كاهن كنيسة العذراء بملواكى : المهرجان رسالة للتقارب بين الشعوب ومعرفة الآخر
الفنان شفيق بطرس : يقدم أيقونة للقديس "ديديموس" الضرير للتعريف باللغة القبطية
الجمهور المشارك يصوت لصالح الجناح المصري والملابس الفرعونية تلفت الانتباه
52 جالية حول العالم تشارك بالمهرجان السبعون في عيد الشكر  بوسط امريكا
سيدات الكنيسة يبهرون الجمهور بجناح الأطعمة المصرية 
كتب : نادر شكري
نجحت كنيسة السيدة العذراء والأنبا انطونيوس بمدينة بملواكى بولاية ويسكونسن بوسط  الولايات المتحدة في الفوز بجائزتين ، في مهرجان المعهد الدولي للفنون وتقاليد الشعوب الذي أقيم بولاية ويسكونس شمال وسط امريكا بمشاركة خمسون جالية تمثل ثقافات متنوعة من جاليات العالم التي تعيش وسط امريكا وتضم عدة ولايات منها ولاية الينوى ومدنية شيكاغو ولاية مينسوتا وولاية ويسكونس ونبراسكا و ايوا و متشجن وانديانا واوهايو .
 
وشاركت الكنيسة تحت رعاية القمص رويس عوض الله كاهن كنيسة العذراء والانبا انطونيوس  كجناح مصري  حصل على جائزة أفضل جناح فني ثقافي تعليمي والجائزة الثانية أفضل جناح فني حصل على أعلى أصوات من لجنة الحكام ومن الجمهور كأفضل عمل فني وقام بتسليم الجوائز مستر ديريك مدير المعهد الدولي لثقافة وفنون الشعوب ومدير المعرض السنوي الفولك فيير ودى.
 
وقال الفنان شفيق بطرس الذي مثل الكنيسة بتقديم لوحات فنية تعبر عن موضوع هذا العام ان هذا المهرجان السنوي والذي يدخله عامه ال76 ، تشارك فيه كل الجاليات المقيمة وسط الولايات المتحدة الأمريكية بهدف تعبير كل جالية عن ثقافتها وتقاليدها ، ويتم اختيار موضوع المهرجان كل عام حيث كان موضوع هذا العام " التعبير عن اللغة الخاصة بكل ثقافة " سواء عن طريق اى أشكال من أشكال الفنون .
 
وتابع أن المهرجان يقام كل عام في شهر نوفمبر في أسبوع " عيد الشكر " والذي يأتي بعد أسبوع " عيد الحصاد " ، والذي يتزامن مع احتفال الهنود الحمر قديما مع الأميركيين البيض بمناسبة أنهم كانوا يجمعون الحصاد والديوك الرومي للاحتفال وفى الأسبوع الثاني عيد الشكر يقدمون الشكر لله على هذا الحصاد والسلام الذي وقع بين الهنود الحمر والأميركيين البيض ومنذ القرن السابع عشر وتحتفل أمريكا بهذا العيد من كل عام . 
 
إشكال المهرجان 
استكمل بطرس ليشرح موضوع مهرجان هذا العام حول " اللغة " حيث تقوم كل جالية بشرح اللغة التي تمثلها وتمثل ثقافتها بإقامة جناح فني يعبر عنها حسب طريقتها فهناك على سبيل المثال الجناح الصيني والالمانى والصربي وغيرها ، تكشف من خلاله كيفية أصول اللغة وتطورها سواء عن طريق الرسم أو الكتابة .
 
وشاركت الكنيسة القبطية " باللغة القبطية " التي تعبر عن ثقافتها والتي جاءت من اللغة الهيروغليفية والتي تطورت من إشكال ورسوم وصور إلى أحرف وأخذت اللغة القبطية 7 إشكال من الهيروغليفية و25 حرفا من اللغة اليونانية لتكوين 32 حرفا من اللغة القبطية ، وتم رسم عدة لوحات تعبر عن تطوير هذه اللغة وأيضا أيقونة العائلة المقدسة التي باركت مصر ولغة المصريين 
وتم توضيح تطور اللغة القبطية وكيف استخدمها القديس مارمرقس الرسول وظهور الأيقونات القبطية في الكنائس التي كانت توضح للمبتدئين في الإيمان المسيحي قصص الإنجيل من العهد القديم والجديد وشرح تفصيلي للإيمان المسيحي من خلال لغة الأيقونات القبطية .
 
