"الجندي": الدروس الخصوصية وقرب مدارس البنين من البنات وهيبة المدرس وراء الظاهرة
أقباط متحدون-محرر الفيوم
انتشرت حالات العنف بين الطلاب بعضهم البعض، عقب انتهاء اليوم الدراسي، في العديد من المدارس على مستوى محافظة الفيوم، كما شهدت بعض المدارس حالات عنف من قبل معلمين تجاه تلاميذ، وبين أولياء أمور ومعلمين بسبب التلاميذ، والتي انتهى الكثير منها بالصلح، وهو ما يهدد بمزيد من العنف في حالة عدم مواجهة تلك الظاهرة.
 
كانت أقرب وقائع العنف في المدارس، هي الواقعة التي شهدتها إحدى مدارس قرية تابعة لمركز يوسف الصديق، والتي اتهم فيها مدير المدرسة ومعلم بها، بهتك عرض 7 تلاميذ، بينهم 4 حالات تقدم أولياء أمورهم ببلاغات للشرطة.
 
وأصدر اللواء عصام سعد، محافظ الفيوم السابق، قرارا بوقف مدير المدرسة والمعلم المتهم عن العمل، وإحالتهما للتحقيق مع استبعادهما من المدرسة، ونقلهما إلى ديوان عام إدارة يوسف الصديق التعليمية.
 
وألقت أجهزة الأمن القبض على المتهمين وتحفظت عليهما بعيدا عن أعين أولياء الأمور تحت تصرف أجهزة التحقيق، وباشرت التحقيق معهما، ثم قضت محكمة جنايات الفيوم، منذ أيام ببراءتهم من التهمة المنسوبة لهم.
 
ومع تعدد حالات ووقائع العنف وتنوعها في المدارس، يرى (عيد.ك) "معلم" بإحدى مدارس مركز إطسا، أن هناك عنف موجه من المدرسين إلى الطلاب، وخاصة في المرحلتين الابتدائية والإعدادية، وأن يذلك يرجع لعدة أسباب، منها تدني المستوى المادي للمعلم والذي يجعله في حالة تحفز دائم، ويخرج هذا التوتر على الطالب.
 
ويضيف": "زيادة الكثافة في الفصل الذي يصل إلى ٧٠ طالب وأكثر، يجعل التعامل معهم صعب للغاية، فضلا عن اعتقاد بعض المعلمين أن الطريق الوحيد للتعليم، هو استخدام العنف، ويضربون بذلك أمثلة وحكايات، كذلك تراجع قيمة المعلم الاجتماعية وضعف في شخصية بعضهم، يدفع البعض لتعويض ذلك بالعنف، فضلا عن وجود حالة من العنف العام المتزايد في المجتمع".
 
ويروي "عيد.ك" بعض المواقف التي تكشف بعض حالات العنف الذي يمارس في المدارس، ويقول: "حدث موقف من قريب، عندما اتصل بي أحد أولياء الأمور، وأخبرني بأن أحد المدرسين ضرب ابنه حتى تورم يده من كثرة الضرب، وكان الاتجاه في أول الأمر هو تحرير محضر بالواقعة، ولكن وساطة بعض المدرسين أصدقاء مشتركون بين المعلم وولي الأمر انتهى الأمر بالصلح".
 
وتابع (عيد.ك): هناك نماذج أخرى من العنف من قبل الطلاب، فأغلبهم يبدأ في هذه الممارسات العنيفة، في مراحل الشهادة الإعدادية والثانوية العامة والدبلوم الفني، بسبب أن هذه الفترة يدخل فيها الطلاب مرحلة المراهقة، ورغبتهم في إظهار الرجولة والمغامرة، وتقليدهم لبعض مشاهد العنف بالمسلسلات والمسرحيات، مع وجود رغبة لديهم بالانتقام من العنف السابق ضدهم في المرحلتين الابتدائية والإعدادية، ودعم أولياء الأمور لأبنائهم الطلاب بأن يفعلوا في المدرسة ما يحلو لهم، في ظل عدم وجود حماية حقيقية للمعلم وفي النهاية يلقى اللوم عليهم، فضلا عن حالة العنف العام المنتشر في المجتمع وتراجع حالة التسامح والمودة.
 
