معاناة يعيشها طفل لم يتجاوز عمره 4 سنوات، بعد انفصال والديه واكتفاء كل منهما بحياته بعيداً عنه، الأم تزوجت بآخر وبدأت حياة جديدة، والأب انشغل بعمله غير عابئ بالابن، فيما استقبلته زينب قناوى، جارتهما فى منطقة مساكن عين شمس، مقررة أن تعتنى به وترعاه بمنزلها وسط أولادها.

الطفل محمد أسامة، هو أحد ضحايا الطلاق، دفع ثمنه من طفولته التى حُرم منها، كان يعيش حياة مشردة، ينام على الرصيف، يأكل من بقايا الطعام الملقاة على الجنبات، ويلعب فى مخلفات القمامة، حتى التقطته «زينب»، نظفته واهتمت به وبتغذيته، على أمل أن يرق قلبا والديه، لكن دون جدوى: «بقاله عندى ييجى شهر، كنت باشوفه أنا وأولادى مرمى فى الشارع ومتبهدل، ولما تابعته وسألت عنه لقيت إنه له أب بيشتغل عامل نظافة فى مركز شباب عين شمس، وشايفه وهو قاعد فى الشارع وسايبه علشان أمه اتجوزت ومش راضية تاخده».
"زينب": والدته تزوجت.. ووالده يرفض الإنفاق عليه

تُحسن «زينب» معاملة الطفل وترعاه جيداً، واشترت له ملابس جديدة، واصطحبته إلى أحد المستشفيات لإجراء بعض الفحوصات الطبية للاطمئنان عليه، واهتمت بتغذيته حسب توصية الأطباء حتى تحسنت حالته وتعلق بها كثيراً وأصبح يعتبرها كوالدته بسبب حنانها عليه واحتوائها له: «بيقول لى مش عارف لو كنت اتربيت مع ماما كانت هتحبنى زيك ولا لأ»، حرصت «زينب» على تعليمه داخل الحضانة التى تملكها، ورغم ذلك تخشى من المسئولية التى ربما تقع عليها، لأن الطفل ليس ابنها: «جوزى بيقول لى لو جرى له حاجة، إحنا اللى هنتسئل، وفى نفس الوقت قلبى هيوجعنى لو وديته لدار رعاية، مش عارفة أعمل إيه، نفسى الولد يرجع لأمه أو يعيش مع أبوه، همّا الاتنين بيعاندوا فى بعض، وهو اللى بيدفع التمن».