وصف الرئيس الأميركي دونالد ترمب بالتفصيل العملية العسكرية التي أدت الى مقتل أبو بكر البغدادي، وروى من البيت الأبيض أنه شاهدها بشكل مباشر عبر الفيديو، من تحليق ثماني مروحيات فوق الأراضي السورية، وصولا الى مقتل أكثر مطلوب في العالم بعد ساعتين.

 
وقال ترمب "كان الأمر يشبه التفرج على فيلم سينمائي". وفي جلسة أسئلة وأجوبة مطولة الاحد بعد إعلانه عن الغارة التي قتل فيها البغدادي، قال ترمب إن زعيم التنظيم المتشدد كان "تحت المراقبة منذ أسبوعين".
 
وفور تأكيد موقعه، بدأت القوات الأميركية الخاصة الغارة.
 
أضاف أن "مجموعة كبيرة ... وثماني مروحيات" شاركت في الغارة "وكان لدينا العديد من السفن والطائرات". وقال أولا كان على تلك القوة عبور منطقة خطرة من موقع لم يكشف عنه إلى شمال غرب سوريا، والتحليق لمدة تصل إلى الساعة و10 دقائق.
 
وأوضح "لقد حلقنا على ارتفاع منخفض جدا جدا وبسرعة كبيرة. ولكن ذلك كان جزءا كبيرا وخطيرا جدا من العملية. الدخول والخروج". وتابع "كان هناك احتمال أن نواجه قوة نيران لا يمكن تصديقها".
 
اضاف أنه عندما هبطت المروحيات على المجمع المستهدف "فُتح باب الجحيم".
 
لم يتبق إلا شخص واحد
تابع ترمب "طاقم كبير من المقاتلين الرائعين خرجوا ركضا من مروحياتهم وقاموا بتفجيرات لفتح ثغرات في جانب المبنى" لتجنب الأفخاخ التي كان يمكن أن توجد في الأبواب".
 
وعن تجربته في غرفة العمليات "لقد كانت مشاهدة ذلك امراً رائعا". وكان برفقته نائبه مايك بنس وكبار المسؤولين في الجيش والأمن القومي. واضاف "لقد شاهدنا كل شيء بوضوح". تابع "لقد واجه (الطاقم) نيران شديدة".
 
وأكد أن "عدداً كبيراً" من أتباع البغدادي قتلوا في الاشتباك المسلح، ولكن لم يُقتل أي جندي أميركي. وكان قادة المقاتلين يبلغون عن تقدمهم خطوة خطوة وقالوا إنه تم إخراج 11 طفلا أحياء. كما تم أسر آخرين. وقتلت زوجات البغدادي.
 
بعد ذلك جاءت المكالمة التي كانت ينتظرها الجميع. واستذكر ترمب ما جاء في المكالمة وقال إن القادة قالوا "سيدي، لا يوجد سوى شخص واحد في المبنى. نحن متأكدون أنه في النفق يحاول الهروب، ولكنه نفق مسدود".
 
وكان ذلك هو البغدادي.
 
لمعرفتها المسبقة بوجود أنفاق وبأن الهارب على الأرجح يرتدي سترة ناسفة، احضرت القوات الأميركية روبوت. ولكنها لم تستخدمه. وبحسب ترمب فقد أخذ البغدادي ثلاثة من أولاده معه في النفق. ولكن وجودهم لم يكن ليمنع المحتوم. وقال ترمب "لقد كان الأمر قاسيا".
 
فقد أرسلت القوات الأميركية الكلاب إلى النفق، وقام زعيم تنظيم الدولة الإسلامية بـ"تفجير نفسه". أضاف ترمب أن البغدادي "وصل إلى نهاية النفق، بينما كانت كلابنا تطارده. وقام بتفجير سترته، ما أدى إلى مقتله وأولاده الثلاثة".
 
وقال ترمب "لم يمت بطلًا، بل جبانا، فقد كان يبكي وينتحب ويصرخ، وجلب أولاده الثلاثة معه ليموتوا.
 
لقد كان موتاً محتماً. وكان يعلم أن النفق مسدود".
 
أخذ الجنود الأميركيون عينات من جثة البغدادي لفحص الحمض النووي الريبي (دي ان ايه) والتأكد من هويته. وقال ترمب إن القوات تواجدت في المجمع لنحو الساعتين. وأكد "لم نخسر أحداً، ما رأيكم بذلك؟". ولكن في الحقيقة كانت هناك إصابة في الجانب الأميركي، إذ قال ترمب "لقد أصيب كلبنا".