كتب – محرر الأقباط متحدون 
شهد صباح يوم الأربعاء الماضي كارثة مروعة في سماء العاصمة الإيرانية " طهران " ، حيث تحطمت طائرة " بوينج " مملوكة للخطوط الجوية الأوكرانية ، كانت تحمل 176 راكباً ، لقوا مصرعهم جميعاً عقب إقلاعها بدقائق من مطار " الخميني " متوجهة إلي " كييف " ، و قبلها بساعات قليلة كان الحرس الثوري الإيراني يشن قصف صاروخي علي قاعدتين عسكريتين في العراق تضم قوات أمريكية .
 
و تعمد النظام الإيراني منذ البداية في المماطلة و ترويج الأكاذيب و تضليل الرأي العام سواء المحلي أو الدولي ، من أجل إبعاد شُبهة تورطه في إسقاط الطائرة ، حيث  أعلن التلفزيون الإيراني الرسمي في البداية ، تحطم طائرة ركاب أوكرانية بعد دقائق من إقلاعها بسبب " مشكلات فنية " ، و هو الأمر الذي نفته كل من " السلطات الأوكرانية ، الشركة الأمريكية المصنعة " حيث صرحوا بأن الطائرة جري عمل فحص شامل و صيانة لها قبل الحادث بيومين ، و هو الأمر الذي وضع نظام " الملالي " تحت ضغط كبير و جعله عُرضة لسهام الاتهامات اللاذعة من قادة الساسة علي مستوي العالم .
 
و تواصل مسلسل الإنكار الإيراني ، حيث أسرعوا بالترويج لفرضية " عطل في المحرك " ، و احتمال وجود أدلة تشير لارتفاع درجة حرارة أحد المحركات بالطائرة ، ثم تجلي التبجح ، حين أعلنت السلطات الإيرانية عن عثورها علي الصندوقين الأسودين للطائرة ، و رفض تسليمهما للشركة الأمريكية المصنعة " بوينج " ، و الرغبة في تسلميهم لطرف محايد ، كل هذا أثبت بوضوح رغبة النظام الإيراني في إخفاء معالم الجريمة .
 
و من هنا تدخلت بقوة عدد من الدول مطالبة بضرورة إجراء تحقيق دولي عاجل للكشف عن ملابسات الحادث مثل " الولايات المتحدة ، أوكرانيا ، كندا " .
 
و في تقرير لهيئة الطيران المدني الإيرانية ، أشار إلي أن طاقم الطائرة لم يطلبا المساعدة ، و حاولوا العودة إلي المطار لكن لم يفلحوا ، و أن النيران تمكنت من كامل أجزاء الطائرة ، و حدث التحطم بسبب انفجار هائل عند الاصطدام بالأرض ، نتيجة امتلاء خزانات الوقود بشكل كامل من أجل إتمام الرحلة .
و هذا الأمر دفع العديد من أجهزة الاستخبارات بالخارج و خاصة الأمريكية وفقاً لتقييمات أولية ، أن الطائرة الأوكرانية جري إسقاطها بفعل صاروخ إيراني ، و تدخل كل من " دونالد ترامب " الرئيس الأمريكي ، و " جاستن ترودو " رئيس الوزراء الكندي ، علي خط الأزمة تأكيداً لهذه التقييمات .
 
و استمر المسلسل الإيراني في التنصل من المسئولية ، حيث صرح المتحدث باسم الحكومة " علي ربيعي " أن هذه التصريحات من رؤساء الدول الغربية ، هي " حرب نفسية " ضد طهران .
 
و هنا طالب " فلاديمير زيلينسكي " الرئيس الأوكراني ، السلطات الإيرانية بضرورة تقديم اعتذار رسمي عن الحادث ، مع دفع التعويضات كاملة ، عقب  الإعلان من السلطات الأوكرانية ، بأنهم تسلموا " معلومات في غاية الأهمية " من نظرائهم في الولايات المتحدة ، تفيد بتورط طهران بشكل كامل في الحادث .
 
و عقب مرور ثلاث أيام كاملة من الواقعة ، و إثر ضغوطات دولية عديدة علي إيران ، أعلنت " طهران " صراحة تقديم اعتذار رسمي و اعتراف كامل بتورطهم بالجريمة ، نتيجة خطأ بشري غير مقصود ، و هو الأمر الذي أجج حِمم الغضب من الشعب الإيراني ضد نظام " الملالي " ، عقب فشلهم الصارخ للمرة الثانية في علاج الأزمات في أقل من 10 أيام .
 
حيث فشلوا في الرد و الثأر نتيجة اغتيال قائد فيلق القدس " قاسم سليماني " عقب مقتله في غارة أمريكية بالعراق ، و الرد بطريقة كارتونية عن طريق إطلاق صواريخ في مساحات خالية في العراق و الادعاء بقتل جنود أمريكيين ، و الفشل مجدداً في أزمة الطائرة الأوكرانية بترويج سلسلة من الأكاذيب ، ثم الاعتراف بالذنب ، حيث خرجت حشود من المواطنين في تظاهرات منددة بحادث الطائرة ، مطالبة بإسقاط المرشد و رحيل النظام .