كتبت - أماني موسى
تناول الإعلامي أحمد سالم موضوع "الرفق بالحيوان" وحملات تسميم وقتل الكلاب بالشوارع التي تتم من قبل الهيئة العامة للخدمات البيطرية والمحليات.
 
وحملت الحلقة تنويهًا بأن الفيديو سيضم مشاهد قتل وتعذيب وإيذاء لحيوانات ولكن وجب نشرها من باب لفت انتباه المجتمع إلى بشاعة ما يحدث للحيوانات بالشارع المصري.
 
الرفق بالحيوان أمر ديني وإنساني وليس رفاهية
قال سالم في برنامجه "المواجهة مع النفس" المقدم عبر شاشة القاهرة والناس، أن الرفق بالحيوان ليس رفاهية بل أنه من أولويات الحياة ومعايير الإنسانية بالأديان والمجتمعات، مشيرًا إلى ما فعله المصريين القدماء مع الحيوانات وتأليه بعضهم وإنشاء مقابر خاصة بهم وتحنيطهم كما البشر، لكن أحفاد هؤلاء العظماء أصبحوا يقومون بقتل وتسميم وتعذيب هذه الحيوانات، تصل إلى درجة القتل بالنار.
 
وأردف سالم، الرفق بالحيوان يعتبره البعض في مصر بأنه "دلع ماسخ" وكأن الرحمة والإنسانية بقت حاجة صعبة أو مستحيلة أحيانًا، متساءلاً "من إمتى الرحمة بقت ترف أو رفاهية والقتل والتعذيب محل إعجاب؟".
 
الأصل هو وجود الكلب في الشارع
من جانبه أكد الشيخ سالم عبد الجليل، أن الأصل هو وجود الكلب في الشارع، إحنا بنتكلم عن الكلاب بالشارع وكأن ألحقونا انجدونا إحنا عندنا مشكلة، ولا يجوز أن أتعرض لكلب في الشارع، ولفظ ضال لفظ أصلا غلط بيسمح لي أني أتعامل معاه بشكل سيء".
 
الكلب طاهر لا إشكالية فيه
وعن نجاسة الكلب، قال عبد الجليل، أن الكلب من خلقة الله، واستدل من استدل بطهارته وطهارة لعابه، أنه كان يتم استخدامهم للصيد ويمسك الصيد بفمه، وعنه يأكل البني آدم هذا الصيد المحمول بفم الكلب، وبناء عليه فإن الكلب طاهر لا إشكالية فيه.
 
وتابع وكيل وزارة الأوقاف سابقًا، في بعض الأحيان يقول الناس عايزين نعمل حملة لتطهير المنطقة من الكلاب، طب ليه؟ ومين اللي قالك أن المنطقة محتاجة تتطهر من الكلاب؟ والرسول عليه السلام قال نسيبهم ياكلوا من خشاش الأرض.
 
من جانبها استنكرت الإعلامية منة فاروق، التصميم والإصرار الغير طبيعي من قبل وزارة الزراعة والهيئة العامة للخدمات البيطرية، لقتل وتسميم كلاب الشوارع.
 
وأعربت الفنانة شيرين رضا، عن غضبها من حملات تسميم وقتل الكلاب بحجة أنهم مسعورين، قائلة: "أنتوا قاعدين هنا -بمؤسسة حماية الحيوان- بقالكم ساعتين مع أكتر من 840 كلب حد منهم عقركم؟"، حد جه جنب حد فيكم؟ 
 
لا تجري أمام كلب أو تحدق في عينيه
وأوضح حسن الجعويني، وكيل وزارة الزراعة للهيئة العامة للخدمات البيطرية، أن فطرة الكلب تدفع للجري وراء شخص يجري، أو عند النظر أو التحديق يعينيه.
 
وأضاف أن الكلاب دخيلة على الشوارع المصرية، وتشكل خطر على الإنسان والصحة العامة، 
 
الجعويني: مين قال أن سم الاستركنين محرم دوليًا؟
وعن استخدام سم الاستركنين المحرم دوليًا والذي يتم انتقاله للإنسان عن طريق الشم واللمس والأكل، قال الجعويني، مين اللي قال أنه ممنوع دوليًا؟ هات لي وثيقة حكومية بتقول كدة؟
 
منة فاورق: خاطب الإتحاد الأوروبي أنك بتستخدم سم الاستركنين إذا متأكد أنه مش ممنوع دوليًا
وردت الإعلامية منة فاروق، هل من يقومون باستخدام هذا السم يستطيعون التصريح باستخدام هذا السم أمام الإتحاد الأوروبي؟ اتحداك، وتابعت: لأن دة لو حصل هيبقى عندنا أزمة حقيقية في المعاملات التجارية والزراعية مع الإتحاد الأوروبي.
 
وقال الجعويني أن تكلفة استخدام سم الاستركنين تبلغ نحو 15 مليون جنيه، و
 
د. شهاب الدين والقتل الرحيم للكلاب
وقال د. شهاب الدين رئيس جمعية رفق بالحيوان بالقاهرة، أن الكلاب بالشارع بعضها يهاجم المارة، ويذكر أن جمعية المذكور تقوم بتجميع الكلاب وقتلها بالموت الرحيم بما يخالف الأعراف الإنسانية والدينية.
 
