كتب – روماني صبري 
أعرب الكاتب الصحفي "دندراوي الهواري"، اندهاشه الشديد جراء الحب وأشد الاحترام الذي يكنه بعض مشايخ الأزهر، للمحتل العثماني سليم الأول، ما دفعهم للدفاع عنه وشن حملة انتقادات واسعة على مسلسل "ممالك النار" الذي يفضح حقبة هذا المحتل والسفاح وجرائمه في حق المصريين خلال غزوة لمصر.
 
وفي هذا الصدد كتب الهواري مقال رأي نشر بجريدة اليوم السابع، قال فيه :" أن هؤلاء المشايخ رأوا في المسلسل تجديفا وتزويرا لتاريخ هذا المحتل، إيمانا منهم أن  الغزو العثماني لمصر كان فتحا إسلاميا جديدا ! ." 
 
قائد إسلامي عظيم ! 
متابعا :" حل أزهريا ضيفا على إذاعة القرآن الكريم، وهاجم المسلسل، معتبرا سليم الأول قائدا إسلاميا عظيما دفع باسمه إلى قائمة البطولات والفتوحات العربية الإسلامية، جراء تجاوز  فتوحاته كل فتوحات القائد الإسلامي "خالد بن الوليد." ." 
 
وأوضح بقوله :" بعض مشايخ الأزهر يعتبرونه سفاحا ولصا،  والبعض الآخر يروونه أحد أبرز المبشرين للدين الإسلامي، وأن غزوه للقاهرة، فتحا مبينا، وكأن مصر كانت بلدا الكفر والإلحاد، وليس بلد الأزهر منارة الدين الإسلامي." 
 
يفتقدون الحقيقة
واستطرد :" دائما ما تعود هؤلاء أن يقحمون أنوفهم في القضايا المثارة، رغم فقرهم بمعرفة الحقيقة، لذلك تجاهلوا ما قاله المؤرخ المصري الذي عاصر الغزو العثماني لمصر "محمد بن إياس" في كتابه (بدائع الزهور) :"من أن ابن عثمان انتهك حرمة مصر وما خرج منها حتى غنم أموالهم وقتل أبطالها ويتم أطفالها وأسر رجالها وبدد أحوالها. " 
 
محبا للدماء وشديد الغضب 
ووصف سليم العثماني بقوله :" كان رجلا سيئ الخلق سفاكا للدماء شديد الغضب.. كما سطر ما قاله سليم الأول في مجلسه: إذا دخلت مصر أحرق بيوتها قاطبة وألعب في أهلها بالسيف. " 
 
الخليفة العثماني  يحقق وعوده ويرتكب أبشع الجرائم بالمصريين 
ويستكمل الهواري نص ما قاله ابن إياس في كتابه: إن العثمانية طفشت في جميع الحارات والأماكن، وحطوا غيظهم في العبيد والغلمان والعوام وغيرهم.. ولعبوا فيهم بالسيف، وراح الصالح بالطالح، وربما عوقب من لا ذنب له، فصارت جثثهم مرمية في الطرقات من باب زويلة إلى الرميلة، ومن الرميلة إلى الصليبية إلى قناطر السباع إلى الناصرية إلى مصر العتيقة، فكان مقدار من قتل في هذه الواقعة من بولاق إلى الجزيرة الوسطى إلى الصليبية فوق العشرة آلاف إنسان في مدة هذه الأربعة أيام، ولولا لطف الله تعالى لفني أهل مصر قاطبة بالسيف، كما أن جنوده كانوا يطيحون في رأس المصريين بالسيف، متى رأوا أحد المماليك ضربوا عنقه حتى داخل الجوامع والمدارس والزوايا." 
 
كما كشف المؤرخ "ابن إياس" تفاصيل مشهد شنق طومان باي حاكم مصر وقتها الذي رفض جرائم هذا المحتل فقرر التصدي له ولجنوده حتى وقع في قبضة العثمانيون قائلا :" طومان باى" كان في حراسة 400 جندي من الإنكشارية، مكبلا فوق رأسه، وخرج الناس في القاهرة يلقون عليه نظرة الوداع، فنظر طومان باى إلى قبو البوابة ورأى حبل المنشقة يتدلى، فتقدم نحو باب زويلة بخطوات ثابتة والتفت إلى الناس طويلا، وطلب منهم أن يقرأو له الفاتحة 3 مرات، وفى محاولة أولى من الجلاد لشنقه بالحبل، انقطع في المرة الأولى وسقط طومان باى على عتبة الباب، والثانية فشلت، وفى الثالثة فاضت روحه وسط حزن الناس."
 
استعبدوا المصريين 
ويواصل "ابن إياس" كشف جرائم هذا المجرم العثماني، بأنه استعبد المصريين وكان يؤمر جنوده بجمعهم وربطهم بالحبال حتى القضاة منهم، وذات يوم افتدوهم للقلعة حتى يسحبوا  المكاحل النحاس الكبار التي كانت بالقلعة، وينزلوا بها إلى شاطئ البحر، فعانى المصريين آنذاك حيث ربط العثمانيون الرجال وراحوا ينزلون بالكرابيج على ظهورهم دون رحمة غير مبالين بأشد العذاب الذي نزل بهم جراء ذلك."  
 
زيفوا الحقيقة من اجل المجرم العثماني 
ويعقب الهواري :" هؤلاء الشيوخ زيفوا الحقائق، وضربوا بالأدلة التاريخية عرض الحائط رغم تأكيدها أن سليم الأول كان محتل وقتل الناس في المساجد وخرب البلاد، فضلا عن نقله الخليفة العباسي رغما عنه إلى اسطنبول ليكتب نهاية  دولة الخلافة الإسلامية بمصر.
 
وشدد الهواري على انه من الضروري محاكمة كل من يعتبر الغزو العثماني لمصر فتحا إسلاميا. "