خلال ساعات أصبح مصطلح الحرب العالمية الثالثة حديث القاصى والدانى ،على خلفية التوتر المتصاعد فى الشرق الأوسط، والذى وصل إلى ذروته باغتيال قاسم سليمانى قائد فيلق القدس فى الحرس الثورى الإيرانى، بينما تعهدت إيران برد عنيف وهو ما دفع بالتوقعات إلى أن تذهب بأن المنطقة مقدمة على حرب شاملة قد تتجاوز حدودها إلى حرب عالمية ثالثة، لكن عدد من الخبراء والمفكرين السياسيين كان لهم رأى مغاير

وصف الدكتور على الدين هلال المفكر السياسى، الحديث عن حرب عالمية ثالثة، أو حروب تتجاوز المنطقة على خلفية التصعيدات العسكرية الأخيرة بأنه لا محل له، مشيرا فى الوقت ذاته إلى أنه لا أحد فى المنطقة يسعى إلى حرب شاملة، لكنها قد تحدث عن طريق الخطأ أو سوء الإدراك أو التداعيات غير المقصودة للأحداث.

وأضاف هلال، فى تصريحات لـ"اليوم السابع": "العمليات العسكرية التى تقوم بها الدول وجيوشها وأجهزة مخابراتها لن تتم بين يوم وليلة، وإنما يسبقها إعداد ورصد، وجمع معلومات وكل الدول المشتبكة فى صراعات لديها خطط مسبقة للتعامل مع مستجدات الأحداث".

وتابع المفكر السياسى:" فى الأسبوعين الماضيين كان هناك تصعيدا مستمرا بدأ بأحداث الاعتداءات على القواعد العسكرية الأمريكية فى العراق ثم الهجوم الأمريكى أحد قواعد ميليشيا الحشد الشعبى ثم محاولة اقتحام وحصار السفارة الأمريكية ثم توجيه ترامب رسالة إلى إيران وصفها بأنها تهديد وليس تحذير ثم عملية استهداف قاسم سليمانى "

وواصل هلال حديثه: "الأمر المؤكد أن إيران لن تقف ساكنة وسيكون ردها على نفس حجم ما حدث أى سيكون ردا عسكريا، والأرجح أنه سيستهدف أرواح الجنود الأمريكيين"، مضيفا: "معضلة صانع القرار الإيرانى الآن هو كيف يوفق بين حتمية الرد العسكرى وعدم الدخول فى حرب شاملة مع الولايات المتحدة.. ودعنا ننتظر كيف سوف يقومون بحل هذه المعضلة".

وتابع الدكتور على الدين هلال: "المرجح أيضا أنه إذا تم قتل جنود أو مدنيين أمريكيين فان أمريكا سوف ترد ويمكن أن يدخل ذلك المنطقة فى دوامة من أحداث العنف المتبادل ولكن دون أن يصل الأمر إلى حرب شاملة بين الدولتين فكلاهما يدرك الثمن الباهظ لمثل هذه الحرب".

وأضاف المفكر السياسى: "لا أعتقد أن واشنطن أو طهران تسعيان إلى حرب شاملة، ولكنها يمكن أن تحدث عن طريق الخطأ أو سوء الإدراك أو التداعيات غير المقصودة للأحداث، أما الحديث عن حرب عالمية وحروب كبرى تتجاوز المنطقة، أعتقد أنه لا محل له فى هذا الشأن".

من ناحيته وصف الدكتور عبد المنعم سعيد المفكر السياسى الحديث عن حرب عالمية ثالثة بعد التصعيدات العسكربية فى منطقة الشرق الأوسط بالخيالات ،حيث أشار إلى أن حرب عالمية تعنى إستخدام السلاح النووى وتدمير الكرة الأرضية وهذا أمر من المستبعد أن يحدث بحسب تأكيده

