يكتب – ايهاب رشدى 
قال نيافة الانبا هيرمينا الأسقف العام لكنائس وسط وشرق الإسكندرية " أننا لا نصلى للقديسين وإنما نطلب منهم أن يصلوا عنا ، وأشار إلى وجود  عبارة شهيرة يرددها البعض فى الكنيسة وهى "  شيللاه يا عدرا " أو " شيللاه يا ( قديس فلان ) ، حيث أوضح أن هذه العبارة هى اختصار لعبارة " أن شاء إله العذراء أو إله القديس فلان يحدث كذا وكذا " ، مؤكدا على ان الصلاة تكون لله و ليست للقديسين .  
 
وتابع الأنبا هيرمينا خلال عظته أمس فى عشية عيد استشهاد القديس ابو سيفين بكنيسته فى منطقة امبروزو بالاسكندرية ، أن هناك فرق بين الصلاة والتى تكون لله ، والطلبة التى تعنى أن نصلى لأجل بعض . 
 
وحول قضية علاقة الأقباط بالقديسين أكد الانبا هيرمينا أن علاقتنا مع القديسين ليست علاقة مصلحة فنذكرهم وقت المشكلة والأزمة ، وإنما هى علاقة قدوة وصداقة وشفاعة ؛ حيث أمرنا الكتاب المقدس قائلا " انظروا إلى نهاية سيرتهم فتمثلوا بايمانهم " ، فعندما نحب أبو سيفين فنحن نتعلم منه وليس من أجل المعجزات ، وعلينا أن نطلب من الله لنكون مثله فى الايمان . 
 
وعن علاقة الصداقة مع القديسين ، فذكر الأنبا هيرمينا عدة أمثلة لها ، مثل صداقة القديس يوحنا ذهبى الفم والقديس بولس الرسول ، والصداقة بين البابا كيرلس السادس ومارمينا العجايبى ، والصداقة بين أبو سيفين وأمنا ايرينى رئيس دير ابو سيفين ، 
 
وعن علاقة الشفاعة أوضح الانبا هيرمينا ان الشفاعة تعنى وساطة ، وأن هناك شفاعة كفارية وهى الخاصة بالسيد المسيح فهو الوسيط الأول والوحيد ، وهناك علاقة مباشرة بيننا وبين الله 
 
وأما الشفاعة التوسلية فتكون من إنسان لإنسان أخر سواء كان يعيش على الأرض أو انتقل للسماء  وهى تعنى أن أطلب من القديس ان يصلى من أجلى ، وقد قال يعقوب الرسول " صلوا بعضكم لأجل بعض " ، وتساءل قائلا : فما الخطأ فى أن أطلب من قديس سبقنى الى السماء أن يصلى عنى ؟ مشيرا إلى أننا نقول فى صلاة التسبحة  عن القديسين " أطلبوا من الرب عنا ليغفر لنا خطايانا " 
 
وأكد الانبا هيرمينا أن شفاعة القديسين موجودة فى الكتاب المقدس سواء بالنسبة للقديسين الأحياء أو الذين انتقلوا إلى السماء ، فمثلا نجد أن شعب اسرائيل طلب من موسى النبى ان يصلى الى الله من اجلهم ، وكذلك فرعون طلب من موسى  ان يصلى عنه امام الرب ، وابونا ابراهيم تشفع من أجل سدوم وعمورة دون ان يطلبوا منه ذلك ، كما صلى موسى النبى لأجل مريم اخته عندما اصابها البرص قائلا " اللهم اشفها " ، وشعب اسرائيل طلب من صموئيل النبى ان يصلى من أجلهم " صلى عن عبيدك الى الرب الهك حتى لا نموت " ، وحزقيا الملك عندما هدده ملك أشور أرسل لأشعياء النبى طالبا منه " ارفع صلاة من أجل البقية الموجودة "  
 
وعن شفاعة الذين انتقلوا من العالم إلى السماء ، ذكر الانبا هيرمينا ان دانيال النبى صلى إلى الله قائلا " لا تصرف رحمتك عنا لأجل ابراهيم حبيبك واسحق عبدك واسرائيل  قديسك " وكان الثلاثة الذين ذكرهم  قد انتقلوا كلهم من العالم وقت تلك الصلاة .