إعداد وتقديم الكاتب - مدحت بشاي
 فى اليوم الثاني والثالث والرابع كرر موريس لهدي ما قاله لها من قبل، وأوضح لها أنه يحبها مثل ابنته بالضبط، بل هى ابنته، لكن هدي لم تعد تعير كلامته أي اهتمام. تسمع ما يقوله وتهز رأسها بنفي تنصرف إلى الصالة تراجع ما علامته إياها مدام جانيت من حروف الكتابة أو تتفرج على التليفزيون مرة بعد مرة، وأخيرا لم يجد موريس بدا من جذبها بقوة من ذراعها وجرجرتها خارج باب الشقة.
 
والبنت ملتصقة بالباب المغلق، تخمشة من خارج الشقة كالقطة وتبكي: أنا زعلتك في حاجة؟ والنبي دخلني. دخلني والنبي يا عم موريس.
 
وفرت دموع موريس وراء الباب المغلق يقول: ما أقدرش يا بنتي.. والعدرا ما أقدر. والنبي، والعدرا، والنبي، والباب مغلق خلف كل ناحية شخص وحيد فى أمس الحاجة للآخر.
 
سطور من رواية "الباب المغلق بين الأقباط والمسلمين" للكاتب والمفكر الكبير أحمد الخميسي، ضيف برنامج ستديو التنوير المذاع على موقع الأقباط متحدون ويقدمه الكاتب الكبير مدحت بشاي.
 
قصة "الباب المغلق بين الأقباط والمسلمين" تحكي عن بواب فقير يعيش بمفرده مع ابنته هدي بعد وفاة زوجته، والبنت ترضي احتياجات سكان العمارة، لكن من دون سكان العمار يتصادف أن البنت علاقتها تتوثق بأسرة مسيحية لا تنجب وكان يعطفون على هدي.

 

وبعد وفاة والد هدي ذهبت لأكثر أسرة كانت تعطف عليها، وهم قرروا أن يأخذوا البنت ويربوها وتلتحق بالمدرسة.
 
ثم يتسأل الشارع عن إزاي هدي المسلمة تتربي فى أسرة مسيحية؟ وبالتالي الجو يرتبك بعد رفض أهل المنطقة أن تقيم هدي مع أسرة موريس وجانيت المسيحية.
 
ويبدأ موريس بالدخول فى مشاكل بسبب هدي ويقرر أن تغادر بيته وهى لا تريد فى مشهد قاس.
 
ويروي "الخميسي" عن طفولته بالجيزة وقت أن أحب فتاة مسيحية اسمها سعاد واصطدم بباب مغلق بسبب اختلاف الدين، مؤكدا على أن الأبواب المغلقة لا تغلق فى وجه المحبة، المحبة قانون الكون والكون قائم على المحبة، وهذا الباب المغلق من العادات والتقاليد ولكن يدخل عنصر أغرب على النفس الإنسانية وهو الكراهية ويجتمع عليه الناس وكأن الكراهية عقيدة.
 
ويحكي عن والده الشاعر الكبير عبدالرحمن  الخميسي ويقول: سأل كامل الشناوي والدي عن سر حيويته وشبابه، فقال السر أني عمري ما كرهت حد، الكراهية اشبه بمية نار وحد شايلها علي يده، أول واحد يحترق منها من يحملها".