و منتقبات يصنعن هدايا عيد الميلاد
سليمان شفيق
تعكف شابات فلسطينيات في قرية "أم النصر" القريبة من معبر بيت حانون "إيريز" شمال قطاع غزة على صنع هدايا عيد الميلاد في مشغل هو الوحيد في القرية.

ووفق مراسل الوكالة الفرنسية في غزة ، اعدت عشرون شابة في جمعية زينة التعاونية وجميعهن منقبات نحو 200 هدية، منها عرائس القماش ونماذج بابا نويل وشجرة عيد الميلاد المصنوعة من خشب الزيتون، لتباع للأجانب والسكان المحليين.

وبين الفتيات سبع يعملن في النجارة، تعلمن كيفية استخدام ماكينات قص الألواح الخشبية قبل كسوتها بالقماش الأبيض والأحمر وتزيينها.

وتلقت الفتيات تدريبا لثلاث سنوات، "تعلمن خلاله صنع هدايا عيد الميلاد وشهر رمضان" بحسب ما تفيد المشرفة على مشغل الخياطة أسماء أبو قايدة.

وقبل عرض الهدايا للبيع يقمن بتغليفها بأكياس نايلون طبع عليها رسم بابا نويل وعلب هدايا كتب عليها باللغتين العربية والإنكليزية "ميلاد مجيد".

وتقول أسماء "نصنع هدايا الكريسماس بحب وإتقان"، وتشير إلى أن معظم زبائن المشغل هم من الأجانب العاملين في المؤسسات الدولية في قطاع غزة.

المسيحيين في غزة :
وينقسم المسيحيون في قطاع غزة إلى ثلاثة أقسام منهم من كان يقيم في غزة منذ القدم وقسم ثاني هاجر خلال النكبة الفلسطينية عام  1984 ، وقسم ثالث جاء مع الرئيس الراجل أبو عمار خلال عودته إلى قطاع غزة وقدوم السلطة الوطنية الفلسطينية عام 1994 وأقاموا فيها، ويضيف "اسامه الكحلوت في دنيا الوطن": ، ويمثل المسيحيون في قطاع غزة  الأب منويل مسلم رئيس دائرة العالم المسيحي في مفوضية العلاقات الخارجية في حركة فتح واحد رؤساء الهيئة الإسلامية المسيحية لنصرة القدس والمقدسات ، والذي كان يمثل  الفئة المسيحية داخل المؤسسات الرسمية في فلسطين،

ويشرح الأب أقسام المسيحيين في غزة قائلا " ينقسم المسيحيون في قطاع غزة لعدة أقسام ، فالقسم الأول هم المسيحيين الأصليين والمقيمين في غزة منذ القدم ،وكان عددهم 300 نسمة ، وكانوا يعيشون وسط المدينة حيث كان عدد سكان مدينة غزة في تلك الأيام يقارب 5000 نسمة.، و القسم الثاني  فحينما حدثت النكبة الفلسطينية عام 1948 بدأت فلسطين تتحول لمنطقة حرب ،ونتيجة الخوف الذي دب في قلوب الفلسطينيين والمسيحيين الذين كانوا يقيمون في بلداتهم المحيطة بقطاع غزة واللد والرملة ويافا فرحل 20 ألف مسيحي من هذه القرى  إلى واستقر المسيحيون في قطاع غزة ، ومكثوا في دير صغير وسط غزة ولجأ أيضا إلى غزة كاهن كبير هاجر من بيسان وأقام معهم في الكنيسة.

ولما ادرك المسيحيون  ان هجرتهم ستطول لسنوات فذهبوا للحاكم المصري في غزة وطلب منه تخصيص قطعة ارض للمسيحيين وبدأ في بناء كنيسة لهم ومدرسة ويحافظ على كيانهم ، وحصل على ارض كبيرة تقع بين مخيم الشاطئ غرب غزة ومستشفى الشفاء وتم تسميته معسكر المسيحيين ، وبنوا لهم بالتعاون مع الكنيسة ومؤسسات الفاتيكان بيوت صغيرة على مساحة 100 متر وفتحوا لهم شوارع صغيرة بين المنازل على مساحة 3 أمتار على نمط المخيمات ونقلوا المسيحيين لهذا المعسكر

ويتابع " وفى عام 1994 دخلت السلطة الفلسطينية وعاد ألاف الجنود إلى فلسطين برفقة أبو عمار إلى قطاع غزة ودخل الكثير من  الجنود المسيحيين الذين كانوا برفقته حيث تنقلوا معه في الكفاح في الأردن وسوريا ولبنان والجزائر واليمن ، والكثير منهم كانوا يتولى مناصب قيادية في السلطة الفلسطينية  وعلى رأسهم رمزي خوري  ، ويعتبروا هم القسم الثالث في المسيحيين والذين تجمعوا بكثرة عددهم وسط بغزة بعد عودة السلطة.

ورحل الكثير من الشبان المسيحيين من غزة إلى إسرائيل بعدما حصل بينهم نسب وتزاوج وانتقلوا للعيش في الضفة الغربية وتنقلوا ما بين بيت جالا وبيت سأحور ورام الله

وبدأت الكنيسة بالتوسع وبنوا كنيسة جديدة ثم مدرسة أخرى ثم عدة مدارس  ثم اتحاد للكنائس وأصبح امتدادهم يشكل عدة أماكن داخل مدينة غزة.

