د. مينا ملاك عازر
دبلوماسية تنس الطاولة، تشير إلى بداية تبادل لاعبي تنس الطاولة بين الولايات المتحدة وجمهورية الصين الشعبية في أوائل سبعينات القرن المنصرم، والتي بدأت خلال بطولة العالم لكرة الطاولة لعام 1971، في ناجويا باليابان، بعد لقاء بين اللاعبين جلين كوان من الولايات المتحدة وزوهانج زيدونج من جمهورية الصين الشعبية، تم اعتبار الحدث حجر أساس في رجوع العلاقات الأمريكية الصينية، ومهد الطريق لزيارة الرئيس ريتشارد نيكسون إلى بيكين في العام التالي مباشرةً لتلك المباراة، مع نجاح الحدث وظهور تطور العلاقات بدأت باقي الدول باستخدام تلك السياسة لاصلاح علاقاتها مع نظيرتها من الدول الأخرى. 

وهنا لنا وقفة، تحولت الدبلوماسية من دبلوماسية تنس الطاولة لدبلوماسية كرة القدم من خلال ما عُرِف ببطولة خليجي 24 التي أقيمت بالدوحة العاصمة القطرية، هل تم اللقاء العربي العربي على أراضي خضراء مزروعة نجيلة لممارسة كرة القدم، تلك الملاعب التي شهدت على حصول مملكة البحرين علي بطولتها وهي الدولة التي حمتها قوات درع الخليج من المد الإيراني والثورة الشيعية، والفضل لإصرار السعودية على دعم ملك البحريني ومن معه في الحكم ليبقوا في حكم البلاد.

لو عدنا للعلاقات الصينية الأمريكية، فعلينا  أن نذكر بأن النظرة الأمريكية للصين كانت نظرة عداء واضحة، لأن كلتا البلدين كانتا ذات فكر ايديولوجي مختلف، فكانتا قطبان للفكر الرأسمالي والاشتراكي على الترتيب، ففرضت أمريكا على الصين سياسة الاحتواء الاقتصادي، ووصل التوتر إلى أوجه مع دخول الصين الحرب الكورية في أوائل خمسينات القرن ذاته، مع مرور 20 عاماً تقريباً من انقطاع العلاقات الدبلوماسية والاقتصادية، رأت كلا البلدين مميزات الانفتاح ونسيان الماضي، ففي حين رأت الصين الولايات المتحدة كسوق جديد لمنتجاتها وكحليف جيد بعد توتر العلاقات بينها وبين الاتحاد السوفييتي والتي أدت إلى اندلاع سلسلة من الأحداث الدموية بينهما، رأت الولايات المتحدة الصين كقوة ضغط في مفاوضات السلام مع فيتنام الشمالية.

ههنا يكمن السؤال، هل التوتر الذي بدى قليلا بين قطر وتركيا، والذي صاحبه توتر آخر بين تركيا وأمريكا، لهما السبابين مجتمعين في دفع قطر للتنازل، للمواءمة مع الدول المقاطعة لها، في نفس الوقت هل ضاقت دول المقاطعة الأربع ذرعاً بأفعال إيران وقرروا أن يجردوها من حليفها في المنطقة قطر وباحتوائها كما فعلت الولايات المتحدة في الصين، هنا علينا أن نذكر الجميع أن البون شاسع بين أن نقارن قطر حجماً ومساحة بأية من الصين أو الولايات المتحدة في مقارنتنا هذه، بيد أن مقتضيات التفاهم الجاري والمتوج بزيارة وزير الشئون الخارجية القطري للرياض يجعلنا نعود لدبلوماسية تنس الطاولة، لعلنا نتفهم ماذا يجري؟ إن كانت البطولة فرصة للتقارب أم هي تكأة لكلا الطرفين للتخلص من أطراف أخرى تكاد تخنقه وتفرض عليه ما لا يطيقه أو التخفف من خسائر اقتصادية بالذات تصب على رأس قطر فهي الطرف الأكثر خسارة اقتصادياً.

المختصر المفيد ما لا يكشفه الحكام تفضحه الصحف العالمية.