د. مينا ملاك عازر
متجاهل كريت اليونانية، وهي جزيرة لو تعلمون كبيرة ومن قبلها كل جزر بحر إيجا الكثر والمتعددة متجاهلاً اليونان وكل الأعراف الدولية والجغرافية، يُرسم أردوغان -الرئيس التركي- خريطة خاصة به تربطه بليبيا بحدود بحرية، أردوغان يُرسم خريطته ويضع ليبيا في القلب، ومصر في مرمى النيران.
الهدف من تغييرات أردوغان من الشكل الجغرافي، وجغرافية المنطقة، معروف الضغط علي مصر ومساندة إرهابيو ليبيا، ونقل إرهابيو داعش رجاله المدحورين في سوريا لمنطقة أكثر أماناً لهم، وربما أكثر خصوبة وخصباً، وأكثر أهمية لأنها ستكون في جنب عدوه اللدود الشعب المصري، لا أصدق أن أردوغان كقطر يدعمان الشرعية فحسب، تلك الشرعية التي لا يرونها إلا في انتخابات أتت بمرسي رئيسا أما تلك التي أتت بالسيسي فهي انتخابات ليست على مزاجهم.
 
نعود لأردوغان وخريطته الجيوسياسية الجديدة، تلك الخريطة التي لا تهدف إلا لوضع جديد في المنطقة لتحمله البحار ليكون بالقرب من عدوه ليسدد له أو لحليفه الجيش الوطني الليبي الطعنات على مهل، أردوغان يبحث عن ملجأ لإرهابيه ورجاله الدواعش، ويبحث عن نقطة يقفز فيها ويؤرق النظام المصري الجاذب للاستثمارات بعد استقرار شبه دائم لجبهة سيناء، فيحتاج فتح جبهة غربية في ليبيا، السؤال هنا، هل ينجح في هذا أم يوأد حفتر ورجاله وحلفاءه تلك العملية في المهد.
 
بالرغم من عدم قانونية الخريطة التي يرسمها أردوغان والاتفاقية التي يعقدها مع ما يسمى بحكومة الوفاق، الغير مكتملة الأركان بسبب عدم اكتمال عددها، ما يجعل الاتفاقية غير رسمية بحسب اتفاقية الصخيرات، بالرغم من هذا فالحلم العثماني في نفط المتوسط أو غازه يجعله يلعب في الجغرافية ويحطم التاريخ، ويهدم الأعراف الدولية ويبني اتفاقيات على الكيف، ويفعل كل ما يشاء في سبيل النفط، وما دام هذا بالمرة يؤرق النظام المصري فلا مانع من هذا الغشم السياسي، والجهل الجغرافي وحليفه الفاشي العبثي.
 
أطماع أردوغان في جزيرة قبرص، جعلته ينشئ جمهورية ويعترف بها وحده على جزء من الأرض القبرصية، ويبقى معترفاً بها منفرد طوال أكثر من أربعين عام وجعلته يعادي مصر الأعرق في المنطقة، والأقوى والأكثر حضارة، ويعادي شعبها، وجعلته يخضب يده بالدماء ويلطخ يده بمصافحة والتحالف مع مليشيات ليبية وسورية وغيرها، كله في سبيل مجد زائل لن يحدث، ولن يراه بأمة عينه، أردوغان يحلم ويرسم ويشوه ويتوهم ولا أحد يؤاخذه لأن ليس على المجانين حرج ولا مؤاخذة.
 
المختصر المفيد مصر لم تزل تكيده بالرغم من كل المصائب التي تحدق بها، ولأنها تتخطاها، فكيدها يزيد.