أزمة جديدة تواجه الصين بعد دعوات على وسائل التواصل الاجتماعي لمقاطعة المنتجات الصينية في الوطن العربي على خلفية اتهامات بأن الصين تضطهد أقلية الإيجور المسلمة في الصين.

في يوليو الماضي، وجهت 21 دولة غربية بالإضافة إلى اليابان، رسالة إلى المفوضة العليا لحقوق الإنسان ميشيل باشليه ورئيس مجلس حقوق الإنسان كولي سيك، نددت فيها بالاعتقالات التعسفية ورقابة واسعة النطاق وقيود تنفذها السلطات الصينية بحق أقلية الأويجور وأقليات أخرى بحسب  قناة "الحرة".

وفي نهاية أكتوبر الماضي، ندد 23 بلدا من بينها فرنسا والمملكة المتحدة في لجنة الأمم المتحدة للشؤون الاجتماعية والإنسانية والثقافية بـعمليات احتجاز جماعية وجهود للحد من ممارسة الشعائر الدينية ومراقبة كثيفة وغير متكافئة للإيجور.

الصين ترد على بيانات أممية بشأن احتجاز مليون من الإيجور في شينجيانج
ورد نائب وزير الخارجية الصيني تشانج هان هوي، على بيانات عن وجود نحو مليون من الإيجور في ما يسمى "معسكرات إعادة التأهيل" في منطقة شينجيانج الإيجورية ذاتية الحكم في الصين الشعبية.

وقال المسؤول الصيني في مؤتمر صحفي في مدينة شينجيانج الإيجورية، إنّ هذه البيانات ملفقة ومفبركة بالكامل، ونشرها "الزومبي" المتبقون من عهد الحرب الباردة، الذين لا يريدون رؤية تطور جمهورية الصين الشعبية، وفقا لما ذكرته قناة "روسيا اليوم" الإخبارية الروسية.

وأوضح الدبلوماسي أنّ الحكومة الصينية تتفهم تماما الإجراءات التي اتخذتها السلطات المحلية لمنطقة شينجيانج الإيجورية ذاتية الحكم للحفاظ على الأمن والاستقرار الاجتماعي في المنطقة، والجهود الرامية لضمان المصالح الأمنية للسكان المحليين وتطورهم.

وأضاف: "بعض الأشخاص يقومون منذ بعض الوقت بحملة لتشويه سمعة الحكومة الصينية وسياساتها في شينجيانج، ويسمون مراكز التعليم المهني التي تم إنشاؤها هناك (مراكز لإعادة تأهيل الإيجور)، حتى أنّهم اختلقوا بعض الأرقام، زاعمين أنّنا احتجزنا مليون شخص في هذه المراكز، وهذا بالطبع هراء مطلق".

وتابع: "بعض أعضاء المجتمع الدولي لا يريدون ببساطة رؤية تطور الصين، قدموا اتهامات لا أساس لها ضد الصين، وأدلوا بتصريحات تشوه سمعة جمهورية الصين الشعبية وسياستها، هؤلاء الناس (زومبي) متبقون من حقبة الحرب الباردة، وينسون المعايير الأخلاقية، ويختلقون أي قصص وتعليقات لا أساس لها ومثيرة للسخرية".

وفازت بكين بدعم 54 دولة أشادت بإدارة الحزب الشيوعي للمنطقة والنتائج الإيجابية لمكافحة الإرهاب في الإقليم ومن بين هذه الدول، باكستان وروسيا ومصر والإمارات وبوليفيا وجمهورية الكونغو الديمقراطية وصربيا.

وفي سياق متصل نشر اللاعب الألماني من اصل تركي مسعود أوزيل 31 عاما، منشورًا يدعم فيه الإيجور على حسابه الشخصي عبر موقع التدوينات القصيرة "تويتر" ووصف الإيغور بأنهم "محاربون يقاومون الاضطهاد" منتقدا كلا من الصين والعالم الإسلامي في صمته إزاء ذلك.

الخارجية الصينية ترد على أوزيل وتدعوه لزيارة إقليم يعيش فيه الإيجور
وفي أول رد رسمي من الصين دعا المتحدث باسم الخارجية الصينية اللاعب أوزيل لزيارة إقليم يعيش فيه الإيغور واقترح عليه زيارة منطقة شينجيانغ ردا منها على انتقاده لبكين بشأن تعاملها مع الأقلية المسلمة بالإقليم، مضيفًا أن اللاعب بنى موقفه استنادا إلى "معلومات مغلوطة".

ونقلت "دوتشيه فيلا" عن وزارة الخارجية الصينية اليوم أن الأخبار الكاذبة خدعت مسعود أوزيل لاعب فريق أرسنال الإنجليزي لكرة القدم وذلك بعد أن وجه اللاعب الألماني من أصول تركية.

