عرض/ سامية عياد 
كثير من المشاكل الأسرية تنتج عن الشك بين الزوجين ، فهو أخطر آفة فى حياة الأسرة ينخر فى عظامها كالسوس ولا يتركها قبل أن يدمرها ..
 
هكذا حدثنا نيافة الأنبا موسى أسقف الشباب فى مقاله "مصادر المشاكل الأسرية" موضحا أن الرجل الشرقى يستحيل أن يقبل فتاة لها خبرات عاطفية مع أنه هو نفسه قد يكون له هذه الخبرات ، لذلك علينا التعامل مع هذا الواقع من خلال تربية الفتاة على عدم الاستسلام لمشاعر عاطفية مع أحد ما لم تأخذ الإطار الرسمى والتنفيذى للزواج لأن أى علاقة عاطفية غير ناضجة ستترك أثرها على كلا الطرفين وقد تدمر حياة كثيرين إما بالصدمات العاطفية ، أو بالفشل الدراسى أو بالسمعة السيئة فالعاطفة وحدها لا تكفى فى اختيار شريك الحياة لابد من النضج الفكرى والروحى والنفسى واستعداد مادى وتوافق اجتماعى وأسرى وثقافى .
 
ويمتد الشك الى مرحلة الخطوبة نفسها حينما يصر أى من الطرفين معرفة ماضى أحدهما الأخر ويتوعد أحدهما للاخر أنه لا يتأثر بهذا الماضى ، فى حين أن النبش فى الماضى يؤثر على مستقبل العلاقة الأسرية ، الشك يأتى أيضا حينما ينجرف الخطيبان فى التعبير عن محبتهم لبعض بأساليب حسية وهو ما يؤدى الى تسلل الشك فى قلب الخطيب ويتصور أن خطيبته لها خبرات سلبية خاطئة وهو ما يؤدى فى الغالب الى فسخ الخطوبة.
 
ويتسلل الشك بعد الزواج بين الزوجين فى صور متعددة مثل الجهل الجنسى الذى يتصور معه الزوج أن زوجته ليست عذراء أو تتصور الزوجة أن زوجها غير قادر لأسباب نفسية أو عضوية ، الغيرة الشديدة التى تجعل أحد الزوجين يشك فى الآخر لمجرد التباسط مع الأقرباء أو الأصدقاء ، غياب الزوج لفترات طويلة يجعله يشك فى خيانة زوجته له .
 
إذا بنيت الحياة الأسرية على أسس مسيحية حقيقية ستقل المشاكل وتهرب المتاعب ويملىء التفاهم والاستقرار والسعادة أرجاء البيت ، تحصن أيها الإنسان بالنضج الروحى الذى يحميك من الشك فتعيش سعيدا مع زوجتك ووسط أولادك ..