د. مينا ملاك عازر
درست القانون وعملت في الإعلام، والآن أصبحت رئيسة بوليفيا ولو بصورة مؤقتة إنها جانين آنييز، الاسم الأحدث في عالم السياسة بين زعماء أمريكا الجنوبية قبل اندلاع الاضطرابات التي أدت في النهاية إلى تنحي الرئيس إيفو  موراليس لم يكن اسم آنييز مطروحاً لتولي هذا المنصب، لكن الأمر يرجع وببساطة إلى أنها كانت تشغل منصب النائب الثاني لرئيس البرلمان مما يعني أنها الشخص الخامس في ترتيب خلافة الرئيس وفقاً للدستور البوليفي. 
 
والاثنين الماضي، أعلن موراليس الذي كان يحكم البلاد منذ 2005 الاستقالة من الرئاسة، وغادر إلى المكسيك التي منحته اللجوء السياسي، وجاءت استقالته على إثر ثلاثة أسابيع من الاحتجاجات ضد إعادة انتخابه لولاية رابعة، فيما قالت منظمة الدول الأمريكية إن الانتخابات التي جرت الشهر الماضي شابها مخالفات وهو ما سبقنا وأن أشرنا إليه في مقالنا المعنون باستقالة الرئيس.
 
وكانت آنييز 52 عاماً، قد برزت كثيراً خلال تصدرها الاحتجاجات ضد موراليس في الأسابيع الثلاثة الماضية، وكرستها كزعيمة فعلية للمعارضة.
وعن آنييز كإنسانة يجدر بنا أن نذكر أنها ولدت في مقاطعة بني الشمالية المحاذية للبرازيل في 13 أغسطس 1967، ونالت شهادة البكالوريوس في القانون عام 1991، كما يقول الموقع الرسمي للبرلمان البوليفي.
 
وبدلاً من أن تعمل في مجال المحاماة التحقت جانين آنييز بالتلفزيون حيث عملت مقدمة برامج هناك، وآنييز متزوجة من السياسي الكولومبي هيكتور هينكابي.
 
وأما على صعيد الحياة السياسية، فثمة، تحديات كثيرة تنتظر آنييز في الأيام القادمة فآنييز التي بدأت حياتها السياسية عام 2006، عندما انتخبت عضواً في اللجنة التي ساهمت في صياغة الدستور الجديد لبوليفيا، وفي 2009 انتخبت عضواً في البرلمان.
 
وأظهرت في هذه الدورة البرلمانية معارضة شديدة للرئيس السابق موراليس، خاصة على صعيد البنية التحتية، وأعيد انتخابها في عام 2015، وركزت في هذه الدورة على دعم حقوق المرأة وعارضت ترشيح موراليس مجدداً.
 
وفي 2019، أصبحت النائب الثاني لرئيس البرلمان عن حزب الحركة الديمقراطية الاجتماعية، وهي المرأة الثانية التي تتولى رئاسة بوليفيا المتعددة القوميات والرئيس الـ66 للبلاد، ولا يفوتنا هنا أن نذكر أنها تعهدت في خطابها الأول الذي وجهته إلى الشعب بإعادة بناء الديمقراطية في البلاد ووصفت الرئيس موراليس بأنه غير شرعي، وقالت إنها ستظل في منصبه ريثما يتم إجراء انتخابات رئاسية في أقرب وقت ممكن، لكن ولايتها قد تواجه مصاعب كثيرة خاصة مع تعهد أنصار الرئيس اليساري المستقيل موراليس بمقاومة حكمها.
 
وعلى صعيد العلاقات الدولية فقد نالت جانين آنييز اعتراف الولايات المتحدة الأمريكية،  كما أنها أعلنت خلال وجودها في البرلمان اعترافها بخوان غوايدو الذي أعلن نفسه رئيساً مؤقتا لفنزويلا مطلع العام الجاري، مما يعني أنها متوافقة مع الولايات المتحدة التي تساند المعارض الفنزويلي، وأدت الرئيسة المؤقتة أولى مهامها وهو اختيار أعضاء حكومتها الجديدة المؤلف من 11 وزيراً التي ستدير شؤون البلاد، والعجب هنا، أنها اكتفت بأحد عشر وزير يديرون شئون بلاد تعيش أجواء ثورة، ويعارضها رجال يساريون، والأغرب أنه سلوك يميني، وهم الذين اعتادوا البهرجة وكثرة المسؤولين بعكس اليساريين الذين يحبون أن يكونوا أكثر تقشفا لكن على العموم يبدو أنها تفهم واجبات منصبها وحقيقة الأوضاع بالبلاد، وأنه ليس بكثرة الوزارات والمناصب تتقدم البلاد وتقال من عسراتها الاقتصادية وفشلها السياسي.
 
المختصر المفيد ربما تكون الحاجة لامرأة لكنها امرأة جادة أكثر من رجال يحبون التباهي والتفاخر بأعمال غير مجدية تؤدي بهم للفظ الشعب والاضطرار لتقديم استقالتهم.