خدعوك فقالوا !

الخدعة الثامنة و الستون !
إفعلوها آمنين ! فمصر للمتحرشين !
 
حامد عبد الله حامد
١. تعرف جريمة (التحرش الجنسي) في أوروبا والدول المتقدمة ! بأنها أي فعل أو قول أو إشارة تخدش الحياء من المجرم الي الضحية دون رضاءها. ولم يفرق القانون أبداً بين الضحايا ولكن فرق بين المجرمين في تشديد الجرم والعقوبة إذا كانت للمجرم سيطرة علي ضحيته تمنعها من التمتع بكامل حقها وحريتها في الدفاع عن نفسها كأن تكون طالبة او موظفة ! فماذا عن بلادنا المتخلفة !؟ والتي تحولت فيها المرأة إلي سلعة للإثارة مستباحة أو قطعة حلوي مغلفة ! نلوم فيها الضحية ونبرر للمجرم جريمته المقززة ! ؟ وبمناسبة الطلبة والطالبات فقد ابتكرت لأبنائي وبناتي في قصر العيني أحد الإختبارات ! ولقد أسميته (إختبار الإنسانية) ! تخيل انني أخبرتك ان أحد المجرمين قد تحرش بإحدي الضحايا ! ماهو (بكل صراحة) اول سؤال سيخطر في ذهنك ؟
 
اولاً :مالذي تم فعله بالمجرم ؟
ثانياً :مالذي كانت ترتديه الضحية ؟
اذا كانت الإجابة الأولي فهنيئاً لك إنسانيتك ! أما إذا كانت الثانية فلتراجع من جديد كل أفكارك ومبادئك ! هل تريدون ياأصدقائي معرفة نتيجة (اختبار الإنسانية) !؟ يؤسفني أن أقول ان معظم الإجابات كانت الإجابة الثانية ! ولكن قبل ان نلوم علي ابنائنا فلنبدأ بأنفسنا ويسأل كل منا نفسه نفس السؤال !؟
٢ . إن التحرش وهتك العرض الجماعي الذي حدث في مدينة المنصورة لفتاة تبلغ من العمر تسعة عشر عاماً اي جاوزت عمر الطفولة بقليل (حسب التعريف الطبي و القانوني للطفولة وليس تعريف المشايخ الذي يبيح نكاحها قبل ذلك بعشر سنوات ! ) وإن أثار تقززنا و غضبنا فلا يجب ان يثير دهشتنا أو عجبنا !
 
٣. ان تلك الجرائم ليست الأولي ولن تكون الأخيرة وأذكركم ونفسي بتقرير الأمم المتحدة عن التحرش في (مصر) لعام (٢٠١٣ )والذي أثبت أن أكثر من (٩٠٪؜) من المصريات يتعرضن للتحرش وأذكركم أيضاً بأن تلك الإحصائية المرعبة لم تأخذ في الحسبان جريمة تحرش او (ذبح) بشعة تنفرد بها (مصر ) مع بعض الدول الافريقية المتخلفة وهي (البتر او التشويه التناسلي للاناث )الذي أحله بل فرضه بعض من مشايخنا الذين حولت فتاويهم جريمة (ختان الإناث) الي (ذبح شرعي) وايضاً حولت التحرش بهن الي (تحرش شرعي) ! فكيف كان ذلك !؟
 
٤. حدث ذلك (صوتاً وصورة) من عشرات السنين عندما إتهم الشيخ الذي كان يفسر القرآن أية إمرأة لا ترتدي ما إفترضه هو زياً شرعياً بان ذلك منها (إلحاح في عرض نفسها علي الرجال) ! والرجال أمامه مقرفصون مغيبون ويهللون ويتسائلون متي يتحرشون !؟ ! والشيخ الثاني الذي أفتي بأن المرأة التي خلع عليها لقب (محجبة) لها منه (رخصة ) بألا يتعرض لها أحد ! أما الأخري فقد(تنازلت) عن تلك الرخصة التي كانت تحميها من التحرش ! واصبح التعرض لها (شرعياً) ! أما الداعية الإخواني (ع .خ ) صاحب الإعلانات عن (الفوخات) و(العطويات) فقام بنفس المهمة بين بنات النوادي والجامعات ! وتبعه من بعده الداعية (م. ح) الذي له تسجيل يتحسس فيه متلمظاً المانيكانات ! مبيناً وموضحاً بالغمز واللمس والآهات واللفتات أماكن الإثارة والتحرشات ! و جاء من بعدهم (ع. ر ) الداعية ذو المجانص الذي تستفز غير المحجبة شهوته السائلة وعقله الناقص !
 
٥. وبعد ان كان (عبدالوهاب ) يغني في (عشق الروح) و(حليم ) عن (الشعر الحرير) اصبحت الأغاني (بعد تغطيته) (للمؤخرة) وبعد أن جعل (محمود سعيد ) و(صلاح چاهين) من المصريات أجمل الكائنات ! جعلتهن فتاوي الشيوخ يكرهن انفسهن وجمالهن وانقسمن بعدهما الي اغلبية تغطين شعورهن وايضاً وجوههن فهن (الملتزمات ) ! وأقلية لاتغطيه فهم (السافرات ) أو (المتبرجات) أو (المستباحات) ! ولكن الكثير من المصريين لم يعترفوا في التحرشات بالتقسيمات ! وأغرتهم الفتاوي والتبريرات ! فإنطلقوا في تحرشهم بالجميع دون أية إستثناءات ! ولم يرحموا في ذلك حتي الطفلات ومن هن في عمر الأمهات !
 
٦.ومازلنا في عجبنا من انتشار بشع مجرم كالطاعون لنظرات وبذاءات وحركات ولمسات لإخواتنا وبناتنا يجتاح كل الأماكن و الطبقات والمستويات في ظل غطاء وحماية من التواطؤ المجتمعي والصمت المجرم وشرعنة التحرشات حتي تصل الجريمة للسائحات الأجنبيات اللاتي يأتين إلي بلادنا آمنات مطمئنات فلا يجدن إلا فتاوي تكفرهن وتستحل دماءهن ككافرات مشركات ! او في احسن الأحوال أعراضهن كجوارٍ مستباحات !
 
لقد حانت لحظة الحقيقة التي يجب ان نواجهها بكل صدق وتجرد ومواجهة شجاعة للذات ! فمصر خلدت في معابدها المصريات كآلهات وملكات وأمهات ولكنهن يبكين الآن علي الحفيدات ! اللاتي يعانين وهن راضيات من تحرشات مبنية علي فتاوي وتبريرات ! فهن كالشياطين مقبلات ومدبرات ! ومن نصف عقولهن ودينهن محرومات ! وللرجال مميلات ومغويات ! ولذلك فهن مستباحات! واصبح المجرمون معذورين والضحايا مجرمات ! ألا فلتفقن وتنهضن أيتها المصريات ! وتنفضن عن اجسادكن المقدسة غبار البداوة ورياح الصحراوات وفتاوي الفحول والبقرات ! فلا استحققنا ان نعيش في مصر آمنين إلا وأنتن من الآمنات !