محمد حسين يونس
رغم أن عمرك لا يزيد عن ساعات إلا أنك بالتأكيد مررت في شوارع و حوارى المحروسة و شاهدت بنفسك الحال .

.البعض يستقبلك بالرقص و الخمر .. و الأغاني و الزينة .. و القبلات .. سواء في القصور الخاصة أو اللوكاندات و الملاهي .. أوعي تفتكرى إننا كلنا كدة .. فهؤلاء اللي يقدر أى منهم أن ينفق في ليلة إستقبالك عشرات الألوف من الجنيهات ..و هم مع كترتهم .. قلة بيننا

لكن أكيد رغم الظلام الدامس الذى يغطي القرى و الكفور رأيت في المنازل البغيضة القذرة غير الصحية كائنات منكمشة علي نفسها من برد كيهاك .. أو ملتفه حول منقد يفرز مع الحرارة دخان أسود .. . هؤلاء يا سيدتي أغلب أهل مصر ..

غني فاحش لميراديرات يلعبون بالنقود و يفرتكونها فيما يرون أنه جالب للمتعة .. و أخرون في الريف المتخلف الذى لم يتطور منذ منتصف القرن العشرين يشقون و يتعبون من أجل كسرة خبز أبيض و قرصين طعمية .

و قوات الأمن بينهم تحتل بكثافة الشوارع كي تمنع إحتكاك الطرفين .

الشقيانين البؤساء ستقابلينهم بكثرة في العشوائيات .. و تحت الكبارى اللي ملهالش لازمة نائمون .. و في الأزقة و الحوارى يرتعشون من البرد ..و لا معين

هذه هي مشكلتك الأولي .. التفاوت الطبقي الواسع .. و زيادة شريحة الفقراء و المعدمين لتصبح أغلبية ..مع ثراء متلف لاخرين أغلبه قادم من أنشطة غير قانونية أو أخلاقية ..

بجوار من ستقفين يا شابة .. الغالبية المقهورة المذلولة بإحتياجاتها الضرورية .. أم بجوار من يكسبون المليارات في دقائق .. .. بجانب عديمي الحيلة المنكمشين خوفا .. أم الذين يلعبون بالبيضة و الحجر ..

مع الأيام القادمة سأكون دليلك علي الدرب (( دليل السنة الذكية .. فيما ورثته عن أختها الغبية )).