محللون: ليس لدينا أدلة استخباراتية تؤكد ضرورة قتله.. والخارجية الأمريكية: صمدنا أمام استفزازات إيران

كتب - نعيم يوسف
 
أعلنت الولايات المتحدة الأمريكية، يوم الجمعة مسئوليتها عن استهداف قائد فيلق القدس التابع للحرس الثوري الإيراني، قاسم سليماني، وعدد من قادة الحشد الشعبي في العراق، في غارة نفذتها الطائرات الأمريكية المسيرة، بينما توعدت إيران بالرد بعنف على هذه العملية.
 
مجازفة بالمصالح
وقال بول بيلار، أستاذ في جامعة جورج تاون، في واشنطن، إن هناك مجازفة بالمصالح الأمريكية في المنطقة من خلال مقتل سليماني، ولكنه كان يخطط لأعمال ضد المصالح الأمريكية في المنطقة، موضحا أن الإيرانيين سوف يقومون بالرد وبقوة.
 
وأوضح "بيلار"، في لقاء مع برنامج "عاصمة القرار"، المذاع على قناة الحرة الفضائية، أنه إذا استفدنا من العمليات فإنه من المهم أن يتم حساب لرد فعل الأمريكيين، وسوف نرى ردًا ثأريا إيرانيا، ضد المصالح الأمريكية ويجب أن نكون مستعدين لذلك.
 
الدليل الاستخباراتي
من جانبه، قال مارك كيميت مساعد وزير الخارجية الأسبق، إنه يود أن يرى الدليل الاستخباراتي الذي تمت بناء عليه هذه العملية، مشيرا إلى أن قاسم سليماني كان يلتقي أبو مهدي المهندس، وعلينا رؤية المعلومات الاستخباراتية قبل أن نقول إنه من الضروري قتله.
 
وأضاف "كيميت"، في لقاء مع نفس البرنامج، أنه لم ير الأدلة التي اتخذت واشنطن قرارها بناء عليها، ولكن الجيش الأمريكي مستعد للرد على أي تصرف تقوم به إيران، مشددًا على أن الأمر خطير للطرفين.
 
التهديد الإيراني
أما مورجان أورتاجوس، المتحدثة باسم وزارة الخارجية الأمريكية، إن هناك تهديد إيراني على الولايات المتحدة الأمريكية، من خلال مليشياتها، المنتشرة في الشرق الأوسط، ومنها إسقاط الطائرة المسيرة، والهجوم على ناقلات النفط، والهجوم على منشآت النفط السعودية، وهناك قرارات استراتيجية على إدارة ترامب التعامل معها، وقررت الولايات المتحدة الأمريكية التخلص منه.
 
وأشارت "أورتاجوس"، في لقاء مع البرنامج، إلى أن هناك مسؤوليات على السلطات العراقية لحماية المصالح الأمريكية داخل البلاد، مشددة على أنهم يفكرون في مصالحهم، لافتة إلى أن العالم بأجمعه يمكن أن يرى ما تفعله كتائب حزب الله والمليشيات المؤيدة لإيران في السفارة الأمريكية، وكانت واشنطن صبورة ومارست ضبط النفس أمام الاستفزازات الإيرانية، والنظام الإيراني هو الذي قام بالهجوم على المصالح الأمريكية، وأفضل طريقة لحماية الأمريكيين هو التخلص من قاسم سليماني.
 
يمثل مشكلة كبيرة للولايات المتحدة
نايل جاردينر، مدير في مؤسسة "هيرتيدج" للدرسات، إن هذه العملية مهمة بلا شك، وقاسم سليماني كان يمثل مشكلة كبيرة بالنسبة للولايات المتحدة الأمريكية على مدى سنوات، وهو يعتبر إرهابي خطير، وبالتالي هذا القرار كان يمثل خطرَا مباشرا على الولايات المتحدة الأمريكية، وعلى يديه الكثير من دماء الجنود الأمريكيين والبريطانيين في العراق، والقضاء عليه يضعف القدرات الإيرانية في الشرق الأوسط والعالم.
 
وشدد "جاردينر"، على أن الولايات المتحدة، وعلى رأسها البيت الأبيض فإنهم مصممون للغاية على الرد على أي تصرفات أخرى تقوم بها إيران، والضربة الأخيرة جزء من استراتيجية أشمل للضغط على إيران، وهذا النظام الديكتاتوري الذي لديه طموحات نووية كبيرة، ويجب مواجهتها والعمل مع الحلفاء أيضا، وما كان يريده الإيرانيون هو استهداف السفارة الأمريكية مجددا في العراق، وكان يجب الرد على ذلك والتخلص منه.