ويشير المعلم، إلى أن العنف والتهديد يزداد أثناء الامتحانات، مما يضطر المعلمين للسماح للطلاب بالغش الجماعي في اللجان، وحدث ذلك في لجان ثانوي والدبلوم الفني،  قائلا: "رأيت طلاب في الصف الثالث الإعدادي يحملون سلاح أبيض يهددون به اصحابهم والمعلمين والمعلمات دون رادع".
 
أما (أيمن.ا) "مدرس" بإحدى مدارس مركز أبشواي، يرى أن حوادث العنف تحدث أكثر في مراكز أي محافظة، وذلك لأنه في القرية الواحدة يعلم أهلها بعضهم البعض، كما أن الطالب يرفض أن يتم إخراجه من الفصل أمام زملائه، وخاصة أمام الطالبات. 
 
ويقول (أيمن.ا)، شاهدت طالب يعتدي على الآخر بخرطوش خارج المدرسة في أبشواي، وطالب آخر يعتدي على آخر، فيضربه بمسمار  في بطنه، ويتسبب في استئصال كليته، وذلك  في واقعة أخرى بمركز يوسف الصديق، وآخر يعتدي على معلمة، في إحدى مدارس إدارة شرق الفيوم، ووالد تلميذ يعتدي على تلميذ ضرب ابنه ضرب مبرح، في إحدى مدارس نفس الإدارة، وتكون النهاية في مثل هذه الوقائع واحدة، بأن يطلب الجميع العفو والسماح، والضغط على ولي الأمر للتنازل، أما الجانب الإداري، فأقصى شىء يحدث هو نقل المدير أو المشرف.
 
ومن جانبه، يؤكد عبدالفتاح الجندي، مدير إدارة إطسا التعليمية سابقا، ورئيس لجنة التعليم بحزب الوفد بالفيوم، أن هناك عنف يحدث بين الطلاب وبعضهم البعض عقب انتهاء اليوم الدراسي، خاصة في التعليم الفني، ومن قبل الطلاب في مدارس البنين، القريبة من مدارس البنات، لأن الطلاب يكونوا في سن المراهقة، وهي مرحلة عمرية حرجة، يسعى فيها الطالب لإظهار رجولته، وهذا الأمر يتطلب تعامل خاص من أولياء الأمور مع أبنائهم خلال فترة المراهقة ومعرفة احتياجاتهم النفسية، حتى تمر هذه المرحلة بسلام.
 
ويضيف: "إن مواجهة هذه الظاهرة يتطلب تواجد شرطي عقب انتهاء اليوم الدراسي للحد من هذه المشاجرات، وأحيانا مضايقة الطلاب الطالبات، وأنه يجب أن يكون هناك مواعيد خروج مختلفة لمدارس البنين عن البنات في المرحلة الثانوية، لمنع التحرش بالطالبات".
 
وتابع: "الدروس الخصوصية تسببت في ضياع هيبة المعلم، والذي فقد هيبته لدى الطلاب، لأن الطالب أصبح يجلس معه في منزله، ويتحدثون في أمور بعيدة عن المنهج الدراسي، على عكس الوضع في المدرسة، وهذا أدى إلى حدوث عنف من قبل الطالب تجاه المدرس، لأن العلاقة تجاوزت الوضع الطبيعي، وهو المعاملة بين طالب ومدرس في منهج دراسي بالمدرسة.
 
ويضيف: يتطلب مواجهة هذا العنف أن يكون هناك تعامل خاص من أولياء الأمور في تربية أبنائهم، وأن يكون هناك دور للأخصائيين الاجتماعيين والنفسيين في معالجة أي مظاهر عنف لدى الطلاب بالمدرسة.