كتب - نعيم يوسف

قال العميد خالد عكاشة، مدير المركز المصري للفكر والدراسات، إن الاتفاقية الأمنية والبحرية بين رئيس الحكومة الليبية فايز السراج، والرئيس التركي رجب طيب أردوغان، يحوطها سرية شديدة من الجانبين، حول ما تم توقيعه، ومسألة السرية تدل على أنه هناك أمور مخفية، وليس من الطبيعي أن تكون هناك دولتين يوقعان اتفاقيات بهذا المستوى يتم الإعلان عنها، ويتم تداولها في وسائل الإعلام.

ستار حديدي حول اتفاقية سرية
وأضاف "عكاشة"، في لقاء مع قناة "إكسترا نيوز" الفضائية، أن الستار الحديدي من السرية للاتفاقية يدل على أن هناك إعادة إنتاج لمشهد كبير به قدر من التآمر والمخاطر، وإلا لم يكن هناك سرية غير مبررة حتى الآن، ووصل الأمر إلى أن دولة مثل اليونان طلبت من الأطراف المختلفة أن يمدوها بالاتفاقية ولكنهما رفضا ذلك، ورفض السفير الليبي تقديم أي معلومات أو نصوص واضحة حول الاتفاقية، وبالتالي قامت أثينا بطرده بعد انتهاء المهلة التي حددتها له.

وتابع مدير المركز المصري للفكر والدراسات، أن الأزمة في الأمر هو أن الطرف الليبي الموقع على الاتفاقية لا يمثل الشعب الليبي، وهناك علامات استفهام حول صبر المجتمع الدولي على اتفاقية الصخيرات التي شرعنت وجود هذه الحكومة على أمل إيجاد حل، ولكن هذا لم يحدث، مشيرا إلى أن وزير الخارجية المصري سامح شكري، أكد أن توقيع اتفاقية بشأن منفرد بعيدًا عن البرلمان الليبي، يعتبر انتهاك لاتفاقية الصخيرات، والتي تلزم الحكومة بإحاطة البرلمان المعترف به دوليا أيضا، بأي اتفاقيات خارجية.

موقف البرلمان والحكومة
وشدد على أن البرلمان الليبي وجد نفسه مصطر لسحب الشرعية من الحكومة، مشيرا إلى أن اتفاقية الصخيرات تم خرقها بالتوقيع على هذه الاتفاقية، خاصة وأن فايز السراج رئيس الحكومة لا يمثل كل الشعب الليبي، وإنما جزء من الشعب الليبي المشارك في العملية السياسية الليبية، مشددا على أن هناك دول أخرى قد تكون هي التي تحرك تركيا.

إعادة إنتاج داعش في مخيم الهول
كما تحدث مدير المركز المصري للفكر والدراسات، عن مخيم "الهول"، موضحا أن احتلال تركيا لشمال شرق سوريا يعيد صناعة داعش مرة أخرى، لافتا إلى أن مخيم "الهول" تم إنشاؤه من قبل الأمم المتحدة وقت حرب الخليج لاستقبال المدنيين وهو مخيم ضخم جدا، ولكن بعد سيطرة داعش على المنطقة، ثم هزيمته مرة أخرى، تم تجميع كل العناصر في سوريا، وإيداعهم داخل هذا المخيم، حتى يتم إعادتهم إلى دولهم مرة أخرى.

وأكد على أن هناك جنسيات سورية وعراقية، وجنسيات أخرى بين الدواعش، مشددا على أن هناك سجنين بهما أكثر من ألفي مقاتل من مقاتلين داعش، موضحا أن تركيا مستفيدة جدا من وجود الدواعش، لاستثماره مرة أخرى، وتبتز العالم حاليا بقولها إنها لا تستطيع الخروج من سوريا وإلا سوف ينتشر الدواعش، لافتا إلى أن الولايات المتحدة لديها رغبة في إعادة إنتاج داعش مرة أخرى من أجل زعزعة استقرار سوريا.