ديديموس الضرير
وقال شفيق بطرس ان ركز في مشاركته على أيقونة للقديس ديديموس الضرير الذي ولد حوالي عام 313 م. وكان تلميذ البابا اثناسيوس ، وفقد بصره في الرابعة من عمره. فلم يتعلم القراءة في مدرسة، وإنما بسبب ولَعِه بالتعلم اخترع الحروف البارزة بالنحت ليقرأها بإصبعه. بهذا سبق برايل Braille بخمسة عشر قرنًا في استخدام الحروف البارزة للعميان وظلت هذه الحروف البارزة تستخدم ل 15 قرنا في الأديرة والمدارس  ، وحفظ الكتاب المقدس والتعاليم الكنسية عن ظهر قلب، كما نبغ في النحو والبيان والفلسفة والمنطق والرياضة والموسيقى. شهد عنه القديس جيروم: "تعلم الهندسة أيضًا التي تحتاج إلى النظر أكثر من غيرها فكان أعجوبة كل ناظر إليه، وذاع اسمه في كل مكان" ولم يتبقى من كتب القديس أو الحروف البارزة شيء بعد حرق مكتبة الإسكندرية .
 
بعد نياحة مقاريوس مدير مدرسة الإسكندرية لم يتردد القديس أثناسيوس في تسليمه مسئولية التعليم بإقامته مديرا للمدرسة (346-398 م.) وتتلمذ على يديه وعلى كتاباته كثيرون منهم القديسين غريغوريوس النزينزي وجيروم وروفينوس وبالاديوس. أشار إليه القديس جيروم كمعلمٍ له، ومدح تعليمه وشهد لأثره على الفكر اللاهوتي في الغرب والشرق كما دعاه روفينوس "النبي" و"الرجل الرسولي".
 
وظل ديديموس 50 عاما مدير لمدرسة الإسكندرية اكبر مدرسة في العالم في الفلسفة واللاهوت والموسيقى والرياضيات ، وكتب عدة كتب حول تفسير الإنجيل من المزامير واسفار العهد القديم وكتب كثيرة عن الروح القدس التى ظهرت في بدعة أريوس 
الوصول للهدف 
وقال بطرس ان المهرجان استمر ثلاثة ايام وكان يوم مخصص للطلاب حيث حضر في يوم واحد 150 ألف طالب من المدارس لمشاهدات ثقافات العالم بالتردد على المعارض الفنية ، وحاز الجناح المصري للكنيسة القبطية على إعجاب الجميع وكانت رسالته من خلال أيقونة القديس ديديموس الضرير " لا تجعل عاهة توقفك عن الوصول لهدفك " ، ورسالة كانت مبهرة للطلاب كمثال لقوة التحدي ، بالإضافة لشرح للفن القبطي حيث تم تخصيص جزء لها بتلفزيون الولاية قدم خلالها مختصر للفن القبطي وفن الأيقونة بالاضافة لمشاركة لسيدات الكنيسة القبطية فى جناح خاصة بالاطعمة المصرية المشهورة بها فى اطار مشاركة كل جالية بتقديم اطعمة تعبر عنها وعن عاداتها .
 
التقاء الثقافات 
وقال القمص رويس عوض الله كاهن كنيسة العذراء والانبا انطونيوس ان الكنيسة نجحت في الحصول على جائزتين كأفضل جناح فني وتعليمي  وثقافي وجائزة تصويت الجمهور باختيار الجناح كأفضل رأى للجمهور ، حيث تم العمل قبل انطلاق المهرجان وتمت المشاركة بملابس فرعونية تعبر عن الثقافة المصرية وملابس تعبر عن  صعيد مصر وشاركت سيدات الكنيسة فى تقديم جناح خاص بالمأكولات المصرية الشرقية كجزء من تعريف تقاليد المصريين والتى نالت اعجاب الجميع وكان اقبال كبير عليها فى اطار مشاركة الكنيسة بفريق عمل متنوع يمتلك المحبة والعطاء وهو احد سبب فوز الكنيسة بجائزتين   .
 
وأضاف ان الكنيسة تشارك في المهرجان منذ عام 1996 ، وفى كل عام يتم اختيار موضوع المهرجان الذي تشارك فيه 50 جالية حول العالم ، وبالإضافة للفنون يتم تقديم أطعمة تعبر عن ثقافة وتقاليد كل جالية ، مشيرا ان هذا المهرجان يمثل التقاء للثقافات المختلفة ويعزز من التقارب ومعرفة الأخر وهو أمر يزيد من الحب بين الشعوب ولذا تسعى الكنيسة المشاركة باسم مصر في هذا المهرجان الذي تم الاحتفال بعامه السبعون منذ انطلاقه.