قانون بناء الكنائس يفشل في منح أقباط فاو بحري حق إقامة الشعائر الدينية 
أقباط فاو بحري تجمعوا داخل قريتهم وحرموا من صلاة قداس رأس السنة 
القبض على 5 أقباط و6 مسلمين ..واستغاثة للسيسى لحل ازمة الصلاة 
كتب : نادر شكرى 
رغم التفاؤل بصدوره ، يبدو إن قانون بناء الكنائس لم ينجح حتى الان في حل بعض المشكلات المتعلقة في حق الأقباط من إقامة شعائرهم ، وهنا نرصد  فشل القانون في حل أزمة أقباط قرية فاو بحري مركز دشنا محافظة قنا ، بعد ان تقدمت إيبارشية دشنا بطلب رسمي قبل عام لإقامة كنيسة للقرية المحرومة من الصلاة رغم ان تعداد أقباطها 4 ألاف نسمة ، ورغم ان القانون ينص على فترة 4 شهور للرد بالموافقة أو الرفض على اى طلب لبناء كنيسة جديدة ولكنه مثل غيره لم يجد سوى التجاهل رغم تسليم الملف لمحافظ قنا ، وأمام هذا التجاهل ومعاناة الأقباط في الانتقال لمسافات بعيدة للصلاة ، لم يكن أمامهم سوى تجهيز مكان لإقامة بعض الصلوات ولكن جاء الرد الامنى بالرفض بحجة عدم إثارة مشاعر أخواتهم المسلمين .
يارب ..عايز أصلى 
لم تمر ليلة رأس السنة بسلام على أقباط قرية فاو بحري، بل كان عنوانها " ممنوع دخول كهنة الكنيسة للقرية" وممنوع إقامة صلوات للأقباط بأمر الأمن ، ورغم تكثيف قوات الأمن أمام المكان المعد للصلاة وخارج القرية وكأنهم في انتظار عمل ارهابى " وهى صلاة الأقباط " ، إلا ان الأمر تطور لإشعال النيران في احد منازل الأقباط بالقرية قبل السيطرة عليه ، والانتهاء بالتحفظ حتى الان على 5 أقباط و6 مسلمين في حكاية قرية تبحث عن صوت إلى الله لتصرخ كلمات السلام والرحمة والبركة في العام الجديد لتقول " يارب " ..
أقباط بلا كنيسة 
وسوف نسرد لكم تفاصيل ووقائع الأحداث كيف بدأت في هذه القرية التي سبق وتعرضت لأحداث عنف عام 2006 وحرقت منازل الأقباط بسبب رفض إقامة كنيسة ، وتم إغلاق الجمعية التي كان يصلى فيها الأقباط منذ هذا التاريخ ، وبعد صدور قانون بناء الكنائس في عام 2016 ، بدأت إيبارشية دشنا برئاسة الأنبا تكلا أسقف دشنا الاتجاه القانوني لإيجاد حل لازمة القرية وتقدمت عن طريق وكيلها القمص اكسيوس أنبا بيشوى والقمص إبرام شحاتة سكرتير الايبارشية والقمص مكارى مسئول العلاقات العامة بطلب رسمي لمحافظ قنا لبناء كنيسة جديدة بأرض جديدة ملك المطرانية ، لخدمة 4 ألاف قبطيا ليس لديهم كنيسة واقرب موقع للصلاة على بعد 10كم وهو دير الأنبا بلامون بالقصر والصياد .
 
ويمر عام على تقديم الطلب دون رد ودون معانية لموقع الكنيسة الجديد البالغ مساحته 400 م2 ، رغم معاناة أقباط القرية في الانتقال للقرى الأخرى للصلاة ، ومنهم عجائز وأطفال يصعب نقلهم ، فلم يجد الأقباط سوى أعداد مبنى قديم بالقرية لتجهيزه لإقامة بعض الاجتماعات قبل 4 شهور ، حيث تم إقامة بعض القداسات في منتصف الأسبوع بعيدا عن أيام الجمعة والأحد ، وفى مثل كثير من الأحداث الماضية يتحرك عمدة القرية ليكون بذرة لاحتقان جديد ويبلغ الأمن الذي طالب بوقف الصلاة ، ويقتحم عمدة القرية المبنى ليستكشف ما بداخله عن طريق سلم خشبي ليصعد اعلي المبنى ولينظر ما بداخله ، وكأنه يبحث عن مواد تهدد الأمن ، وتحدث العمدة بلهجة عنف مع كاهن القرية القمص مكارى حول الصلاة وحدثت مشادات بينهما ، وظل العمدة يردد كلمة ضرورة الحصول على تصريح للصلاة .
وقف الصلاة 
وذهب كهنة الايبارشية وتم عقد جلسة مع الأمن الوطني بقنا لبحث الأمر ، وبعدها تم تنظيم جلسة مع الكهنة بالأمن الوطني بالقاهرة وتم الاتفاق على الصلاة يوم الأحد فقط  لحين تقنين الأوضاع رسميا وهو ما أسعد وكيل الايبارشية وسكرتير الايبارشية والقمص مكارى ، وفى إثناء طريق عودتهم لقنا جاء اتصالا لهم بوقف كل شيء ، وهو ما أصاب الجميع بحالة من الحزن والإحباط ، وكانت الحجة الصبر لبعض الأيام لحين تهدئة الأوضاع وتهيئة اهالى القرية ، وكانت بداية صوم الميلاد المجيد ، ليتم وقف الصلاة في هذا المبنى القديم مع عدم الرد على الملف بخصوص الأرض الجديدة القريبة من المبنى القديم .
 
