مدحت بشاي

medhatbeshay9@gmail.com
في لقاء تليفزيوني لفاروق الباز عام 1999 بادرت المذيعة ( من مذيعات الريادة الخايبة ) بسؤال استفز العالم الكبير .. إمتى يا دكتور حترجع بقى ويرجع كل علمائنا في الخارج ويقعدوا في بلادهم وينموها ؟

فقال الباز : أرجوك سيبيهم هناك .. سيبيهم ياخدوا الخبرة .. لأن الخبرة هناك لي ولهم تحدث كل يوم .. خبرة جديدة وكفاية في الظروف دي أن نعود للوطن في إجازات ومؤتمرات ومحاضرات لإنارة أهل الوطن بالخبرة التي كسبناها ونكتسبها بشكل مستمر .. أرجوكي سيبيهم

أما الدكتور أحمد مستجير العالم الراحل الكبير في الهندسة الوراثية ، فقد كان يطالب بالتالي :
•    تهيئة مناخ الثقافة العلمية والبحث بشكل سريع .

•    الاستثمار في العلم لأن عائده مئات الأضعاف عن الاستثمار في أي شيء آخر

قال مستجير : لابد من التحول من الأقدام إلى الرؤوس .. هل ندفع للعلماء الكبار كي نحصل منهم على الخبرة كما تفعل معهم الشركات عابرة القوميات لكي يساهموا في النهضة العلمية ، أم أدفع مئات الملايين من الدولارات على مدربي كرة القدم ، لقد كرهت كرة القدم ولاعبيها وأيقنت أن دخول عصر العلم والتكنولوجيا يلزم الخروج من عصر الكرة أو الانتقال من الأقدام إلى الرؤوس ..

وتسعى الدولة في الفترة الأخيرة إلى توطين الخبرات وحاجة المجتمع لكوادر وطنية مؤهلة للمساهمة في سوق العمل، والخبرة المحلية هي الاستثمار المستقبلي للأمة وتأهيل الأجيال القادمة هي مسؤولية تقع على عاتق مختلف القطاعات الخاصة والحكومية، وتحديد مسؤولية كل جهة وما يترتب عليها قد يساعد في تحديد آلية وأسس لمعالجة هذه المشكلة يبرز لدينا سؤال هام: من المسئول عن توطين الخبرات؟ هل هي الجمعيات المهنية، أو الإدارات الحكومية، أو القطاع الخاص، أو الصروح العلمية ؟ .. فلتتضافر جهود كل مؤسساتنا العلمية والبحثية والتكنولوجية والتنفيذية لتوطين اخبرات المكتسبة ، وتنمية وتفعيل دورها الوطني ..

لقد أشارت وزارة المالية، إلى أن مصر بقيادتها السياسية الحكيمة، حريصة على دعم الصناعة المحلية وتوطين الخبرات الدولية والتكنولوجيا العالمية فى مصر وتعظيم الاستفادة من الثروات الطبيعية بحيث تكون ذات قيمة مضافة للسوق المصرية؛..بما يُسهم فى النهوض بالاقتصاد الوطنى، وتوفير المزيد من فرص العمل للشباب، وتحسين هيكل النمو ورفع معدلاته ليصبح أكثر استدامة وتنوعًا، ويعتمد على الاستثمار، والإنتاج والتصدير، لافتة إلى أن مصر أصبحت، وفقًا لتقرير وكالة «بلومبرج الأمريكية»، صاحبة الاقتصاد الأسرع نموًا فى الشرق الأوسط، والوجهة التى يُفَّضلها مستثمرو الأسواق الناشئة؛ بما يُجَّسد الفرص الاستثمارية الواعدة التى توفرها الدولة المصرية فى مشروعاتها القومية الكبرى، ويعكس الموقع الجغرافى الاستراتيجى لمصر الذى يجعلها بوابة العبور للسوق الأفريقية.

لقد أسعدني تأكيد الفريق عبدالمنعم التراس، رئيس الهيئة العربية للتصنيع، منذ شهور، على أهمية الاستفادة من الخبرة الألمانية وخلق فرص حقيقية للاستثمار في العديد من المجالات الصناعية الحديثة، في إطار التوجيهات الرئاسية بتعزيز التعاون مع ألمانيا ثقة في تقدم نظم الصناعة الألمانية...جاء ذلك خلال زيارة وفد ألماني مُكون من دييتر دومبروسكي، نائب رئيس البرلمان عن ولاية براندنبورج وممُثلي كبريات الشركات التي تعمل في قطاع تدوير المُخلفات لمقر الهيئة العربية للتصنيع، لدراسة إمكانية نقل التجربة الألمانية لتدوير المُخلفات بالتعاون مع الوزارات المعنية... وأبدى "التراس" اهتمام الهيئة بتوسيع آفاق الشراكات مع الشركات العالمية.. قائلا: "إن التعاون مع الشركة الألمانية يتضمن برامج زمنية للدراسة الميدانية لاحتياجات محافظات مصر بالإضافة إلى نقل الخبرة الفنية وتوطين التكنولوجيا وتدريب الكوادر البشرية في مجال تدوير المُخلفات والتخلص الآمن من جريد النخل".