كتب - محرر الأقباط متحدون 
يستعد وزراء خارجية فرنسا و إيطاليا و ألمانيا و بريطانيا للإعداد لبعثة الاتحاد الأوروبي المتوجهة إلي ليبيا برئاسة الممثل السامي للسياسة الخارجية و الأمنية في الاتحاد الأوروبي الأسباني " جوزيف بوريل " المرجح انعقادها قبل مؤتمر برلين الذي سيعقد في منتصف يناير المقبل ، خاصة بعد تعجيل أنقرة مناقشة طلب أردوغان بإرسال قوات تركية إلي ليبيا لدعم حكومة الوفاق .
 
و قال الصحفي " عبد الستار حتيتة " الكاتب المتخصص في الشأن الليبي لبرنامج " الآن " علي شاشة " اكسترا نيوز " : "
 
أن علي الدول الغربية إيجاد حل للأزمة خاصة إنهم من كانوا وراء إيجاد حكومة الوفاق بمباركتهم " اتفاق الصخيرات " بالمغرب 
 
و كذا عليهم أن يكونوا واضحين في سحب الثقة من المجلس الرئاسي لتلقيه الدعم من ميليشيات إرهابية .
 
موضحاً أن هذه الدول إلي الآن ما زالت تتعامل مع الروافد الأساسية التي تغذي الإرهاب التركي و المقاتلين بترك المصرف المركزي الليبي تحت تصرف أشخاص ذات صلة بالإرهابيين و إغداق الأموال بمساعدة " بريطانية صريحة " .
 
مشدداً علي أن سبب تمسك " أردوغان " بحكومة الوفاق هو صرفها علي الاقتصاد التركي ببذخ و شراء الأسلحة التركية و جعل الأراضي الليبية حقل تجارب للطائرات الغير مسيرة ، و أضاف أيضاً أن هناك صراع دائر بين الشركات الدولية علي حصة الغاز الليبي بين شركة إيني الإيطالية و شركة توتال الفرنسية و دخلت تركيا علي الخط لنهب ما يمكن نهبه من ثروات الليبيين و دخلت شركة قطرية أيضاً مزاحمة لهم .
 
و عن التحرك الواضح لإيطاليا الآن في المشهد قال " أن السبب هو تغير الأوضاع في مدينة الزاوية التي تعتبر ميناء رئيسي لتصدير الغاز لدول أوروبا ، و الذي يقع في قبضة الإرهابيين و يتحكمون في عمليات التصدير ، رغم أن الجيش الليبي الآن أصبح يتحكم في معظم حقول النفط بعموم ليبيا و منها منطقة الهلال النفطي و السيطرة علي المواسير الممتدة للبحر المتوسط .
 
و أضاف أن الفوضي التي تعم البلاد هي رغبة عدة بلاد غربية للحصول علي أكبر قدر ما يمكن من الكعكة النفطية الليبية بأسعار بخسة ، و أن سيطرة الجيش الليبي علي طرابلس و من ثم تحرير المصرف المركزي و المؤسسة الوطنية للنفط سوف تُحدث تاثير دولي شديد علي أسعار النفط العالمية ، و أوضح أن الجيش الليبي أصبح لا يبالي بالأطراف الخارجية الدولية و قد تمكن بنفس الطريقة مسبقاً بتحرير " بني غازي " رغم الإمكانيات المحدودة من قبضة الميليشيات المدعومة دولياً . 
 
مشيراً إلي أن مسألة حسم الصراع في طرابلس قد تأخد وقتاً طويلاً نظراً لجرائم وزارة داخلية حكومة الوفاق في حق المواطنين المدنيين و أن الجيش الوطني يأخد في الحسبان سلامة الأهالي .
 
و وضح أن " أردوغان "يواجه مشكلات داخلية عنيفة بعد فشله في الانضمام للإتحاد الأوروبي و يحاول الحصول علي الدعم الخارجي  و قد اتجه من قبل للضغط علي دول العالم الإسلامي لكي يظهر بصورة المتحكم في الشرق الأوسط أمام الغرب .
 
  و اختتم إن ليبيا ستكون بمثابة المنحدر " لأردوغان " و سينزلق فيه إذا قرر التدخل العسكري و هو غير مسموح به من الدول الإقليمية ولا حتي من الغرب .