حمدي رزق
دعوة الرئيس السيسى (فى الفيوم) للقطاع الخاص بالدخول إلى مشروعات الدولة بأفكاره واستثماراته، فى تقديرى دعوة لا تُرد، وتستوجب نفرة من رجال المال والأعمال والصناعة والتجارة إلى شراكة وطنية مؤسسة على ثقة متبادلة تجسدها إرادة سياسية معلنة وعلى رؤوس الأشهاد.

وأتطلع إلى مؤتمر قومى، تعقده جمعيات الأعمال تحت رعاية رئاسة الجمهورية، يُترجم هذه الدعوة الرئاسية إلى برامج شراكة وطنية عبر حوارات صريحة بين الرئيس ورجال الأعمال فى مختلف القطاعات الإنتاجية، مؤتمر يؤسس لشراكة وطنية على أسس جديدة وسياقات مغايرة، تدمج القطاع الخاص فى عجلة التنمية المستدامة.

مثل هذا المؤتمر الذى ألح عليه، سيطلق الطاقات من عقالها، ويفتح الأبواب واسعة، ويمهد الأرض خصبة لإنتاج وظائف وفرص عمل، عبر استثمارات لا تزال مترددة فى الدخول إلى الساحات الإنتاجية، البراح الذى جرى تمهيد الأرض لها عبر بنية تحتية كلفتنا الكثير لأجل الكثير.

رسالة الرئيس إلى القطاع الخاص ليست الأولى ولن تكون الأخيرة، ما يعتقد الرئيس فى صحته ويصب فى الصالح الوطنى يلح عليه إلحاحا، ولنا فى الإلحاح الرئاسى على تجديد الخطاب الدينى نموذج ومثال، ولن يكلّ الرئيس ولن يملّ من الأذان فى آذان رجال الأعمال أن انهضوا خفافا سراعا إلى خدمة هذا الوطن.

خلاصة الدعوة الرئاسية.. ليس هناك احتكار، ولا استئثار، ولا مزاحمة، ولا حتى تنافس، بل سعى حميدٌ إلى شراكة عادلة، بعد أن انقضت مرحلة البناء المؤسسية وإقامة جدار الدولة الذى كاد ينقض على ساكنيه، آن أوان توفير فرص العمل المستدامة لشباب هذا الوطن.

الدولة، حكومة وجيشًا وشعبًا، لم تدخر جهدًا ولا عرقًا ولا مالًا فى مرحلة البناء، موّلت مشروعاتها القومية من لحم الحى لتوفير القوت الضرورى، واستكمال الطريق السالكة من واجب قافلة رجال الأعمال الوطنيين ونظرائهم وشركائهم العرب والأجانب، الدعوة الرئاسية مفتوحة لرجال الأعمال الوطنيين، وعليهم اختبار هذه الدعوة بالنهوض بأعبائها.

الشعب ينظر إليكم، ولم يعد هناك ما يحول دون الحراك المأمول، الحركة بركة كما يقولون، وما كان لن يكون، وحقيبة الاستثمار باتت فى حوزة رئيس الوزراء، وهذا ترجمته أنه لن يعوق بيروقراطى أثيم دولارا واحدا قادما للاستثمار، الحكومة ستكون فى صالح المستثمر الجاد، وتنتظره على أحر من الجمر على ناصية الوطن، وتهيئة المناخ الاستثمارى باتت مهمة رئيس الوزراء تحت الإشراف الرئاسى. ليس كل تأخيرة فيها خيرة، البركة فى البكور، ومن يبكّر بالصحو سيفوز بالرزق، ومن يستثمر سيجد تقديرًا مستحقًا، ولم تعد هناك حجة بعد هذه الدعوة الرئاسية، إذًا: ما الذى يمنع القطاع الخاص من الدخول على خط الإنتاج الوطنى بأفكار متجددة تضيف فرص عمل واعدة فى اقتصاد واعد؟.. الشراكة هى الحل.
نقلا عن المصرى اليوم