قطعة خشبية أثرية، لا يزيد طولها على سنتيمترات معدودة، استلمتها مدينة بيت لحم من الفاتيكان، لتعرض في كنيسة القديسة كاترينا "كنيسة اللاتين" في القدس؛ لتكون تدشينا لاحتفالات عيد الميلاد هذا العام، حيث يقال إنها من المزود الذي وُضع فيه السيد المسيح رضيعًا بعد ميلاده.

وتحظى هذه القطعة بقدسية بين المسيحيين، خصوصًا قوافل الزائرين التي تمر من المدخل الحجري الضيق في كنيسة المهد، على مدار العام لزيارة الكهف الذي شهد ميلاد المسيح، والذي يمثل الجزء الأهم من هذه الكنيسة، بحسب "روسيا اليوم".

وتزدحم بيت لحم الواقعة في الضفة الغربية المحتلة، بالزائرين في الفترة التي تسبق عيد الميلاد الذي يوافق 25 ديسمبر.

تاريخ القطعة الخشبية
القطعة التي تعود لقبل أكثر من ألفي عام، كانت محفوظة في كنيسة سانتا ماريا ماجوري في روما، كما سلمت قبل أيام إلى راعي كنيسة بيت لحم، الذي قال إنها منحت "شرفا كبيرا للمؤمنين والحجاج بالمنطقة".

ويقول فرانشيسكو باتون، حارس الأرض المقدسة بالكنيسة الكاثوليكية، بحسب "رويترز"، إن تاريخ هذا الأثر يعود إلى أكثر من ألفي عام، وإنه أُرسل إلى الفاتيكان في القرن السابع الميلادي، وعُرضت القطعة على الجمهور في مركز نوتردام بالقدس، الجمعة، قبل نقلها السبت إلى بيت لحم.

وفي تقرير صادر عن بي بي سي، قال تيرا سانكتي راعي المواقع الدينية الكاثوليكية في الأرض المقدسة، إن بطريرك القدس القديس سوفرونوس، تبرع بهذه القطعة للبابا ثيودور الأول في القرن السابع.

وقيل إن هذه الآثار ظلت معروضة منذ ذلك الحين في كنيسة سانتا ماريا ماجوري في روما، حيث كان يذهب عدد كبير جدا من الحجاج من جميع أنحاء العالم يوميا لتقديسها.

وقالت لويزا فليكنشتاين، دليل للحجاج الذين يزورون الأراضي المقدسة: "قلبي ينبض.. أبكي حقا من الفرح لهذا الحدث وأشكر أيضا البابا على هذه البادرة اللطيفة".

كنيسة القديسة كاترينا
تقع كنيسة القديسة كاترينا بالقرب من كنيسة المهد إلى الشمال، ويوجد باب في الحائط الغربي لكنيسة المهد يفتح نحو ممر يؤدي إلى باحة القديس أوغستين المقنطرة التي تعود للقرن الثاني عشر. أقيمت كنيسة القديسة كاترينا عام 1882 على انقاض دير أوغستين الذي يعود للقرن الثاني عشر من قبل الآباء الفرنسيسكان

ولقد عمّر الفرنجة في هذا المكان ديرا وكنيسة لهم باسم القديس أوغستين والتي حل بها الخراب والدمار عبر مرور مئات السنين، وزار إمبراطور النمسا فرنس يوزف عام 1880م الأماكن المقدسة في فلسطين، وأثناء زيارته لمدينة المهد تبرع بسخاء وكرم عظيمين حتى ظهرت الكنيسة بشكلها الحالي، ورمم الآباء الفرنسيسكان وكبروا هذه الكنيسة عام 2000م، لاستقبال الألفية الثانية لميلاد السيد المسيح.. كما أعيد ترميمها عام 2013م، بحسب الموقع الرسمي لـ"بلدية بيت لحم".

وتحوي الكنيسة الجديدة، والتي ما زالت موجودة 3 أروقة ومذبحين بحيث خصص المذبح الواقع إلى اليمين للقديس أنتونيو والواقع إلى اليسار للقديس فرنسيس. ويوجد أيضاً مشكاة في الجهة الجنوبية للكنيسة ويوجد في المشكاة مذبح وتمثال للسيدة العذراء مريم وولدها يسوع  بحيث تستخدم هذه المشكاة في احتفالات عيد الميلاد.

وإلى اليمين عند دخول الكنيسة بجانب مشكاة المهد، يوجد درج يعود للعصور الوسطى وينحدر إلى سلسلة من الكهوف التي تمتد تحت كنيسة المهد وتتصل مع بعضها عند نهايتها الشرقية من خلال باب مغلق مع مغارة المهد. وهنا توجد مجموعة قبور قديمة وإضافات حديثة إحياءً لذكرى أناس مختلفين وتقاليد مختلفة تشمل "مغارة الأبرياء، قبر الأطفال الذين ذبحهم هيرودوس العظيم، ومغارة القديس يوسف مكرسة لخطيب العذراء مريم؛ وقبور القديسة بولا وابنتها استوخيوم التي أدت الحج مع القديس جيروم عام 485، واستقرت في بيت لحم بعد ذلك، وقبر القديس جيروم، كنيسة الأب من إيطاليا الذي ترجم الكتاب المقدس إلى اللاتينية (the Vulgate)، وغرفة القديس جيروم حيث كتب وعمل القديس جيروم على ترجمة الكتاب المقدس، وقبر إيسيبيوس، خليفة جيروم كرئيس للدير.

وتعد نيسة القديسة كاترينا هي الكنيسة الرعوية لطائفة اللاتين في بيت لحم، وفيها يقام قداس منتصف الليل لعيد الميلاد المجيد للتابعين للحساب الغربي، ومنها يقوم بطريرك اللاتين بإقامة الصلاة في مغارة المهد أيضا، وذلك يوم 24 كانون أول من كل عام. ثم يقيم احتفالا دينيا يوم 25 كانون أول، ويستقبل المهنئين وأبناء الطائفة، وفي هذه الكنيسة تتم جميع الطقوس الدينية من عماد، وزواج ودفن للموتى. ويوجد لدى هذه الكنيسة سجل لجميع علائلات وافراد مدينة بيت لحم اللاتين منذ عام 1614م  وحتى الآن، ويستطيع المرء تتبع شجرة عائلته إلى تلك الحقبة من الزمن.

وفي شمال كنيسة يوجد الدير الفرنسيسكاني الذي شهد تغيرات كثيرة على مدار الألف وخمسمئة سنة الماضية. واستبدل الجزء الغربي من الدير بكزا نوفا أي البيت الجديد، وهو نزل لإقامة الحجاج الفرنسيسكان. وأما الجهة الشرقية للدير دمرت عندما وُسعت كنيسة القديسة كاترينا بين عامي 1874-1882، ومقابل هذا النزل إلى الجهة الشمالية هناك بناء ضخم يسمى بكلية تراسنطا للبنين، والتي تعد من كبريات المدارس في المنطقة، حيث يتلقى المئات من أبناء البلدة والمحافظة على اختلاف مللهم التعليم والثقافة فيها.