أكد البنك المركزي المصري، استعداده في مقره الجديد الجاري تنفيذه بالعاصمة الإدارية، لتدشين أكبر دار نقد، والتي سيتم تجهيزها بأحدث ماكينات إنتاج العملات في العالم، كما ستعمل على 4 خطوط لبدء إصدار عملات مصرية "بلاستيكية" لأول مرة من مادة (البوليمر)، وسيتم البدء في تطبيق طباعة العملة البلاستيك على فئة الـ10 جنيهات.


ونرصد لكم التفاصيل الكاملة لإستعدادت إصدار عملات بلاستيكية مصرية للمرة الأولى في التقرير التالي.

بدأت قصة إنتاج عملات بلاستيكية مصرية في شهر ديسمبر لعام 2018، عندما كشف طارق عامر محافظ البنك المركزي، عن بدء إنتاج نقود بلاستيكية من بعض فئات النقد المصرية "الجنيه المصري" بمطبعة البنك المركزي المصري الجديدة بالعاصمة الإدارية الجديدة، موكدً على أنَّه سيتم تداول تلك النقود خلال عام 2020.

وذكر طارق عامر، في تصريحات خاصة لـ"الوطن"، أنَّ إنتاج فئات النقد المصرية الجديدة سوف يتم بأحدث خطوط إنتاج البنكنوت المطبقة في العالم، مشددًا على أنَّ القرار جاء للحد من تزوير الأموال الورقية وخفض تكلفة الطباعة.

وأشار الدكتور وائل النحاس، المحلل المالي والخبير الاقتصادي، خلال مداخلة هاتفية على قناة "dmc"، إلى أنَّ تجربة النقود البلاستيكية تسهم في منع تزوير العملة بنسبة 95%، مبينًا أنَّ تلك النقود عمرها أطول وقابليتها أقل للتلوث، موضحًا أنَّ خسائر مصر من العملات الورقية سنويا تتراوح ما بين 80 مليارًا إلى 100 مليار جنيه.


ما هي مادة البولمير التي تصنع منها النقود البلاستيكية؟
أوضح الدكتور ماهر عزيز الخبير البيئي، خلال حديثه لـ"الوطن"، أن "البوليمرات" هي عبارة عن مواد مصنوعة من سلاسل طويلة ومتكررة من الجزيئات، هذه المواد لها خصائص فريدة من نوعها، اعتمادًا على نوع وكيفية الترابط فيما بينها، وتتواجد في العديد من الاستخدامات البشرية منها زجاجات المياه إلى الإطارات وبعض الأدوات.

وتابع: "البوليمر يتميز بأنه صديق للبيئة ولا يترك آثارا ضارة فيسهل إعادة تدويره واستخدامه مرة أخرى، كما أنه لا يترك أي آثار سلبية على صحة الإنسان، أقل عرضة لالتصاق الأتربة والبكتيريا والفيروسات بها، فضلا عن إمكانية تنظيفها وغسلها بالماء.

مميزات العملة البلاستيكية
- تعد النقود البلاستيكية أقل تكلفة في عملية تصنيعها مقارنة بالعملات الورقية والمعدنية.

- تدوم لمدة أطول تفوق أوراق النقد المعروفة، وتعتبر أستراليا وكندا من أهم البلدان التي تستخدم تلك الأوراق.

- تستخدم مادة البوليمر "الصديقة للبيئة" في صناعة النقد وتتميز بمقاومتها للماء، ومن منظور بيئي فمادة "البوليمر" تطيل عمر العملة النقدية.

- رغم التكلفة العالية لطباعة النقود البلاستيكية، إلا أنها توفر للحكومات، إذ تعادل في عمرها أربعة أضعاف عمر العملات العادية المصنوعة من القطن، علاوة على أنها مقاومة للرطوبة والغبار.

- تتميز بسهولة الاستعمال في آلات الصراف الآلي.

- أكثر أمانًا حيث يصعب تزييفها.

- يمكن وضعها بسهولة في المَحافظ.

- يسهل استخدامها في الأجهزة الآلية المصممة لاستقبال النقود.

الدول الأكثر استخداما للعملات البلاستيكية
استخدمت أستراليا العملات البلاستيكية لأول مرة في عام 1988، قبل أن يتم تداولها الآن في أكثر من 20 دولة مختلفة مثل "كندا وفيجي وموريشيوس ونيوزيلندا وبابوا غينيا الجديدة ورومانيا وفيتنام".


 وفي عام 1991، بدأت بابوا غينيا الجديدة، باستخدام العملات البلاستيكية، قبل أنَّ تحول كل العملات لأوراق بلاستيكية في عام 2008.


وفي الفترة من 1999 حتى 2001، قامت رومانيا بتصنيع مجموعة كاملة من أوراق النقود البلاستيكية.

وفي عام 1999، أصدرت نيوزيلندا أو عملة بلاستيكية بـ20 دولار، وبعدها قام بنك الاحتياطي النيوزيلندي بتحويل جميع ملاحظاته إلى بلاستيك على مدار الاثني عشر شهرًا.


وفي عام 2007، قامت دولة بروناي الأسيوية بتحويل عملاتها إلى بلاستيكية، ثم انضمت كندا وشيلي وغامبيا ونيكاراجوا وترينيداد وتوباجو وجزر المالديف للبلدان التي أضيفت في الآونة الأخيرة إلى قائمة البلدان التي تستخدم العملة البلاستيكية.


وفي عام 2013، تعاقد البنك المركزي الكويتي مع شركة "دي لا رو" لطباعة العملة البلاستيكية، وهي الشركة التي تصنع العملة الجديدة للدول التي اعتمدت هذه المواد، لتكون الدولة العربية الأولى التي تستخدم العملات البلاستيكية.


يذكر أن بنك انجلترا أصدر قرار بتصنيع عملات بلاستيكية جديدة مع بداية عام 2016، والتي حملت صورة ملكة بريطانيا، وتعد هذه هي المرة الأولى في التاريخ البريطاني التي تقوم فيها بإصدار عملات بلاستيكية.