ماهر رزوق
تقول عالمة النفس الاجتماعي (Juliana Breines) في مقالة لها على موقع (علم النفس اليوم) :

كلما ركزنا على محاولة أن نكون سعداء ، كلما أصبحنا أقل سعادة !!

و تتساءل : لكن لماذا كلما حاولنا أن نكون سعداء ، تكون النتائج عكس المتوقع؟

يجادل الباحثون الذين يقودون هذا النوع من الاستفسار بأن المشكلة تكمن في كيفية سعينا لتحقيق السعادة . و فيما يلي ثلاثة أساليب يبدو أنها تؤدي إلى نتائج عكسية ، و كذلك ما يمكننا القيام به للتخفيف من أثرها :

1_ وجود تعريف غير واقعي للسعادة :
أحد أسباب كون السعادة بعيدة المنال هو أننا نميل إلى تعريفها بطريقة لا يمكن تحقيقها بشكل واقعي ... الحقيقة هي أن الحياة ليست ممتعة دائمًا ، وليس من الممكن (أو العملي) أن تشعر بالسعادة طوال الوقت أو أن تشعر بها بشدة كما قد تريد !!
عندما يفشل الناس في تحقيق مستوى السعادة الذي يأملون أو يعتقدون بأنه ينبغي عليهم تحقيقه ، فمن المرجح أن يشعروا بخيبة أمل وإحباط ...

فهل يكون الحل هو فقط خفض توقعاتنا؟
تقول (برينيس) : ليس بالضرورة ... ولكن قد يكون من المفيد أن نكون واقعيين بشأن مجموعة المشاعر التي تشكل جزءًا من التجربة الإنسانية وقبول عواطفنا على ما هي عليه ، بدلاً من الحكم على أنفسنا سلبًا لفشلنا في الارتقاء إلى مستوى مثالي من السعادة !!

2_ التركيز على مصادر عابرة من المتعة :
العقبة الثانية هي أنه في جهودنا لنشعر بالتحسن ، قد نختار الأنشطة التي توفر لنا دفعة قصيرة الأجل بدلاً من تلك التي من المرجح أن تؤدي إلى رفاهية دائمة !!

على سبيل المثال : يتحصل الناس على مزيد من الرضا من خلال التفاعلات الاجتماعية التي تشمل الحديث عن مواضيع ذات معنى والشعور بالفهم والتقدير ... بالإضافة إلى ذلك ، إن القيام بشيء ما لأنك تستمتع به وتقدره ، مثل قضاء بعض الوقت في هواية أو شغف ما ، يمكن أن يكون أكثر إرضاءًا من فعل شيء لسبب خارجي ، مثل إرضاء الآخرين !!

3_ المراقبة فقط بدلاً من الانخراط في التجربة :
التفكير في ما إذا كنا سعداء أم لا يمكن أن يصرف انتباهنا و يجعل من الصعب أن نكون "حاضرين" في الوقت الحالي وأن نستوعب ما نفعله ...
قد يتضرر الأشخاص بسبب المبالغة في تحليل مستويات سعادتهم . في إحدى الدراسات ، أبلغ المشاركون عن سعادة أقل عندما طُلب منهم الإبلاغ عن سعادتهم بوتيرة يومية !!

تقول الكاتبة في النهاية :
باختصار ، لا يتم تحقيق السعادة كهدف ، دائمًا ، كما هو مخطط لها ، خاصةً عندما يتعلق الأمر بمعايير غير واقعية ، وإصلاحات سريعة ، وإفراط في التحليل !!

لكن هذا لا يعني أننا يجب أن نجلس فقط وننتظر السعادة لتظهر على عتبة بابنا . السعي لتحقيق الأهداف التي تهمنا من أجل مصلحتنا _ بصرف النظر عن آثارها على السعادة _ قد يقودنا في النهاية إلى السعادة !!

#Maher_Razouk