية المصرية، والشرق القطرية.

 الجوائز
وحصل الراحل على العديد من الجوائز، حيث منحه الرئيس الأسبق محمد حسني مبارك وسام العلوم والفنون من الطبقة الأولى عام 1995، كما حصل على الجائزة الأولى من جريدة الشرق الأوسط عن أفضل مقال نشر في عام 1996، وتوج بدوي أيضا بجائزة أوسكار أفضل كتاب في المعرض الدولي للكتاب عام 2004 عن كتابه "أنا المصري."

معاركه الصحفية
وشهدت حياة بدوي الكثير من المعارك، لاسيما مع القائمين على الصحافة الصفراء المضللة والتي تنشر أخبار عارية من الصحة، فرأى أن هذه الأخبار تضر بسمعه مصر وبصاحبها، فهاجمهم اقتداء بميثاق الشرف الإعلامي، وكذا معركته الشهيرة الأخرى ضد قانون اغتيال حرية الصحافة رقم ٩٣ لعام ١٩٩٥، ووقتها رفض مبارك إقرار القانون.

أحبه البسطاء
وعرف غالبية البسطاء بدوي من خلال برنامجه الذي كان يقدمه كل اثنين على القناة الأولى، والذي تميز بالبساطة والتشويق في السرد، وترك الراحل ارثا من الكتب الهامة في التاريخ والفكر ومنها : مسلمون وأقباط من المهد إلى المجد، في دهاليز الصحافة،في محراب الفكر، محمد على وأولاده، حكايات مصرية، الوحدة الوطنية بديلا عن الفتنة الطائفية، الطغاة والبغاة، معارك صحفية.

تحقيق وصيته
كان طلب بدوي من أسرته إهداء مكتبته للمكتبة المركزية لجامعة القاهرة، بعد وفاته، وبعد وفاته حققت أسرته وصيته، وفي ظل هذا قالت سوسن عبد الحكم مدير إدارة تنمية المجموعات بالمكتبة المركزية بجامعة القاهرة :" مكتبة جمال بدوى كشفت موسوعيته المعرفية في كافة المجالات حيث جمعت بين العلوم والآداب والتاريخ."

موضحة في تصريحات:" بدوي كاتب مؤثر .. حفظ تاريخ مصر وتراثها،  وكان واحدا من أهم حراسهما وهو أفضل من تحدث في التاريخ فقد كان حكاء بارعا يصل أسلوبه الجاذب لكافة المستويات من أفراد الشعب .. لذلك أضافت مكتبته الكثير لمكتبة الجامعة لاسيما في الموسوعات والكتابات التاريخية."