محمد حسين يونس

 
المقطع التالي من موسوعة وول ديورانت يعبر عن جانب من الاسباب التي كادت أن تصبح قانونا لما آلت إليه الاوضاع في مصر منذ أن غزاها قمبيز الفارسي .
 
((كان خليقاً بمصر أن تكون أسعد بلدان الأرض قاطبة، لأن النيل يرويها ويغذّيها، ولأنها أكثر بلاد البحر الأبيض المتوسط قدرة على الإكتفاء بخيراتها فهي غنية بالحب والفاكهة، وتنتج أرضها ثلاث غلات في العام، ولم يكُن يعلو عليها بَلَد آخر في صناعاتها، وكانت تصدر الغلات والمصنوعات إلى مائة قطر وقطر، وقلما كان يزعجها ويقلق بالها حرب خارجية أو أهلية.
 
ولكن يبدو أن (المصريين) برغم هذه الأسباب،أو لعلّهم لهذه الأسباب، (لم ينعموا بالحرية يوماً واحداً في تاريخهم كله) على حد قول يوسفوس. ذلك أن ثروتهم كانت تغري بهم الطغاة أو المستعمرين واحداً في إثر واحد مدى خمسين قرناً من الزمان كانوا فيها يستسلمون لأولئك الطغاة والغزاة المحتلين )).
 
القانون الآخرالذى إستمر لا يختلف او يتعدل عبر العصور هو أن رجال الدين (الذين كانت لهم دائما السيطرة علي الشعب بخرافات يتداولونها كما لو كانت حقائق ) مثلوا دائما عناصرالطابور الخامس الذى يمهد الارض للطغاه ويمكنهم من الاستيلاء علي السلطة والنفوذ والاموال.
 
فعلوا هذا مع قمبيز (( ملك الفرس ابن الملك قورشٌ الذى غزا مصر سنة 525 ق.م وحكم لمدة 4 سنوات لقب خلالها بالألقاب المصرية القديمة مثل ملك الشمال والجنوب وابن رع واتخذ لنفسه لقب حورس موحد الأرضين ليعطى لحكمه أمام الشعب صبغة مصرية يحيطها كهنة هليوبليس و منف بكل إجلال و تقديس .. وخداع . ))
 
وفعلوا هذا مع الاسكندر (( خرج الكهنة لاستقباله عند البوابة وصاحبوه حتى معبد آمون (بسيوة ) وعلى بابه وجد الكاهن الأكبر يدعوه أن يدخل إلى الصومعة الداخلية لكى يستشير آمون بنفسه إكراما لشخصه ومكانته ... ولما خرج بدا عليه السعادة والرضى ولما سأله رفاقه بعد ذلك عما حدث رفض ان يبوح بشيئ من هذه الأسرار وأعلن أنه لن يبوح بها إلا لأمه))
 
لقد قالوا له أنه إبن آمون ليصبح لقبه المفضل لخداع المصريين.
 
هل نكمل القائمة .. أم اننا نعرفها جميعا .. فلا زلنا نرى تأثيرها لم يتوقف
 
نعم سبب بلوتنا .. خيرنا المنهوب .. و كهاننا الضلالية .. و الغاصبين للحكم من مستعمرين و طغاة .. فهل كان من الممكن أن نغير الوضع . ..