كتبت - أماني موسى

قال الكاتب الصحفي أسامة الدليل، أن الوطن يواجه العديد من التحديات بالداخل والخارج، موضحًا أن تحديات الداخل حله العمل والإنجاز، لكن ما يجابه مصر الآن بخطر هو تحديات الخارج.
 
وأضاف في لقاءه مع التلفزيون المصري، مصر تقوم بعمل بنية تحتية قوية جدًا، وتطور من قدراتها ومنها القدرات العسكرية، بالإضافة إلى إقامة العديد من المشروعات، بما يعني أن البلد جاهز للإنتاج وجاهزة للعمل، وجاهزة للاستثمارات الأجنبية، لكن ما يحيط بالدولة المصرية يحتاج الوقوف أمامه قليلاً.
 
مستطردًا، أخر هذه التحديات الاتفاق الليبي التركي المشبوه، إحنا مش ناقصين يجيلنا كمان اتفاق ليبي تركي، فلو نظرنا إلى حدود مصر الأربعة سنجد العديد من التحديات، تحديات في أمن البحر الأحمر تحديات في الجنوب ما يحدث في إثيوبيا وكذلك جنوب السودان، حتى شرق السودان مش مستقر، وكذا الغرب فمنذ انهيار نظام القذافي في ليبيا، باتت ليبيا عبء استراتيجي على الدولة المصرية، من حيث الفوضى ووجود إرهابيين وسلاح بوفرة.
 
وتابع، تركيا تصورت أنها جارة لليبيا، ولكي تطبق ما قاله أردوغان بإرسال قوات تركية للسواحل الليبية محتاج قوة تنفيذ، وهل سيتم تنفيذه بالقدرة العسكرية؟ متناسيًا جزيرة كريت وقبرص واليونان وجميعهم لهم جرف قاري، فتركيا ورئيسها تناسوا كل هذا واعتقدوا أنهم جيران لليبيا، وأردوغان طوال الوقت يعربد في المنطقة ومقدرش يطلع بعشرة جنيه غاز أو نفط، طيب أنت بتعاكس مين؟ هل تعاكس مصر أم اليونان أم قبرص أم إٍسرائيل؟ لأنه إذا تم استخدام السلاح التركي هذا يعني أنه يواجه بشكل مباشر دول أعضاء في حلف شمال الإطلنطي.
 
وشدد، عند الدولة المصرية أنت متقدرش تيجي عندنا أصلا، الدولة المصرية لديها بنية تحتية ضخمة لإسالة الغاز، وكل غاز المنطقة سيجمع في مصر ليسال ثم يصدر إلى المنطقة عبر اليونان وقبرص إلى أوروبا، وقديمًا كان أردوغان يرغب في أن يصبح بلده مركز تجميع الغاز لكنه فشل، والآن هو يريد أن يتواجد على خط أنابيب جديد يتم إنشاءه سيكون خارج من إسرائيل، يتم إسالته في مصر، وتصديره إلى أوروبا عبر اليونان، والآن هو يحاول عمل تعديل في المعادلات الجيوسياسية في المنطقة.
 
وهنا لا بد للإعلام أن ينتبه أن مذكرتي التفاهم أحدهم في منتهى الخطوة ولم تأخذ حقها وهي ترسيم الحدود المائية، مشيرًا إلى أن تركيا غير موقعة على اتفاقية ترسيم الحدود التابعة للأمم المتحدة في ثمانينات اقلرن الماضي ومن ثم نحن أمام مشهد عبثى تمامًا، فأردوغان يتجاهل الجغرافيا والقانون.
 
وأشار إلى أن الاتفاق الذي تم بين حكومة السراج الليبية وأردوغان تم في أنقرة وليس ليبيا، فالسراج استنجد بتركيا راعية الإخوان المسلمين وراعية التنظيمات الإرهابية.
 
وشدد بأن وجود الجيش التركي في المعادلة سيقضي بتقسيم ليبيا على الفور، حيث وجود جنود محتلة على الأراضي الليبية بالإضافة إلى التعقيدات الكبيرة الموجودة في الواقع الليبي، إذ أن ليبيا وفقًا لتقديرات المخابرات البريطانية بها 1400 تنظيم إرهابي مسلح!! علاوة على أن السلاح في يد الكل. 
 
إذ يوجد نحو ربع مليون مقاتل على الأراضي الليبية ويتم دعمهم بالأموال من قبل تركيا ودول أخرى، ومصر تحاول جاهدة لتقديم التسهيلات واستقرار الأوضاع هناك.
 
مشددًا بأن الملعب الليبي مروع، وأنه عبارة عن مسرح ومستنقع لأجهزة المخابرات الألمانية والبريطانية والفرنسية والإيطالية والأمريكية والإيرانية والإٍسرائيلية.
 
لافتًا إلى رفض البرلمان الليبي لهذه المذكرة، بل أنه اعتبرها مؤامرة ترتقي إلى الخيانة العظمى، وأن السراج غامر مغامرة كبرى غير محسوبة، فلعبة السياسة إما شطرنج إما قمار، وما حدث هنا قمار.
 
وشدد بأنه كلما زاد الاستقرار والأمن والتعمير زادت التحديات والأطماع، فالأمن له ثمن بما في ذاك الأمن المائي.