إبراهيم عيسى: المؤسسات الدينية صورت الفن والإبداع على أنه في صراع مع الدين

 
كتب - نعيم يوسف
تناول الإعلامي إبراهيم عيسى، في برنامجه "مختلف عليه"، المذاع على قناة الحرة الفضائية، قضية الصدام بين المؤسسات الدينية المتزمتة، والإبداع والفن، بشكل عام حتى في الدول الأوروبية، مشيرا إلى قصة الصدام الذي وقع عندما حاول منتج تركي بعد سقوط الخلافة العثمانية، إنتاج فيلم عن الرسول، وكان سيقوم ببطولته الفنان يوسف وهبي، وتم اتهام يوسف وهبي بالإساءة للإسلام، بل طالب البعض بالقبض عليه ومنعه من السفر، وقد هدده الملك فؤاد بالنفي من البلاد إذا قام ببطولة الفيلم.
 
وقال "عيسى"، في البرنامج، إن المؤسسات الدينية والمتسلفون، حاولت تصوير الفن والإبداع، على أنه في صراع مع الدين، ويرونه كفر ومجنون وخلاعة، مشددًا على أن هذا الأمر ليس في الشرق فقط، ولكن له جذور في الغرب، ولكن الغرب استطاع تجاوز ذلك كثيرا، وتتراجع المؤسسات الدينية في العالم الغربي عن رقابتها، إلا أن المؤسسات الدينية في الشرق يزيد.
 
المراقبين الدينيين
من جانبه، قال إبراهيم العريس، ناقد سينمائي إن المراقبين الدينيين يريدون دائما السيطرة على عقول الناس، ولذلك هم أخطر أنواع الرقابة، وهم أخطر من الرقابة السياسية والاجتماعية، مشددًا على أن هذا يحدث في مجتمعاتنا العربية، ولا يحدث في المجتمعات العربية التي فصلت الدين عن الدولة، ولا يوجد هذه الرقابة إلا في أحداث استثنائية.
 
وأضاف "العريس"، في لقاء مع البرنامج، أن المجتمع الغربي، لا يوجد به تأثير على الفن ولكن عندما يكون هناك رد فعل يكون أعنف من الموجود لدينا، ولكنها في النهاية هي حدث استثنائي، ولكن القاعدة لدينا هي في الرقابة على الجميع، وأصبح صناع الفن رقباء على أنفسهم، مشددا على أن الدين موجود في حياتنا كل يوم، ووصل الصراع الأساسي إلى أن الإسلام نفسه تسيس.
 
خوف صناع الفن
وأشار الناقد السينمائي، إلى أن غالبية صناع السينما والفن كانوا خائفين، موضحا أن الكثير من الكتاب حاولوا أن "يعقلنوا الدين"، وحاول الكتاب الكبار التحايل، ولكن المشكلة أن المجتمع العريض تم تركه لرجال الدين الذين تسيسوا وقرروا الاستيلاء على السلطات في البلدان العربية، وحسنا أنهم لم يستطيعوا السيطرة على السلطة.
 
نظرة الجمهور للفن
أما الكاتب والناقد محمد هشام عبية، فقد قال إن غالبية الأفلام الدينية لم تتم بشكل نقدي، وأغلبها كان موجها لتقديم سير بعض الشخصيات، وبالتالي كانت تسلك طريق التفخيم والتعظيم، مشددًا على أن كل الأفلام تتبع سيرة شخص ما، وبالتالي يكون هناك ارتباط وجداني بين المشاهدين والشخصيات، وبالتالي هنام صعوبة في التأليف.
 
وتابع "هشام"، أن هناك مشكلة عامة تتعلق بنظرة النجوم للفن والفنانيين، على أنهم يعملون في عمل حرام، وهناك صورة ذهنية لدى الجمهور عن ذلك، ولهذا بعض الفنانين يعلنون أنهم قد يبنون مساجد أو غيره نوعا من التطهر.