محمد حسين يونس
في زمني ..تعلمت القراءة مع بدايات خمسينيات القرن الماضي في مقالات جريدة مصر الفتاة ( الإشتراكية ) .. وكتابين أحدهما ( كليلة و دمنة ) .. حواديت علي لسان الحيوانات و الطيور ترجمها إبن المقفع ..و يقصها بيدبا الفيلسوف علي الملك دبشليم .. فتعلمت منها الكثير ..من ألأخلاق و المثل العليا .. التي لازالت تحكم فكرى وعلاقتي بالعالم .

ثم كتاب (( هذا أو الطوفان)) لعالم أزهرى مغضوب علية يسمي (خالد محمد خالد )
كتبه في نهاية أربعينيات القرن .. فأقصاه الازهر و جردة من رتبة (كبار العلماء ).. و أعطته الجماهير ظهرها .. و لم يفهمه المثقفون .. لانهم لم يعرفوا معني كلمة طوفان ...

هذا الكتاب ..أعود إليه كل فترة فأجد أن الرجل .. قد شخص الداء بوضوح .. و وصف العلاج .,. و لكن لقوم صم بكم لا يفقهون .

لقد كان يقصد (بهذا ) الديموقراطية والاخذ بالقيم المعاصرة النافية للخطاب الديني السلفي و سيادة المنطق العلمي في التفكير .. و تطبيق آليات المعاصرة والأساليب المستجده بعد الحرب العالمية الثانية في الحكم و تطور العلاقات البشرية و حقوق الإنسان

اليوم يا سادة تتحقق النبوءة .. ما نعيشه .. تحت مظلة أمنية كهنوتية يسيطرفيها المليونيرات علي الإقتصاد و تشريع القوانين .. هو الطوفان ..و توحشة و أخلاقة الفاسدة

إجرى .. لتجد لنفسك مكانا تحتمي فيه .... أما أنا فبعد أن بلغت من السن أرزله أجلس أتذكر الجميلة ((كانديس بيرجن)) في فيلم عندما ((تطفو الاسماك)) و هي تغادر الجزيرة المتعوسة باهلها الاغبياء .. وصوت تنبيه قبطان سفينه الانقاذ وهويضيع مع دقات الديسكو .
((pay attention please))