أستاذ بكلية الطب البيطري: لا يمكن القضاء على الكلاب الضالة ونقلل أعدادهم بالتسميم
وأضاف د. راضي حامد، أستاذ الطب الشرعي بكلية الطب البيطري جامعة القاهرة، أن الكلاب بالشارع تبلغ حول 15 مليون، وهذا ما نفته حنان دعبس، مدير مؤسسة حماية الحيوان، بأن مصر لا يوجد بها حصر بأعداد الحيوانات التي يتم استخدامها كثروة حيوانية ولا أعداد الحيوانات بالشارع.
 
وتابع، أنه لا يوجد شيء اسمه القضاء على الكلاب الضالة، ولا يمكن القضاء عليها، لكن يتم تقليل كمياتها من خلال القتل والتسميم.
 
الصحة تسجل أي حالة عقر من أي حيوان على أنه عقر كلب!
وكشفت دعبس أن أعداد العقر التي يتم الإعلان من قبل وزارة الزراعة والطب البيطري غير صحيحة، إذ أنه يتم تسجيل أي حالة خدش أو عقر من قطة أو قرد أو أي حيوان أنها عقر كلب، مشيرة إلى أنها والفريق العامل معها بالمؤسسة يأخذون جرعات وقائية من تطعيم السعار، ويتم حساب هذا على أنها أيضًا حالات عقر، ودللت دعبس بعدة أمثلة وحالات بأرض الواقع، تم تسجيلها حالات عقر.
 
النباح لغة الكلب وليس دليل إصابته بالسعار
وعن إصابة الكلب بالسعار، ولذا يقوم بالنباح، أوضحت دعبس أن "الهوهوة" هي لغة الكلب، وحين يستخدمها الكلب هو يتواصل معك بلغته.
 
وأكدت د.منى خليل، رئيس الجمعية المصرية للرفق بالحيوان، أن حالات الخربشة من قط تسجل على أنها حالات عقر كلب، ويتم الإعلان عن أرقام غير حقيقية تصيب البعض بالفزع.
 
هذه هي أعراض السعار
وأوضحت أن الكلب المسعور يخشى النور ويجلس في الظلام ويصاب بالعمى ولذا يقوم بالارتطام بأي شيء يتحرك حوله، ولا يأكل ولا يشرب، لكن الكلب الذي ينبح فهو يريد أن يقول لك شيء كأن يعبر عن جوعه أو عطشه، أو ربما يفرض السيطرة بمنطقته، لكنه غير مسعور كما يشاع.
 
وأوضحت الإعلامية منة فاروق، أنه وفق تقرير منظمة الصحة الحيوانية العالمية مصر لديها 6 حالات سعار فقط، بقرتين و4 حمير، ولم يسجل أي كلب الإصابة بالسعار.
 
تم إيقاف استخدام القتل بالخرطوش للكلاب منذ 2011 واستخدمنا السم كبديل
وقال اللواء الدكتور محمد رجائي، رئيس الإدارة المركزية لحديقة الحيوان، أنه تم إيقاف قتل الكلاب بالخرطوش منذ يناير 2011، ويتم الآن قتلهم من خلال استخدام سم الاستركنين.
 
لا بد من وجود الكلاب لحماية المدن من هجوم الذئاب والحيوانات الصحراوية
وشدد على أن التوازن البيئي يقتضي ضرورة وجود كلاب بالشارع على كافة حدود مصر حماية من دخول الذئاب وغيرها من الحيوانات الصحراوية.
 
وتم استعراض حالة لسيدة أصيبت بسم الاستركنين نتيجة لمسها لطعوم مسمومة، قالت أنها من محبي الحيوانات وذات يوم وجدت شخص يرتدي كمامات وقفازات يلقي بطعام مسموم للكلاب، فقامت بجمع الطعام المسموم وظلت لأسابيع تعالج من تشنجات وتهتك بالأعصاب والعضلات والجهاز التنفسي.
 
الحل موجود
وكشف القائمين على تسميم الكلاب من وزارة الزراعة والطب البيطري أن الحل العلمي الذي يقضي بتطعيم وتعقيم الكلاب يكلف للكلبة الواحدة 450 جنيه، وللكلب الذكر 150 جنيه، بما يعد عبء على ميزانية الدولة.
 
وردت حنان دعبس، بأن مصادر التمويل موجودة إذا توافرت الإرادة للدولة للبدء بالحل العلمي، وقدمنا دراسة كاملة لكافة المؤسسات المعنية بالدولة للسيطرة على الأعداد وإجراء عمليات التعقيم ومصادر التمويل، لكن أحدًا لم يستجب، وشددت: لوحدنا من غير اشتراك الجهات الحكومية مش هنقدر نعمل حاجة.
 
وهناك منظمات عالمية ستقوم بالمساعدة في عمليات التعقيم والإطلاق، بالإضافة إلى جمعيات المجتمع المدني المعنية بهذا الشأن.
مشيرة إلى أنه تم قتل عدد من الكلاب بعدة مناطق بعد أن تم تعقيمهم!
 
وشددت منى خليل، بأن كل دول العالم ومنها دول أفقر بكثير من مصر اتبعت الطرق العلمية لحل المشكلة، مفيش خلاص حاجة اسمها الحل بالقتل دلوقتي، ومنهم السعودية وتركيا والمغرب والهند وغيرهم.