  مسيحيون شرقيون وغربيون:
وشرح تفاصيل مسميات المسيحيين بالشرقيين والغربيين قائلا " في القرون الأولى انفصلت الإمبراطورية الرومانية في روما إلى قسمين فالمسيحيين الذين كانوا في الشرق الأوسط سموا بالشرقيين ولما دخل الإسلام وحارب الإمبراطور الرومانية الشرقية انفصلت الكنيسة مع الإمبراطورية وضل المسيحيين في الإمبراطورية الشرقيين والمسيحيين الذين مكثوا في روما تم تسميتهم بالكاثوليك "

وأضاف " الكنيسة الأرثوذكسية تعيش في الشرق وتتبع للإمبراطورية الرومانية ولها إلحانها وصلواتها ،ومع مرور الزمن أرسل بعض المسيحيين الكهنة ألينا وأسسوا من جديد الكنيسة الكاثوليكية التي كانت تعيش في روما على أساس أن تعيد اللحمة  بين الكنيسة الشرقية والغربية.

وتابع " والكنيسة الشرقية تتبع في تقويمها للتقويم اليوليسى كما وضعه الإمبراطور يوليس قيصر وصحح هذا التقويم في القرن الثامن عشر إلى التقويم الغوريغورى فأصبح بين التقويمين فارق 13 يوما ، فلهذا  يقيموا شعائر عبد الميلاد على الطقس الغربي وبعد 13 يوما على الكنيسة تعيد عيد الميلاد على الطقس الشرقي".

وللكنيسة الكاثوليكية الغربيين يتبع لها في غزة دير اللاتين ومدرسة راهبات المحبة وراهبات الوردية وجمعية كاريتاس  ومدرسة العائلة المقدسة.

أما الكنيسة الارثوكسية الشرقيين فلها مدرسة خاصة ومشتركين في اتحاد الكنائس ومشتركين في جمعية الشبان المسيحية تابعة للجميع، وتتبع المستشفى الاهلى العربي ومدرسة النور للمسيحيين البروتستانت، وتقوم الكنيسة الغربية  بإحياء عيد الميلاد بتاريخ  25/12 فيما تقوم الكنيسة الشرقية بإحياء عيد الميلاد بعد 13 يوميا ويكون ذلك بتاريخ 7/1

وتناقص عدد المسيحيين في غزة من  3500 مسيحي إلى 1300 مسيحي فاغلبهم غادر القطاع للاستقرار في أوروبا والدراسة في الأردن ومصر ، وحياة المسيحيين ليس مختلفة عن المسلمين في غزة وليس في رفاهية ، بل الأمور سيئة نتيجة الحصار المفروض على غزة

ويمتلك عدد قليل من المسيحيين  ثلث اقتصاد المسيحيين في قطاع ، بعكس ما نشر في تقارير سابقة على الانترنت وفهم بالخطأ أن المسيحيين يمثلون ثلث اقتصاد قطاع غزة.

وطالبت إسرائيل مرارا وتكرارا من الطوائف المسيحية بالانضمام في الجيش الاسرائيلى لخلق الفتنة بينهم وبين المسلمين  إلا أنهم يرفضوا ، ويصروا على أن السلاح وجب أن يوجه للاحتلال فقط.

وبمناسبة عيد رأس السنة الميلادية وانطلاقة حركة فتح  وجه تحية للشعب الفلسطيني قائلا لهم " أمامنا ألان دفتر جديد وصفحات بيضاء وتفضلوا اكتبوا فيه أجمل الكلمات والأمنيات وتخطيط لحياة جديدة رائعة وأجمل آيات المصالحة مع بعضنا البعض لنعيش حياة جميلة وارفعوا رأسكم برغم الاحتلال".

المسيحيون تحت سيطرة حركة حماس :
ويعيش في قطاع غزة الذي تحاصره اسرائيل منذ نحو عقد نحو ألف مسيحي.

ومنذ سيطرة حركة حماس على القطاع في العام 2007، بات المسيحيون في قطاع غزة محرومين من إضاءة شجرة عيد الميلاد بشكل رسمي في ساحة نصب الجندي المجهول غرب المدينة في احتفال كبير كانت تنظمه بلدية غزة.

-نقاب وموروثات -
يمثل المشغل نافذة لنساء هذه القرية التي يسكنها نحو 6 آلاف نسمة، غالبيتهم من اللاجئين الفلسطينيين.

وتضع غالبية النساء في القرية النقاب وذلك التزاما بقواعد الثقافة الموروثة والتي تحرم عليهن الخروج من القرية إلا في حال الطوارئ.

وتقول مديرة المشغل حنين رزق السماك "نساء القرية لا يمكنهن مغادرة بيوتهن بسبب العادات والثقافة الموروثة".

وتوضح أن ارتداء النقاب "أمر ضروري وإجباري، لكن مشروع صنع الهدايا منحهن فرصة لإظهار قدراتهن على الإنتاج سواء محليا أو عالميا".
كما سمح لبعضهن "بالخروج أحيانا من القرية للمشاركة في المعارض".

وتستعد الجمعية لتنظيم معرض لانتاج العاملات في المشغل قبل نهاية الأسبوع الحالي في مقر جمعية الشبان المسيحية في غزة.