بقلم : مجدى شحاته
اثيرت حالة من الجدل والنقاش حول خطاب بعث به حضرة الحبر الجليل نيافة الانبا سيرابيون مطران اوبراشية لوس انجلوس للأقباط الارثوذكس بالولايات المتحدة الامريكية الى كهنة الاوبراشية . الخطاب يفيد الى امكانية اقامة قداس اضافى ليلة 25 ديسمبر( أجازات أعياد الكريسماس )  بجانب قداس عيد الميلاد المجيد ليلة 7 يناير . مع مراعة عدم قطع فترة صوم الميلاد حتى نهايته بقداس ليلة العيد فى 7 يناير ( بوم عمل ) . الامر الذى يلبى الاحتياجات الرعوية الملحة للأسر والعائلات الموجود فى اوبراشية لوس انجلوس ( فى دول المهجر ) حيث لا تتمكن افراد الاسرة من المشاركة الكاملة فى أفراح واحتفلات الميلاد ليلة 7 يناير والسهر الى ساعة متأخرة فى الكنيسة  ، خاصة وأن اليوم التالى يوم عمل ودراسة فى المدارس والمعاهد والجامعات . 
 
بعد الاعلان عن الخطاب المذكور ، بدأت كما هومتوقع فى الآونة الاخيرة ، شن الحملات الممنهجة المشبوهه على صفحات التواصل الاجتماعى ووسائل اعلام اخرى من داخل الكنيسة ضد الكنيسة للنيل من وحدة الكنيسة . تهاجم ما جاء فى الخطاب وتوجيه اتهامات  تجاوزت كافة حدود اللياقة والاخلاق والحياة المسيحية أعتبرت  اقامة قداس اضافى ليلة 25 ديسمبر بجانب قداس عيد الميلاد المعتاد ليلة 7 يناير بمثابة بيع وتفريط فى ايمان الكنيسة !! ياله من اتهام قاسى بلا رحمة من الجماعات المفسدة للكروم ، نعم ينطبق عليهم القول : " اطلقت فمك بالشر ولسانك يخترع غشا " ( مز 50 : 20 ) . اسأل نفسك ايها المعترض " من أقامنى قاضيا ومقسما ؟ " ( لو12:14 ) . وهل اقامة قداس اضافى لعيد الميلاد ليلة 25 ديسمبر مع قداس العيد ليلة 7 يناير يدخل تحت بند المحظورات او الهرطقة ؟؟؟                                                                       أولا : لم يغير صاحب النيافة الانبا سيرابيون عيد الميلاد من 7 يناير الى 25 ديسمبر كما يشيع ويدعى اصحاب فتاوى صفحات التواصل الاجتماعى المغرضين . و لم يصدر نيافته بيانا او فرمانا منفصلا ، انما جاء فى صورة خطاب تطبيقا لتوصية المجمع المقدس للكنيسة الارثوذكسية والصادر فى شهر يونيو الماضى بالسماح " باستثناءات لقوانين الكنيسة والتقليد المقدس نتيجة احتياجات رعوية بكنائس المهجر " والسؤال للمعارضين سامحهم الله ، هل تطبيق توصيات المجمع المقدس لراحة وأسعاد شعب الكنيسة ، بات بمثابة بيع وتفريط فى ايمان الكنيسة ؟                                                                                     ثانيا : الكنيسة القبطية بايمانها وعقيدتها وتراثها وتريخها تعيش وتواجه احتياحات عصرها وظروف كل زمن بما هو يتناسب دون اى تنازل او تفريط فى أى شيىء من ابمانها .                     ثالثا : قديما كانت الكنيسة تصلى قداس واحد يوم الاحد ( يوم الرب ) وكان عطلة رسمية ، بعدها تبدلت الاجازات واصبح هناك قداس يوم الجمعة ( يوما للرب ) أيضا ، ثم أصبحت تقام القداسات كل يوم وتعددت القداسات فى اليوم الواحد وصارت كل أيام الاسبوع ( أيام للرب ) . هل تكرارالقداسات خرج يوم الاحد يعتبر بيع وتفريط فى ايمان الكنيسة فى نظر المعارضون ؟
 
رابعا : تقيم بعض الكنائس قداس للأطفال وكبار السن فى عيدى الميلاد والقيامة ، يبدأ بعد الظهر ليلة العيد حتى يتسنى لكبار السن والاطفال من التناول الاحتفال بقداس العيد فى وقت مبكر دون السهر لبعد منتصف الليل وذلك وفقا لأحتياجات رعوية ملحة . فهل اقامة قداس  بعد الظهر فى ليالى الاعياد لكبار السن والاطفال لم يكن موجودا من قبل يعتبر بمثابة بيع وتفريط فى ايمان الكنيسة ؟                                                                     خامسا : كانت صلوات الاكليل ، وهو سر مقدس ، تتم فى الصباح الباكر ، اثناء القداس الالهى ، وعندما وجدت الكنيسة ان هذا  ليس اجراء عملى للشعب ، جعات صلاة  الاكليل  ليلا بحسب ظروف العصر . هل نقل صلاة الاكليل  ليلا يعتبر بيع وتفريط فى ايمان الكنيسة ؟                   سادسا : تمثيلية عيد القيامة لم تكن موجودة فى قداس عيد القيامة المجيد ، وتم ادخالها من احدى الكنائس الى كنيستنا القبطية .. هل هذا التقليد المبهج الذى يسعد الكبار والصغار ، نعتبره بيع وتفريط فى ايمان الكنيسة ؟                                                                          سابعا : عندما شعر الاهل وشعب الكنيسة ( دول المهجر ) بقلق عميق تجاه أطفالهم وشبابهم الذين يكبرون فى مناخ يشاركون فيه باحتفلات الكريسماس يوم 25 ديسمبر ، ما هو المانع من اقامة قداس اضافى يصلون ويحتفلون فيه بميلاد المسيح داخل كنيستهم القبطية وليس خارجها ، فى نفس الوقت الذى يقام فيه قداس 7 يناير كالمعتاد ؟ 
 
لقد شفى رب المجد يسوع الناس حتى فى ايام السبوت ، ولم يكن كاسرا للسبت ، لأن الله تمجد وأراد ان يسعد البشر حتى فى يوم السبت وبهذا تألقت الوصية . فالوصية روح وليست حرفا . اما أصحاب الفتاوى المغرضة الهدامه ، تماما مثل الفريسيون يفضلون ان تبقى يد الانسان يابسة كما هى ، وان تبقى المرأة منحنية بعلتها كما هى محلولة من ضعفها ، وان يبقى التلاميذ جائعون عن ان يسدوا رمقهم ببعض السنابل لأتهم سيفركونها بأصابعهم فيكسرون السبت  .. لذا وصفهم رب المجد بأنهم مراءون وحمقى وغلاظ  القلب .           الى الكرامون الاردياء الذين وسوست لهم قلوبهم الخبيثة ان ينصبوا انفسهم أولياء على الكنيسة وظنوا ان الكرم لم يعد له صاحب ونسوا انه قادم يوما ما ليحاسبهم حسابا عسيرا  نعم صاحب الكرم قادم أفلا تخجلوا ؟