وقال المتحدث باسم الخارجية الصينية قنغ شوانغ في تصريحات صحفية "لا أعرف إن كان السيد أوزيل قد زار شينجيانغ من قبل شخصيا لكن الأخبار الكاذبة والتصريحات الباطلة خدعته خداعا كاملا وأثرت على حكمه".

وأضاف "نرحب أيضا بالسيد أوزيل ليزور شينجيانغ إذا سنحت له الفرصة ليتجول ويرى ومادام لديه ضمير يمكنه أن يميز الصواب من الخطأ ويمكنه أن يحترم مبادئ الموضوعية والنزاهة فسيرى شينجيانغ بشكل مختلف".

سفارة الصين للمصريين: أنتم أكثر حكمة من تصديق الأكاذيب بشأن "الإيجور"
ردت السفارة الصينية بالقاهرة على التقارير التي تتحدث عن وجود انتهاكات بحق مسلمي الإيغور، داعية المصريين إلى عدم تصديق تلك التقارير، قائلة إن "الشعب المصري الحكيم صاحب الحضارة القديمة لديه ما يكفي من الحكمة لتمييز الأكاذيب السخيفة التي تريد تشويه سياسة الصين في شينجيانج، ولن تعمها القوى المناهضة للصين".

وقال السفير الصيني في القاهرة، لياو ليتشيانج، بحسب بيان حصلت "الوطن" على نسخة منه: "أخبرني بعض الأصدقاء المصريين في الآونة الأخيرة أنهم غاضبون للغاية عندما رأوا منشورات عبر الإنترنت تشوه سياسة الصين في إقليم شينجيانج (حيث يوجد مسلمي الإيغور)، قائلين إن هذه المحتويات ذات الصلة لا تتفق مع ما رأوه هناك".

السفير الصيني بالقاهرة ينفي اضطهاد الإيجور
 أكد لياو ليتشيانغ سفير الصين بالقاهرة، إن الأنباء المتداولة عبر وسائل التواصل الاجتماعي عن اضطهاد الصين لقومية مسلمي الأيجور أنباء مزيفة 100%، متهمًا يد سوداء من القوى المختلفة بالوقوف خلف هذه الأخبار المزيفة.

أضاف "ليتشيانغ" خلال استضافته ببرنامج "حديث المساء"، والذي تقدمه الإعلامية ياسمين عز، والمذاع على فضائية "MBC مصر"، أن تلك الأخبار من شأنها تخريب علاقات الصين بمصر والعالمين العربي والإسلامي وإثارة الفتنه داخل الصين: "هذا الأسلوب خبيث وحقير جدا"، موضحا أن الشعب المصري له تاريخ طويل وحضارة عريقة وله الحكمة في تمييز الشائعات والأكاذيب المتداولة على مواقع التواصل الاجتماعي.

وأكد أن أغلب الصور والفيديوهات التي تظهر تعذيب المسلمين لم يجر التقاطها في الصين ومن فيها ليسوا بمسلمين: "هي صور تمثيلية جرى تصويرها من قبل إحدى المؤسسات الدينية غير الشرعية بالصين، وهو لرجل صيني ادعى أن دينه صحيح والدين الإسلامي ليس بصحيح"، مشيرا إلى أن العلم المتداول للإيجور هو علم  حركة تركستان الشرقية الإسلامية قد جرى تصنيفها من قبل الأمم المتحدة كمنظمة إرهابية.
المستشار الثقافي الصيني: الغرب يستغل أزمة الإيجور لتشويه الصين

قال المستشار الثقافي الصيني، شي يوه وين، إن الإعلام الغربي يركز على أزمة مسلمي الإيغور من أجل تشوية سمعة بلاده.

وأضاف شي يوه وين، خلال لقائه مع الإعلامي أحمد مجدي ببرنامج "فنجان قهوة"، الذي يعرض عبر شاشة "صدى البلد"، أن الصين مستهدفة من القوى الغربية، وذلك بسبب تقدمها الاقتصادي الكبير، حيث باتت تحتل المركز الثاني في قائمة أكثر اقتصاديات العالم تقدمًا.

وتابع المستشار الثقافي الصيني، شي يوه وين، أن التقارير العالمية تؤكد أن الاقتصاد الصيني في عام 2030 سيحتل المركز الأول، لافتًا إلى أن هناك بعض العناصر الإيغورية تريد الانفصال عن الأراضي الصينية، مشددًا على أنها أرض صينية منذ قديم الزمان: "هم انفصاليون وعددهم قليل ومعظمهم لديهم اتصالات مع أمريكا وتركيا ودول أخرى".