د. مينا ملاك عازر
بعض الوزراء أصبحوا هكذا، وزراء لأنهم وزراء على الشعب المصري، وبالرغم أن الشعب لم يقترف وزراً لكنهم أصبحوا هكذا ثقال عليه، لا لشيء إلا لأنهم يسيئون الكلام والحديث، فمنذ المستشار أحمد مكي الذي رأى استحالة في أن يعمل ابن العامل مستشاراً إلى السيد علي مصلحي الذي يرى أنه يحسن على الشعب، فنحن نسير في مجموعة من علية القوم يستعلون علينا ويستكبرون على شعب مصر، لأن أحد لم يحاسب السيد علي مصلحي وزير التموين حين قال أنه يحسن على الشعب المصري فكررها بطريقة أخرى، وقال أنه هناك من يتشرط ويتأمر وهو يختار السلع، طبعاً له الحق، كيف لنا ونحن نأخذ حسنة من مال الوزير وجيبه الخاص نتأمر ونتخير بين السلع ونفضل واحدة على الأخرى، ونشتهي الأفضل، ثقافة اختيار الأفضل ثقافة مرفوضة من الوزير ومن على شاكلته، فلو بحث الشعب المصري على الأفضل للفظهم واختار غيرهم، لذا يجب عليهم ترسيخ ثقافة الرضا بالمقسوم، وليس في الإمكان أحسن مما كان، وما على هذا النسق لنرضى بهؤلاء الفشلة الذين يحكموننا، ولا نعرف أنه يمكن أن نفاضل بين واحد والآخر، السيد عمر سليمان -رحمه الله- وآخرون قالوا بطرق عديدة أننا شعب لا يستحق ولا يمكنه الاختيار ولا يعرف الديمقراطية، لأنه ببساطة لا يعرف يختار، وحين حاول الشعب أن يختار بين السلع التموينية ما عجبشي سعادة الباشا اللي بيشحتنا خمسين جنيه لكل فرد في طلعة كل شهر، بغض النظر عن أن الشحاتة التي يظن الوزير أنه بيشحتها لنا ليست من ماله الخاص، وحتى لو كانت من مال عام يمتلكه الشعب الذي من المفترض أنه ولاه وغيره ليسوسوا أمواله وشئونه فيعطونه منها الدعم الكافي، وهو بالمناسبة غير كافي للحياة، فلا يحق للوزير أن يعتبرها شحاتة أو حسنة، ولا يحق ممن ولوه أن يتركوه ولا يحاسبوه على زلات لسانه التي تعبر عن قلب مليء بالكبرياء والتعالي والصلف على الشعب المصري.
 
من حق المشتري، أن يختار بين السلع ويتخير الأفضل منها ليأخذه، لا يحق لك أن تجبره على فول رديء وسكر سيئ أو غيره إلا إذا كنت تنتفع من ترويج تلك السلع لرجال أعمال لك عندهم منفعة، فاختاروا شعب مصر ليفرضوا عليه سلعتهم الرديئة هذه، فتتضايق أنت من رفض الشعب لتلك السلع، الشعب هو السيد يا سيد علي، وإن كنت ترى في الدعم الذي تقوم به الدولة للشعب حسنة وهو أمر خاطئ، فالشعب المصري قد يقبل كونها حسنة وسيقول لك شكراً حسنة حسنة وأنا سيدك.
 
المختصر المفيد كل مسؤولي هذا البلد إن كانوا لا يعرفون أنهم يعملون في الخدمة العامة يخدمون هذا، الشعب بمال هذا الشعب، لأجل هذا الشعب، فليذهبوا للجحيم.