لم تكُن تدري بنت السبعة عشر عامًا أن الكلمات المعسولة التي أطربت آذانها ستكون وبالًا عليها، وسببًا في إقدامها على الانتحار.. مأساة كبيرة عاشتها الفتاة بسبب مجموعة من الصور والفيديوهات المخلة، التي دفعتها في النهاية للقفز من شرفة المنزل خوفًا من الفضيحة.

كغيرها من الفتيات حلمت "ر. ا. ء" التي نشأت في بيت بسيط بفتى أحلامها، ذاك الفارس الذي يحملها على حصانه ويهرب بها بعيدًا عن الجميع، حتى وقعت عيناها على "معتز" شاب يكبرها بأشهر قليلة، والذي بدوره راح يسمعها كلمات الحب والعشق والدلال، ممنيًا إياها بالزواج، لتقع الفتاة في شباكه.

راح الذئب ابن السبعة عشر عاما يتغزل في معشوقته بعدما انطلت عليها الخُدعة، وأخذت المحادثات الهاتفية بينهما طريقها إلى محادثات أكثر حميمية، وبدأ الشاب يصور محادثاتها معه بالفيديو، فيما يصوره أصدقائه خلال تواجده مع الفتاة بناءً على طلبه.

رويدًا رويدًا بدأ الحبيب يكشف عن وجهه القبيح، مهددًا الفتاة بنشر المحادثات المصورة التي سجلها لها، وساعدته في ذلك اثنتين من صديقاتها، لم تتمالك الشابة نفسها وانهارت وتوجهت إلى النافذة، وقفزت من الطابق الثاني، لتسقط بين الحياة والموت.

والد الفتاة حملها وهُرع بها إلى المستشفى، في محاولة لإنقاذ ابنته من الموت، وأكد في بلاغه الذي حرره بمركز مشتول السوق، أن شابا وفتاتين، هددا ابنته بفضحها بمقاطع فيديو وصور.

الأب "إ. م. إ" 42 سنة، عامل، مُقيم بدائرة مركز شرطة مشتول السوق، توجه ببلاغ إلى العميد عمرو رؤوف، مدير المباحث الجنائية، حول إقدام ابنته "ر" 17 سنة، طالبة، على إلقاء نفسها من أعلى سطح المنزل، ما تسبب في إصابتها بكسر مضاعف في الحوض وآخر في الفخذ.

وتبين أن الطالبة ارتبطت بعلاقة عاطفية بشاب يُدعى "معتز.م.ع" 17 سنة، طالب، مُقيم مشتول السوق، بعدما أوهمها بأنه سيتقدم لخطبتها، إلا أنها فؤجئت بقيام صديقيه "محمود.ن" 17 سنة، طالب، و"محمد.م.ج" 17 سنة، طالب، بتصويرها على غفلة منها أثناء تواجدها مع "معتز"، وأرسلوا تهديدًا لها مع كلًا من "هـ.ن" 18 سنة، طالبة، و"ض. ن" طالبة، بنشر تلك الصور عبر موقع التواصل الاجتماعي "فيس بوك"، ما تسبب في إصابتها بأزمة نفسية سيئة دفعتها للانتحار.

وتمكن رجال الشرطة برئاسة الرائد أحمد بنديري، رئيس مباحث مشتول السوق، من ضبط الطلاب الخمسة، وحرر عن ذلك المحضر رقم 3008 إداري مشتول السوق لسنة 2019، وبالعرض على النيابة العامة قررت حبس الطلاب الثلاثة على ذمة التحقيقات، قبل أن تأمر بحجز الطالبتين المتهمتين لحين ورود تحريات المباحث.