ماهر رزوق
في مقالة له بعنوان :
Childless by Choice: A New Path to Happiness?

يقول البروفيسور Noam Shpancer :


إن إنجاب الأطفال هو أحد القرارات الأكثر أهمية التي نتخذها . و لكن مثل كل الخيارات ، يتم أخذ هذا الخيار داخل سياق اجتماعي ، حيث تعتبر ثقافتنا الأبوة والأمومة جزءًا أساسيًا من تحقيق السعادة والمعنى في الحياة وعلامة على مرحلة البلوغ الناجحة .

لا يزال البقاء بدون أطفال حسب الاختيار (AKA childfree) قراراً غريباً ، وهي خطوة تثير الأسئلة وتواجه التحامل وحتى الغضب الأخلاقي . وينطبق هذا بشكل خاص على النساء ، اللاتي ترتبط هويتهن الجنسية وقيمتهن الاجتماعية منذ فترة طويلة بالخصوبة والأمومة . وهكذا ، فإن النساء اللاتي يقرّرن عدم إنجاب الأطفال ، يُنظر إليهن بشكل غير مألوف !!

انعدام الأطفال بحد ذاته ليس ظاهرة جديدة . ومع ذلك ، فإن عدم وجود أطفال في الماضي كان غالباً بسبب الفقر والمرض والعقم وضعف التغذية وانخفاض معدلات الزواج الناجمة عن الحروب .

قد يكون الاتجاه الحالي (بدون أطفال) الذي يضم نساء أصحاء ، متعلمات ، نشطات جنسياً _ وغالباً ما يتواجدن في مجتمعات غربية ثرية _ متغيرًا جديدًا في هذا الموضوع .

في عام 2015 ، كانت 7.4 في المائة من النساء اللاتي تتراوح أعمارهن بين 15 و 44 عامًا بدون أطفال طوعًا ، وفقًا لبيانات مركز السيطرة على الأمراض !!

النساء اللواتي لا يلدن أطفال هم مجموعة متنوعة ، لكنهن قد يتشاركن في بعض السمات والخصائص الاجتماعية . على سبيل المثال ، وجدت دراسة حديثة أجراها الباحثان البريطانيان (مارغريت أفيسون) و(أدريان فيرنهام) أنه ، مقارنة بالآباء والأمهات الذين يرغبون في إنجاب الأطفال ، فإن الذين لا يريدون أطفال سجلوا تقييماً أعلى بكثير في الاستقلالية وأقل بدرجة ملحوظة في التوافق والإجتماعية . كانوا أيضًا أقل تديناً وأكثر ليبرالية من الناحية السياسية . قد يكونون أيضًا أكثر براغماتية بالنسبة لموضوع الحب !!

هل النساء اللواتي لا يلدن ، هم الأكثر سعادة !!؟
الجواب على ما يبدو هو (نعم) ، بحسب البحث الذي أجراه كل من
Jean M. Twenge, W. Keith Campbell and Craig A. Foster
حيث وجد البحث بأن هناك علاقة سلبية بين إنجاب الأطفال و الرضى الزوجي !!
إن إنجاب الأطفال متعلق بنقص السعادة ، و خاصة بالنسبة للنساء !!

هناك انتقاد شائع موجه إلى النساء اللواتي لا يلدن أطفالًا ، ولا سيما جيل الألفية ، و يعتقد أن اختيارهن هذا يعكس أنانية واضحة . لكن هذه الحجة إشكالية على مستويات متعددة :

أولاً : لا يوجد دليل واضح حول ما إذا كان جيل الألفية كفوج أكثر أنانية من غيرهم بالنظر إلى سلوكهم العام ومشاركتهم الاجتماعية.

ثانياً : في سياق عالمي واسع ، قد يعتبر إنجاب الأطفال هو نفسه خياراً أنانياً ، نظرًا لما تواجهه البشرية من تغيرات في المناخ ، وحقيقة أن هناك العديد من الأطفال الذين يعيشون بالفعل حول العالم بدون عائلة و يتم عرضهم للتبني !!

علاوة على ذلك ، غالباً ما يختار الأشخاص إنجاب الأطفال لأنهم يعتقدون أن هذا سيجعلهم يشعرون بالراحة حيال حياتهم و يوفر معنى إضافي لها ، و يؤكد وضعهم الاجتماعي كبالغين ناجحين وكذلك السبب الأهم : بهدف الحصول على المساعدة بعد الشيخوخة !!

و كما يقول المحلل النفسي (ماردي أيرلندا) :
" نظرا لأن المجتمع قد ربط المؤنث منذ فترة طويلة بالأم ، فإنه من الصعب في بعض الأحيان النظر إلى المسارات التنموية الأخرى على أنها أي شيء آخر غير بدائل لما هو مفقود "

إن إعادة تعريف "الغياب" باعتباره "فضاء محتمل" يسمح بتفسير غير الأم كتطور للهوية الأنثوية التي تكون فيها هوية غير الأم مكافئة لهوية الأم وليست بديلة لها "
#Maher_Razouk