كتب /حنا عادل النجار
كان مجدي يبلغ من العمر ال27 عاما وكان يعمل في احدي الدول العربيه وكان له اخت فقط متزوجه ووالدته ربه منزل وابيه كان موظفا بالمعاش.
كان عمل مجدي ليس مجزيا ماديا ولكنه كان راضي كل الرضي عن نفسه وعن عمله وكان دائما يحمد ربه علي القليل قبل الكثير.

ولكن كان هناك ظاهره غريبه جميع اهل قريته داخل محافظته بمصر يستغربون عليها وهي (ال100 جنيه)
فكان مجدي يحول يوميا باسم والده 100 جنيه علي احدي تجار العمله حتي وان تاجر العمله نفسه استغرب وساله لماذا لم تحول مبلغ كبير اول الشهر او اخر الشهر بدل من ال(100جنيه) الي بتبعتها كل يوم دي.
فكان والد مجدي يوميا في ساعه الظهريه بالتحديد يذهب لتاجر العمله لياخذ ال100 المبعوته من ابنه وابنه لم ينقطع يوما عن هذا.
تكاثرت التساؤلات حول هذا الموضوع من اهل البلده مستغربين ما سبب ذلك.

فقرر يوما التاجر مراقبه ابو مجدي ليري ماذا يفعل بعد اخذه لل 100 جنيها لانه اصبح في حيره تجاه هذا الرجل.
وبعد ان اتي ابو مجدي للتاجر واخذ منه ال100 جنيه بدون نقاش او حتي كلام يذكر بينهم وغادره،
ظل التاجر يراقب ابو مجدي من بعيدا لكي لا يلاحظه ويري الي اين يذهب ...وكانت الصدمه ؟؟
انه راي ابو مجدي ياخذ الفلوس ويرميها فالترعه المجاوره لمنزله؟؟
استغرب جدا التاجر متساءلا بينه وبين ذاته...هل هذا الرجل حقاا مجنون...ام يريد ان يخسر ابنه.

وظل التاجر مراقبا لابو مجدي حتي وصل بيته وسمعه وهو يقول لزوجته (ام مجدي ) حرفيا (اهو ابنك رمانا...اهو مش بيبعت فلوس...هنعيش ازاي ..) بدون اي رد من والده مجدي...وهذا ما اصار استغراب واندهاش التاجر.

عاد التاجر الي منزله والتساؤلات كثيره والاستغراب اكثر.
قرر التاجر ان يتصل علي مجدي تلبيتا لنداء ضميره .
اتصل التاجر علي مجدي واخبره بكل ما فعله ابيه وما يفعله بال100 جنيه كل يوم.
ولكن كانت الصدمه والدهشه الاكبر للتاجر رد مجدي عليه؟
بانه يعلم بكل مايفعله ابيه كل يوم بالتفصيل.

التاجر استغرب وساله اتعلم ما يفعله ابيك كل يوم بال100 جنيه ومازلت ترسل له ال100 جنيه كل يوم؟؟؟

رد عليه مجدي قائلا : ابي مصاب بالزهايمر وحتي وان نسيني انا لن انسي يوما انه ابي الذي بسببه انا موجود الان وهو يطلب مني كل يوم ان ارسل له 100 الجنيه.

استغرب التاجر ردا عليه قائلا : ترسل له كل يوم 100 جنيه وانت تعلم جيدا انه يرميها فالترعه ولا يفعل بها اي شيء مفيد

مجدي: هذا ابي الذي عشت وما زلت اعيش بدعواته وبخيره حتي هذه اللحظه ولن انسي يوما انه كان يحرم نفسه من الاكل والملبس والمشرب ليوفر لي كل احتياجاتي عايزني اسيبه فمرضه وفمحنته فوالدي لو طلب مني هدومي التي ارتديها لن اتردد لحظه واحده في ان امنحها له💔

العبره من القصه ( البر بالوالدين مهما كانت ظروفهم ومهما كان المرض الذي يمرون به فان اصاب الاب المرض ونسي ابنه ولن يتذكر حتي اسمه لن ينسي يوما الابن انه ابيه..اكرم اباك وامك لكي تطول ايامك علي الارض ❤️.