حسب مصادر كنسية أن الأمن حاول تضيع وتسويف الوقت لقطع الطريق أمام الأقباط للصلاة بالقرية ، مع عدم الرد على ملف الكنيسة المقدم منذ عاما ، وغضبت بعض المصادر الأمنية بقنا ان الكنيسة لجأت إلى جهاز الأمن الوطني بالقاهرة وزاد تعسفهم وعنادهم في عدم الصلاة بالقرية نهائي .
استغاثات ..عايزين نصلى 
وأمام هذا التعسف الغير مبرر ولعدم الرد على ملف الكنيسة بعد مرور عام والقانون يعطى 4 شهور فقط للرد ، ذهب كاهن الكنيسة القمص مكارى ، للأرض الجديدة وقام بوضع قاعدة خراسانية بالأرض ، على اعتبار ان عدم رد المحافظة يعتب موافقة طبقا للقانون ولكن تحركت قوات الأمن وتم القبض على 4 أقباط هم أصحاب الأرض الذين قاموا بيعها للمطرانية ، رغم ان الأرض هي ملك الأنبا تكلا وتم عقد جلسة مع الأمن وبعد مناقشات طويلة، تم الاتفاق على إزالة القواعد الخراسانية وخروج الأقباط ، وبالفعل ذهب الأقباط وأزالوا القواعد الخراسانية عن طريق الأقباط أنفسهم ، وخلال الشهرين الماضين كانت قوات أمنية تمركزت  أمام مستشفى فاو بحري ، وقوى أمنية أخرى أمام المبنى القديم الذي صلى فيها الأقباط .
 
وتضيف المصادر ان الكنيسة وأقباط القرية أرسلوا عدة استغاثات وفاكسات إلى رئيس الجمهورية ووزير الداخلية ، من أجل إتاحة الحق للأقباط للصلاة داخل المبنى يوم 31 في رأس السنة وليلة العيد 6 يناير ، وحملت الكنيسة الأمن المسئولية في حالة حدوث اى شيء للأقباط ، وفوجئنا ان الأمن أرسل أمس قوى أخرى للكنيسة ودخل بعض أفراد الأمن ، ليجدوا بعض الأقباط والقرابنى ، فاصدر الأمن قرار بمنع دخول أو خروج اى شخص من قرية فاو بحري وقاموا بالاتصال بكاهن الكنيسة القمص مكارى وذهب مع القمص اكسيوس أنبا بيشوى والقمص إبرام شحاته وعلمانى للمقر الامنى بنجع حمادى لمناقشة الأمر ، وطالب الأمن من الكهنة بضرورة إخراج الأقباط من الكنيسة وغلقها ، وإنهم لن يسمحوا لاى كاهن الدخول للقرية حرصا على مشاعر مسلمي القرية ، وهنا تساءل الكهنة عن مشاعر الأقباط المحرومين من الصلاة ، وان ما يحدث يخالف توجيها السيد الرئيس عبد الفتاح السيسى الذي يكرر في كل مناسبة على حرية ممارسة الشعائر يقوم بنفسه بافتتاح الكنائس ، وهنا في قرية فاو بحري 4 ألاف قبطي عاجزون عن الصلاة .
ممنوع صلاة الاقباط 
وخوفا على الأقباط بالقرية من تعرضهم لاى أذى طالبوا الأقباط العودة إلى منازلهم ، وظل الأقباط يرفضون الخروج ويصرخون عايزين نصلى حتى استجابوا لنداءات الكهنة في العاشرة مساءا، وانتقل مدير امن قنا للقرية لمتابعة الأوضاع ورغم التواجد الأمن المكثف وفى العاشرة مساء أمس اشتعلت النيران في احد منازل أقباط القرية شرق القرية وسط الزراعات لصاحبه صلاح حشمت عدلي وتم إخماد الحريق دون إضرار بشرية أو الماشية التي توضع في المنزل .
 
القبض على 5 اقباط 
وفى خطوة أثارت غضب الجميع قام الأمن بالقبض على 4 أقباط هم أصحاب المنزل الذي اشتعلت فيه النيران فضلا عن قبطي قام بنشر صور للحريق على موقع التواصل الاجتماعي ، كما تم القبض على 6 مسلمين منهم من قام بالتحريض على الفيس بوك برفض وجود كنيسة وتم التحفظ على الجانبين حتى هذه اللحظات ، بحجة تهدئة الأوضاع والسيطرة على القرية التي حرم أقباطها أمس الاحتفال برأس السنة وعودتهم لمنازلهم دون الصلاة .
 
الجدير بالذكر ان في  أبريل 2006 م تعرضت منازل أقباط قرية فاو بحرى للهجوم فأشعلوا النيران بأربعة منازل، والاعتداء على محلين تجاريين بسبب ما يتردد عن شروع الأقباط في بناء كنيسة حيث كان الأقباط يصلون في جمعية قائمة منذ أكثر من 70 عاماً بشكل قانوني ومسجلة بوزارة الشئون الاجتماعية، وهي مبنية بالطوب الأخضر وهي تقدم خدماتها لأهل القرية من الأقباط في صورة مدارس أحد، وندوات، بجانب الأنشطة الاجتماعية ونظرا لتهالك المبنى تقدموا بطلب لإحلال وتجديد وحصلوا على التصاريح وإثناء عملية الهدم بدا الهجوم على الأقباط حتى تم عقد جلسة عرفية وتم الاتفاق على إلغاء تصريح الإحلال والتجديد وتم وقف كافة الأعمال ومنذ هذا الوقت لم يجد الأقباط موقع للصلاة .