كتب - نعيم يوسف

شعارات دينية

تحت شعار "هي لله هي لله.. لا للسلطة ولا للجاه"، ومن خلف ستار الدين، استطاعت جماعة الإخوان المسلمين في السودان، والتي اتخذت اسم "الحركة الإسلامية"، السيطرة على جميع مفاصل الدولة، وقتل وتصفية جميع معارضيها، وقمع كل من يعلو صوته للاحتجاج على النظام الإخواني هناك.

أسرار لأول مرة
وكشف فيلم وثائقي جديد بثته قناة العربية يحمل اسم "الأسرار الكبرى"، العديد من التسجيلات السرية التي تذاع لأول مرة وتكشف أسرار التنظيم الأكثر سرية في العالم، وطريقة استيلائه على الحكم في السودان.

التخطيط للانقلاب الدموي
أوضحت التسجيلات التي أذاعها الفيلم، أن الرئيس السوداني السابق، عمر البشير، وبعض أعوانه مثل "علي عثمان طه"، وبزعامة حسن الترابي، خططوا لعمل انقلاب على السلطة المنتخبة آنذاك بقيادة الصادق المهدي، وكان ذلك في 30 يونيو عام 1989، وقاد "طه" المجموعات المدنية المسلحة، وقادوا انقلابا دمويا على السلطة المنتخبة بسبب توقيعها اتفاقا مع الحركة الشعبية في فبراير عام 1989، وهو نفسه الذي وقعته حكومة الإخوان عام 2005، ولكن بعدما أسالوا الكثير من دماء الناس.

الإصرار على الدموية
"بالمعطيات التي كانت قائمة عام 1989، لو عاد بنا الزمن سوف نفعل ما فعلناه".. يؤكد علي عثمان طه، في التسجيلات المسربة إصرارهم وتخطيطهم على الانقلاب، وأنهم غير نادمون على ما حدث، والدماء التي أريقت.

أكاذيب الجماعة
في البداية.. زعم الإخوان أنهم يريدون وقف التدهور الاقتصادي الذي يحدث في البلاد، ولكن الفيلم يكشف هذه الكذبة، حيث أن الدولار وقتها كان بأربعة جنيهات، بينما وصل عند سقوط حكمهم في أبريل عام 2019، إلى 75 ألف جنيه سوداني، الأمر الذي يكشف ما فعلوه بالاقتصاد السوداني.

بيوت الأشباح
"بيوت الأشباح".. كان هذا هو الاسم الذي أطلق على عمليات التعذيب والقتل الواسعة التي نفذتها جماعة الإخوان المسلمين، ضد معارضيهم، وأعدموا 28 ضابطا بالجيش في شهر رمضان الموافق شهر أبريل عام 1990.

قتل "زينة ضباط الجيش"
ويكشف "البشير" في التسجيلات المسربة علمه بما حدث، قائلا: "أوصلناهم إلى رمضان ودفناهم"، مشيرا إلى أنهم استبقوا خطوات ضباط الجيش وقتلوهم، كما يعترف البشير في التسجيلات أيضا بأنهم كانوا من "زينة ضباط الجيش".

مذابح وإعدامات
ويشير الفيلم إلى أن هذه المذبحة سبقها العديد من وقائع الإعدام، ومنها إعدام مجدي محجوب، وجرجس القس، واللذان أعدما في شهر ديسمبر عام 1989، في لحظات كشف فيها النظام الجديد بالسودان -آنذاك- عن دمويته وشراسته، والمستقبل الأسود القادم.

توطيد حكم الإخوان
سرعان ما سعا الإخوان إلى توطيد حكمهم، وتوطين عناصرهم في مفاصل الدولة كافة، ويعترف الرئيس السابق "البشير"، بأنهم قاموا بذلك، ولولا ذلك لتم الإطاحة بهم كما حدث مع الإخوان في مصر.

التنظيم يظل سريا
هذا، ويقول الفيلم، إن التنظيم الإخواني كان يدير البلاد سرا، وبقي سريا، فيما عرف بـ"المجلس الأربعيني"، وتم استبعاد بعض القادة منهم، بحجة أن التنظيم نفسه تم حله، ولكن تم فصل أكثر من 600 ألف موظف واستبدالهم بعناصر الإخوان.

سن القوانين.. ومخالفتها
ويعترف أحد قادة الإخوان في الفيلم، أن الجماعة رغم أنها كانت مسيطرة على سن القوانين في البلاد، فإنها كانت تخرق بعض القوانين -التي سنتها هي بنفسها- إذا كانت معاييرها عند تطبيقها سوف تعين أحد الأشخاص الذين لا ينتمون لجماعة الإخوان.

نقل التجربة للخارج
كما يكشف الفيلم أن جماعة الإخوان، وبعض الشيوخ المؤيدين لها، سعت إلى نقل تجربتها إلى العديد من الدول الأخرى، مثل تونس، وفلسطين والمغرب.

نهاية كابوس الإخوان
يتناول الفيلم أيضا الأحداث التي سبقت الإطاحة بالبشير، الذي كان يقيم في مضيفة القيادة العامة للقوات المسلحة، وكيف وصل المتظاهرون إلى منع شقيقه من الوصول إليه، وكيف أدت الأزمة الاقتصادية التي عاشتها السودان، إلى غضب المتظاهرين حتى تم الإطاحة بالبشير.