كتبت: جارينية نظريان
خلال السنوات الماضية شهدت المنطقة برمتها صراعات واسعة ، و حسب التقارير و الإحصائيات تعد الأعنف حتى الٱن ، حيث طالت خسائرها كافة الأصعدة حتى البنى التحتية و تعد الحرب السورية حرباً عالمية لكن بشكل مختلف و حول هذه الحرب قال الكاتب الصحفي و المحلل السياسي "زكريا شحود" لموقع "الأقباط متحدون" أن : "بعد انهيار الاتحاد السوفيتي في بداية و منتصف التسعينات من القرن العشرين تربعت الولايات المتحدة الأمريكية على قمة العالم كقطب وحيد و أرادت من خلال عنجهيتها فرض منطق القوة بدلاً من قوة المنطق بدليل تدخلها السافر و المباشر في عدد من دول العالم مثل ( أفغانستان - الصومال - العراق ) و هذا ما جعل العالم بحاجة لتشكيل قواه الجديدة كي يحقق توازن و هو ما فرض شكلاً جديداً للحروب سمي بحرب الوكلاء , و مهما تعددت أسباب الحروب فإن الطابع الإقتصادي و رائحة الثروات تظل موجودة فيها ... "
 
حرب ثروات لا حرب أسلحة 
أكد "شحود" أن :  اتفاقية سايكس بيكو أدت دورها بامتياز خلال القرن العشرين و لكنها لم تعد صالحة لتقاطع المصالح في القرن الواحد و العشرين لذلك بدأ الكباش الدولي يتوضح رويداً رويداً من خلال الاكتشافات الهامة و الكبيرة في مادة الغاز الذي يعتبر الطاقة البديل عن البترول ، و نظراً لأن أهم هذه الاكتشافات كانت في الشرق الأوسط أي في حوض البحر الأبيض المتوسط فإننا نجد أن أنظار القوى العالمية توجهت إلى هذه المنطقة و بدأت عملية تنفيذ نظرية الفوضى الخلاقة لتفتيت الدول و إعادة تقسيمها أو إلغائها من خلال إشعال الفوضى داخلها لتحضن الإرهاب الذي يشكل ممول الهدم لهذه الدول ... و كان ما يسمى بالربيع العربي هو بمثابة ساعة الصفر التي بدأت فيها الحرب العالمية الجديدة عبر الأدوات و الوكلاء .
 
و تحت عنوان انقسان العالم في الحرب الاقتصادية إلى قسمين قال "شحود"ل "الأقباط متحدون" إن : "سورية بموقعها الجغرافي و بحجم المكتشفات الغازية فيها كانت الجوهرة التي أراد الغرب اصطيادها بطريقتين : أولا عبر القوى الناعمة ، أي محاولة الغرب استقطاب سورية بما يسمى بتغيير سلوك النظام عبر الاغراء و الاستيعاب و عندما لم تنجح هذه الخطة جاء دور البند الثاني و الذي هو القوى الصلبة أي استباحة سورية عبر الإرهاب الدولي المنظم المدعوم من أقوى الدول و أغناها كما قال الرئيس بشار الأسد في أحد خطاباته و لأن الجانب الأكبر في هذه الحرب هو الاقتصاد نجد أن العالم انقسم إلى قسمين هما : ١- الغرب بقيادة الولايات المتحدة الامريكية و أدواتها من ( العرب الخليج - تركيا - إسرائيل ) .
 
٢- سورية و حلفاؤها و أصدقاؤها ( روسيا - الصين - ايران - و دول البريكس ) .
 
إذا أصبح الصراع بين مشروعين هما : مشروع الهيمنة و نهب الثروات عبر الشركات العملاقة العابرة للقارات و الجنسيات و بين مشروع مقاومة الإرهاب و التحرر للحفاظ على الثروات و هذا الطرف تقوده روسيا و الصين في المحافل الدولية مع التنويه لمصالح روسيا الاقتصادية بايصال الغاز الروسي إلى المياه الدافئة في البحر الأبيض المتوسط لقطع الطريق أمام الغاز القطري و الخليجي المدعوم من قبل الغرب و تركيا و الذي يسعى لتكون إسرائيل هي الوكيل الحصري و الرسمي له" .
 
الحرب السورية قد تستمر لعام ٢٠٣٠
أضاف "شحود" : إن استمرار الحرب العالمية فوق الجغرافيا السورية لمدة تسع سنوات مع إمكانية الاستمرار لعام ٢٠٣٠ كما تنص فصول المؤامرة في أقبية البنتاغون يدل على أن الصراع عالمي و اقتصادي و مصالح تجارية بامتياز و الكل يستفيد منه غربا و شرقا باستثناء الشعب السوري الذي يدفع الثمن غالياً ، مما يعني أن الحرب لن تقف إلا بقرار سياسي يتم الاتفاق عليه بين الشرق و الغرب بدليل أن الصدام الأمريكي الروسي لم و لن يحصل على الجغرافيا السورية , و هذا يعني أننا خرجنا من مرحلة الدوران في الأزمة إلى مرحلة إدارة الأزمة ، فالجيش السوري لا يستطيع حسم المعركة أو حتى استخدام الأسلحة الحديثة لمواجهة الاحتلال الأمريكي لمنابع النفط لأن الروسي لا يسمح بذلك .
 
لقد قالها أيزنهاور عام 1957 ( من يريد السيطرة على العالم عليه أن يسيطر على سورية فهي أفضل حاملة طائرات على وجه الأرض )" .