وأضاف عبد المنعم لـ"اليوم السابع "احتمالات الحرب فى المنطقة أنا لا أرجحها، لكن دائما فى التاريخ والعلاقات الدولية يحدث عنف وخروج عن العقل، وإذا كان حدث تصعيد بمقتل قاسم سليمانى قائد فيلق القدس، فيجب ألا ننسى أن إيران اتخذت قبلها خطوات تصعيدية أكبر، من خلال عملية ضرب منشات أرامكو  والهجوم على السفارة الأمريكية فى بغداد ،لأن فى النهاية سيلمانى هو فرد واحد، والحرس الثورى لازال كما هو بعد مقتله، ولازال متواجدا فى العراق وسوريا" مشيرا إلى أن عملية اغتيال سليمانى ستؤدى الى إيقاظ إيران

وتابع سعيد:"الأرجح أن إيران سترد ،مثلما كان مرجحا أن امريكا لن تصمت على الاعتداء على السفارة الأمريكية فى بغداد ،وأنها كان لابد أن تبعث برسالة مفادها أن افعتداء على سفارتها خط أحمر لا ينبغى لأحد تجاوزه "متوقعا أن يكون الرد الإيرانى مدروس ولا يؤدى إلى تصعيدا كبيرا بحسب قوله

ويضيف سعيد :"إختيارات الرد أمام إيران تنحصر بين أن تفعل ما فعلته سابقا ، وهو أن توجه ضربة لأحد حلفاء أمريكا العرب ،لأنها لا تستطيع أن توجه ضربة إلى إسرائيل وتعرف أن إسرائيل سترد مباشرة وأنها قادرة على أن توجع إيران "

ويتابع :"أما الخيار الثانى فهو إختيار هدف أمريكى لا يؤدى إلى تصعيد كبير ،لأنه بينما هناك حسابات عسكرية فإن هناك حسابات سياسية ودبلوماسية تجرى ،ولا ننسى أن إيران كانت تجرى  مؤخرا مناورات عسكرية مع الصين وروسيا وهاذين الحليفين سيحاولا منع رد الفعل أو جعله محسوبا "

وأوضح سعيد أن كل الأطراف لديهم جبهات داخلية يتوجهون إليها بخطاب معين مضيفا :"ترامب يريد أن يوجه رسالة إلى الجبهة الداخلية بأن الديمقراطيين فاشلين وأن الأعتداء على السفارة الأمريكية فى بغداد لن يمر كما مر الإعتداء على السفارة الأمريكية فى بنى غازى فى عهد ترامب "

واستطرد:"فى المقابل إيران لديها مشكلة داخلية تتمثل فى أن العقوبات الأمريكة الموقعة عليها قاسية ومتسرب ثمنها للشعب الإيرانى وحتى لدى الشعوب التى تحتفظ إيران بنفوذ عسكرى عليها مثل إيران وسوريا ،فيكفى أن الجماهير إحتفلت فى سوريا وفى العراق بمقتل سليمانى لأنهم يشعرون أنهم يتحملوا ثمن سياسة توسعية خرقاء"

من ناحيته قال محمد حامد الباحث فى العلاقات الدولية، إنه لا يوجد شيء اسمه حرب عالمية جديدة، والصراع بين إيران وأمريكا فقط، ولن يؤدي  لحرب عالمية لمحدودية الخيارات الإيرانية ضد الولايات المتحدة

وأشار حامد إلى أن ايران تحت عقوبات اقتصادية قاسية، وتعاني ماليا، هي وأدوات إيران في المنطقة حزب الله والحوثي والحشد يعانون بشكل أو بآخر في داخل بلدانهم.

وأضاف: "إيران لن ترد ع الولايات المتحدة بل قد تهدد حلفاء واشنطن في المنطقة كما حدث في الصيف الماضي في ابقيق والفجيرة وأرامكوا، وقد يكون الرد في الدول التي يكون فيها أدوات إيران، سوريا، العراق، لبنان، واليمن، ومن الممكن أن يؤدي في النهاية برد أكثر قسوة ضد إيران "

واختتم تصريحاته :"الولايات المتحدة تريد أن تجذب إيران للتفاوض معها بالقوة، طالما أن سياسية العقوبات لم تأت بنتيجة، وإيران أدركت أن ترامب ع وشك الحصول ع عهدة جديدة ولن تصمد خلال ٤ سنوات المقلبة لأنها تبدو عاجزة ع فعل ذلك فقد تذهب للتفاوض في اي وقت"