طارق الشناوي
هل تتذكرون حلة الملوخية التى انهالت من زينات صدقى على رأس عبدالسلام النابلسى فى فيلم (شارع الحب)، عندما كان يدعو الله أن يبسطها بمجرد طبق ملوخية يواجه به الجوع القارص الذى استبد به هو وباقى أفراد فرقة (حسب الله السادس عشر)، يبدو أنه أسرف فى الدعاء، فأضحى الطبق حلة، فعاد مرة أخرى قائلا متوجها للسماء قائلا لربنا (ما تبسطهاش أكتر من كده)، لاحظوا رغم أن هذه ليست حكايتنا، أن الرقابة كانت لديها أريحية فى الموافقة بالسماح، كما أن الجمهور فى نهاية الخمسينيات، لم يكن قد ارتدى النقاب بعد، كما أن المحامى الذى اعتبر نفسه حاميًا للفضيلة، لم يكونوا قد عثروا عليه بعد.

تامر حسنى فعلا بسطها أكثر مما يحتمل الموقف، حقق رقمًا أشارت إليه الموسوعة عن عدد الذين تعاملوا مع الإعلان من جمهوره على اللوحة التى تصدرت اسمه، وهو يزيد عن ضعفى الرقم السابق، ربما يحلله البعض بأن جمهور المطرب متحمس أكثر مما ينبغى، وأن تامر أيضا بتركيبته يحرص على توجيه جمهوره، فى كل الأحوال ومهما كان التفسير، لدينا رقم يستحق أن يتفاخر به تامر على قبيلة المطربين، إلا أنه لم يكتف بهذا القدر، انتقل بالمعيار من الكم إلى الكيف، مؤكدا أنه الأكثر تأثيرا وإلهاما، زادت كمية (التحابيش) التى أضافها برعونة، على أساس أن (الدفاتر دفاتره) يفعل فيها ما يشاء، ولم يدرك أنها دفاترهم.

تامر لم يتصور أن العالم صار قرية صغيرة كما قال (مارشال ماكلوهان) عالم الاتصال الشهير، فى مطلع القرن الماضى. اعتقد تامر أنه فى العالم العربى سيقول ما يحلو له ولن يراجعه أحد، فلا أحد سيهتم أساسًا بترجمة الحدث، إلى كل لغات العالم، رغم أنه منح الخبر بعدًا عالميًا، عندما أضاف أنه الأكثر تأثيرًا وإلهامًا فى العالم، لم يدرك أن العصافير صارت تنقل كل شىء، وأن إدارة (جينيس) ستجد نفسها فى حرج بالغ، لأنه تناول قيمة غير مقننة رقميًا، بل من المستحيل تقنينها، ولهذا فهى تدافع أساسا عن نفسها ومصداقيتها، ولم يكن يعنيها بالدرجة الأولى تكذيب تامر بقدر ما هو الحفاظ على مصداقيتها من الانهيار.

يبدو أن تامر اندمج فى أداء الدور أكثر مما ينبغى، مثل الفنان التشكيلى الأمريكى الذى أقدم قبل ساعات على فعل خارج عن المتوقع، أراد فيه التعبير عن إعجابه بلوحة لفنان زميل، اللوحة أثارت جدلا واسعا على (السوشيال ميديا) بعد أن تجاوز ثمنها 2 مليون جنيه مصرى، وهى عبارة عن ثمرة موز تم وضعها بشريط لاصق بيعت منها ثلاث نسخ، بينما أحد الفنانين كان حاضرًا ومن فرط إعجابه، أو لعله ربما استبد به الجوع، أخذ واحدة ناضجة ونزع الشريط اللاصق ثم القشرة وأكلها، على مرأى ومسمع من الجميع، ومن حسن حظه أن زميله الفنان التشكيلى صاحب اللوحة لم يعترض واعتبرها نوعًا من الطرافة.

من هو الذى أشار على تامر باختراع تلك الكذبة؟ لا أحد تلك هى تركيبة تامر، إلا أنه كثيرا ما يبسطها أكثر مما ينبغى وكثيرا ما يتلقى بين الحين والآخر على رأسه (حلة ملوخية)!!
نقلا عن المصرى اليوم