ازدهرت الحضارة المصرية القديمة العالم على مر العصور، واستمرت دائماً في إبهار الأثريين والعلماء والمهتمين بالتاريخ بمد التقدم الذي وصل له المصريون القدماء، والكم الهائل من الأسرار والألغاز المتعلقة بملوك ومعابد ومقابر الحضارة المصرية القديمة.


على الرغم من كثرة الاكتشافات الأثرية المتعلقة بالحضارة المصرية القديمة، ما زال علماء المصريات (Egyptologists) يكتشفون المزيد من الآثار والحقائق الجديدة، التي تساعد العلماء أحياناً على فك غموض بعض الأسرار، أو ربما تزيد من ذلك الغموض وتعطيه بعداً جديداً، وفيما يلي أهم الاكتشافات الحديثة لآثار الحضارة المصرية القديمة، وفقاً للتقرير الذي نشره موقع "List Verse" الإلكتروني.


1- الخبز المصري القديم
بعد الحصول على خميرة عمرها 4500 عام تم العثور في آنية فخارية قديمة، نجح "سيموس بلاكلي" في إعادة إنتاج الخبز الذي كان يتناوله المصريون القدماء منذ آلاف السنين.


"بلاكلي" هو مخترع جهاز ألعاب الإكس بوكس (XBox)، لكن ما لم يكن يعلمه أغلب الناس أنه أيضاً من الشغوفين بالحضارة المصرية القديمة، إضافة إلى كونه خبازا ماهرا، وهو ما دفعه إلى الاتصال بعالم الآثار "سيرينا لاف"، التي ساعدته على الوصول إلى مجموعة من العينات الخاصة بالخمائر المصرية القديمة التي كانت تستخدم في صناعة الخبز والخمر، والمحفوظة بمتحف تابع لجامعة "بوسطن" الأمريكية.


استعان "بلاكلي" و"سيرينا" بعالم الميكروبيولوجي "ريبتشارد بومان"، الذي حقن الخميرة بمجموعة من المواد الغذائية المستخرجة من جنين القمح القديم والشعير، ليجعل الخميرة قابلة للاستخدام مرة أخرى بعد كل هذه الآلاف من السنين.


بعد استلام العينة الخاصة بالخميرة، قام "بلاكلي" بزرعها في أوعية خاصة معقمة ومعرضة للأشعة فوق البنفسجية، ليتمكن في النهاية، بعد أسبوع تقريباً، من جمع كمية كافية من الخميرة الصالحة للخبز، التي استخدمها مع عجين مصنوع من نوع خاص وعتيق من القمح، مماثل لما كان يستخدمه المصريون القدماء، ليحصل في النهاية على رغيف من الخبز يفترض أنه مشابه تماماً لخبز المصريين القدماء، وقد وصف طعمه ورائحته بأنها أكثر حلاوة من الخبز المعاصر.


2- خبيئة كهنة العساسيف
في أكتوبر 2019، أعلنت وزارة الآثار المصرية عن اكتشاف أثري كبير، تم العثور عليه في منطقة جبانة العساسيف بالبر الغربي لمدينة الأقصر، على بعد 200 متر من معبد حتشبسوت، على يد بعثة آثار مصرية.


تتكون الخبيئة من 30 تابوتاً قديماً، تعود للأسرة الـ 22، كانت جميعها في حالة جيدة جداً ولم تتعرض للدمار أو السرقة ومحتفظة بألوانها ونقوشها الأصلية، وكانت تعود لـ 23 رجلاً، 5 نساء، 3 أطفال، وقد ساعدت الحالة الجيدة للتوابيت والنقوش التي تحملها في استنتاج أن بعض هذه التوابيت تعود لكهنة وكاهنات الآلهة آمون وخونسو.

3- مومياوات الطيور


عرف علماء المصريات منذ فترة أن المصريين القدماء كانوا يحبون الطيور، ويشترونها ويهدونها لبعضهم البعض، وهذا بالتحديد ينطبق على عامة الشعب، وعلى مدة عشرات السنين، اكتشف علماء الآثار كما هائلا من مومياوات الطيور، تخطى عددها المليون مومياء، كان جزءًا كبيرًا منها لطائر أبو منجل.

اتفق العلماء على أن الغرض من هذه المومياوات كان التقديم كهدية أو الزينة، إلا أن السؤال الذي ما زال يحيرهم هو الكيفية التي نجح بها المصريون القدماء في اصطياد كل هذا الكم من الطيور، خاصة أن الرسوم التوضيحية التي تم رسمها العلماء لأجسام تلك الطيور، اعتمادًا على الأجسام المحنطة بالمومياوات، تدل على أن تلك الطيور لم تكن طيوراً داجنة، أي أنها تم صيدها ولم تكن تربى في المزارع أو الحظائر مثل الدجاج أو البط.


4- قبر المراهقة وهرم ميدوم
يقع هرم ميدوم قرب مدينة بني سويف بصعيد مصر قرب قرية ميدوم التابعة لمركز الواسطى، وقد أثار هذا الهرم حيرة علماء المصريات والأثريين، بسبب الطريقة التي تكون بها، حيث اتضح بمعاينته أنه كان في الأصل نصباً تذكارياً مدرجاً، إلا أن جوانبه تم تعديلها لتصبح منبسطة وتختفي الدرجات الموجودة بها، ليتحول إلى هرم، قدر الأثريون عمره بـ 4600 سنة.

زادت حيرة العلماء بعد اكتشاف قبر غريب لفتاة مراهقة، ماتت لسبب مجهول ودفنت وهي في الـ 13 من عمرها، وامتاز قبرها بافتقاره للعديد من المعالم والخصائص التي يراها الأثريون غالباً في مقابر المصريين القدماء، مثل متعلقات الميت، حيث لم يجد العلماء إلا اثنين من جماجم الثيران، تم وضعهما بجوار جثمان المراهقة، الذي اتخذ وضع القرفصاء، بينما كان يحيط بجزء من القبر جدار صغير من القرميد (الطوب).

ما زال العلماء والأثريون عاجزون عن كشف سر تحويل النص المدرج على هرم، وسر القبر المجهول العارين المدفون به فتاة مجهولة، ويحيط به سور صغير، والذي تم حفره عن عمد بالقرب من الهرم.


5- مومياوات أشبال الأسود
عرف علماء المصريات منذ فترة أن الأسود كانت متواجدة بكثرة في مصر القديمة، وكان يربيها الأغنياء والنبلاء كحيوانات أليفة، إلا أنه طوال مئات السنين السابقة التي تم التنقيب فيها عن الآثار المصرية، لم يتم العثور إلا على مومياء أسد واحد، وهو ما أثار دهشة العلماء والأثريين، نظراً لأهمية التحنيط بالنسبة للمصريين القدماء.

إلا أن ندرة مومياوات الأسود لم تستمر طويلاً، ففي العام الحالي، اكتشفت بعثة أثرية عدداً كبيراً من مومياوات القطط وأفاعي الكوبرا والتماسيح، وهو كشف مثير للاهتمام، نظراً لأهمية الحيوانات بالنسبة للمصريين القدماء، وبعد فترة قصيرة، تم اكتشاف خمسة مومياوات لأشبال أسود، تم تحديد عمرهم عند الوفاة بثمانية أشهر، وهو ما جعل العلماء يستنتجون أن موت الأسود في سن صغيرة ربما يكون هو السبب في ندرة المومياوات الخاصة بها.