د. مينا ملاك عازر
 
بينما يتوقع الكثيرون أن إيران تخنق بفعل الضغوط الخارجية التي أدت لتردي اقتصادي مذهل، بعد أن كنا نتوقع ازدهار وشراكة مع كبريات الشركات العالمية في شتى المجالات بعد انفراجة اتفاقية خمسة زائد واحد، أقول بينما يتوقع الجميع اختناق إيران بفعل الضغوط الخارجية التي نتج عنها ضغوط داخلية هائلة بما يشبه الثورة الرابعة على النظام الإيراني فيما أقل من عشرين عام والتي نجمت عن مضاعفة سعر الوقود لثلاث مرات ذلك القرار الذي تم تأجيله من عام2016 فيما حسب وقتها إلغاء القرار، إيران وهي تختنق تشدد قبضتها على رقبة إسرائيل فبينما يقف جيش إسرائيل ليردع الهجمات القادمة من الجنوب حيث غزة ويباهي بقتله قادتها وزعماءها وجهت له إيران أقول إيران وبشكل دقيق ضربة بصواريخ إيرانية من قلب سوريا، ضربة كل هدفها تشتيت انتباه الجيش الإسرائيلي بين الجنوب والشمال تطبيق باهت لخطة حرب أكتوبر الفكرة هنا أن الرد الإسرائيلي على صواريخ إيران القادمة من سوريا كان عنيفا بضرب عشرات المواقع العسكرية بداخل سوريا المنتمية للجيش السوري وفيلق القدس الإيراني التابع بالطبع للحرس الثوري الإيراني وهنا تكمن الأزمة 
 
أولا الضربة الإسرائيلية كانت موجهة وبوضوح لنقاط صواريخ أرض جو ومستودعات سلاح وقواعد ومطار دمشق ما يعني فشل جديد لمنظومة الدفاع الصاروخي الروسية أو ثمة تنسيق بين إسرائيل والروس ورضا عن توجيه ضربة لإيران في خارج دارها
 
ثانيا الأزمة توضح عدم قدرة حزب الله على فعل شيء نتيجة الحراك الشعبي اللبناني الرافض له ولكل قادة لبنان، وكأنه إعلان فشل لمنظومة طالما حلمت بها إيران وتباهت بنجاحها وقتها بعدد أن تجردت بسبب فشل اقتصادي من أهم مقومات نجاحها وهو الدعم الشعبي
 
 ثالثا ما يجري لا يزد عن كونه محاولة من إيران البائسة أن تخفف الضغط على غزة اليائسة وكلا المحاولتين محاولة لإدراك نجاح خارجي في وسط فشل داخلي ذريع وجذب الانتباه لمجهوداتها بالخارج تلك المجهودات التي ترفضها الجموع الثائرة بإيران والتي تهاجم قادة النظام لعدم فهمهم أو قل تفهمهم لصرف النظام الإيراني الملايين على تواجد بلبنان واليمن وقطر وسوريا والعراق وبالمناسبة كل هذا أصبح مهدد بسبب الثورات الشعبية التي تحاول التنفس
 
بات الآن السؤال واضح من يخنق الآخر إيران أم إسرائيل إيران أم أمريكا ما تفعله إيران ربما يزيد السخط الشعبي عليها وقد يؤدي وببساطة لهياج أكثر يطيح بالنظام الذي يتنفس تحت الماء بسبب غرقه في الملف الاقتصادي الذي جعله وهو الذي ثالث ثلاثة في دول كبرى تصدر الغاز لا يستطع بسبب العقوبات أن يصدر للخارج ويخفض إنتاجه من النفط من أربع ملايين برميل لثلاثمئة وخمسين ألف برميل إي أقل من العشر تقريبا ما أسفر عنه انخفاض موجع في قيمة العملة الإيرانية لسبعين بالمئة أمام الدولار.
 
المختصر المفيد يبدو أن قبضة أمريكا قد تخنق نظام الخومين  الذي زادت فاشيته إلا إذا سقط ترامب بقرار عزل فهل تستطع إيران البقاء حية لتلك اللحظة إن أتت.