كتب – رومانى صبري 
بثت "وثائقية دي دبليو"، فيلما عن الحب باسم "الحب من وجهة نظر علمية"، وكشف الفيلم ماهية الحب وهو انه شعور يمنح الإنسان الراحة ويفتنه ويجعله يتوق إلى الاندماج والاتحاد مع شخص أخر، حيث أظهرت الدراسات الحديثة أن الحب أكثر من مجرد شعور، لأنه محرك يمكن أن يؤثر على الدماغ والجسم، علاوة على قدرته الكبيرة في تغير حياة الإنسان إلى الأفضل.
 
الحب أقوى المشاعر 
ووفقا لما توصل إليه العلماء، الحب هو السعادة والحزن والغيرة والرغبة الجنسية .. والحب الذي نختبره نحن البشر ليس موجود بنفس الطريقة لدى الحيوانات الأخرى، لذلك من المثير للاهتمام أن نستكشف سبب تطور الحب هذه القوة فقط لدى البشر.
 
ما هو الحب تحديدا ؟ 
الحب حاجة أساسية .. فنحن نختبره كأطفال للمرة الأولى، حب الوالدين غريزي وغير مشروط، لذلك يحب الآباء والأمهات كل شيء متعلق بأطفالهم ، مظهرهم ورائحتهم والأصوات التي يصدرونها ..  بالنسبة للام فان التواجد بجانب طفلها يفوق كل الحاجات الأخرى .. هذا مبرمجا مسبقا بيولوجيا لان ليس بإمكان الأطفال البقاء على قيد الحياة دون رعاية الوالدين .. فبالنسبة لهم حب الوالدين ضروريا مثل الطعام والشراب.
 
تجارب "هارلو" 
عالم النفس الأمريكي "هاري هارلو" اثبت ذلك في خمسينيات القرن الماضي، بتجارب مثيرة للجدل قام فيها بفصل صغار القرود عن أمهاتها .. حيث اخرج القرد الصغير ووضع له أما سلكية مزودة ببرونة حليب، وأخرى دون حليب يكسوها الفرو وتمتلك وجها صناعيا لقردة،  أراد العالم أن يثبت أهمية تقديم الرعاية والرفقة، ذهب القرد قليلا إلى الأم ذات الحليب ليشرب اللبن لكنه أمضى باقية الوقت مع الأم الحاضنة ذات الفراء .. القرود التي نشأت في عزلة أظهرت لاحقا إشارات على اضطراب اجتماعي كبير، فقد أثبتت هذه التجارب للمرة الأولى مدى أهمية الرفقة والحب والرعاية بالنسبة للأطفال.
 
التقنيات الحديثة 
ويستخدم الباحثون اليوم تقنيات اقل قسوة لمعرفة مدى أهمية الحب لدى الأطفال على سبيل المثال بتحليل لعابهم عندما يشعر الطفل بالتوتر والقلق يمكن إيجاد هرمون التوتر في لعابه.
 
دور هرمون الأوكسيتوسين ؟ 
وجعل العلماء من الحب جزء من البحث العلمي، حيث لا توجد مشاعر أخرى تؤثر في حياة الإنسان مثل الحب، فهو يعمل مثل الأكل والشراب ..شعور فطري مهم لحياة الإنسان.. وهي ليست الرومانسية، بل البيولوجيا التي تقرب شخصين من بعضهما البعض، إذ يمكن التعرف على الشريك المطابق  بشكل يشبه الحيوانات من خلال الرائحة. 
 
وكشف بحث جديد أن حاسة الشم، وخاصة عند النساء، تؤثر بشكل كبير على اختيار الشريك، فالحب يسرع عملية التئام الجروح، ويقلل من معدل ضربات القلب وضغط الدم، ويقلل من القلق والإجهاد،  ولكن يمكن أن يؤدي إلى المرض أو الموت، فما يعرف "بمتلازمة القلب المكسور تشكل خطرا لا يقل عن النوبة القلبية. 
 
الحب ليس مجرد ممارسة الجنس، ولكن الجنس يجعل الحب ينمو بين شخصين.. فمع كل لمسة يطلق الدماغ هرمون الأوكسيتوسين الذي يؤدي إلى الشعور بالعناية والمودة.. ويوفر هرمون الحب شغفا  تجاه الأحباء الجدد، أو كذلك للرابط الذي يجمع بين الوالدين والطفل أو حتى المودة للحيوانات الأليفة.. إنه يجعل الحياة الاجتماعية ممكنة  سواء عند البشر أو الفئران أو حتى النمل.. لذلك فإن الحب هو في الأساس عبارة عن كيمياء حيوية، ولذا ليس من المستبعد أن ينتهي الباحثون من صناعة حبة للحب في المختبر يوما ما، وهذا ما يحاول الفيلم أن يقوله.
 
هل تطور الحب الرومانسي ؟ 
وقال "توماس يونكر"، عالم أحياء تطوري بجامعة توبينجن :" من وجهة نظر بيولوجية بات الأمر واضحا وهو أن الحب الرومانسي تطور ليفيد السلالة البشرية .. فكروا بهذا حتى في مجموعة من الصيادين والجامعيين يستغرق الأمر 3 أو 4 أو 5 أعوام ليتمكن الطفل من مواكبة المجموعة."
 
 خلال هذه الفترة ينبغي على الرجال توفير المأوى والغذاء وما إلى ذلك وسيفعلون ذلك إذا كان لديهم ارتباط تجاه الطفل والمرأة."