تسببت عواصف وأمطار غزيرة في مقتل وفقدان العديد من الأشخاص في جنوب فرنسا وشمال إيطاليا، حسبما ذكرت السلطات في البلدين، وتوجه الأحد وزير الداخلية الفرنسي، كريستوف كاستانير، إلى منطقة فار لتفقد ضحايا الكارثة والوقوف على سير عمليات الإنقاذ.

 
وأعلنت سلطات البلدين بوجود ضحايا بشرية قرابة 5 أشخاص، قبل أن تتخذ الحكومات التدابيراللازمة لحماية المواطنين من الأخطار.
 
وتعتبر فيضانات فرنسا وإيطاليا امتدادا لسلسلة من الفيضانات تجتاح العالم، وينتج عنها العديد من الخسائر البشرية والمادية، الأمر الذي يدق ناقوس الخطر ببداية مرحلة جديدة من مخاطر تغيير المناخ وذوبان جليد القطبين.
 
* أمطار غزيرة وفيضانات مدمرة خلال الشهر الأخير بفرنسا وإيطاليا
بسبب الأمطار الغزيرة فاضت عدة أنهار في جنوب فرنسا، مما أدى لخسائر ضخمة، الأمر الذي تسبب بغرق منازل وجرفت المياه أشجارا وسيارات وقوارب.
 
وأعلنت السلطات الفرنسية أنها عثرت على 4 جثث بعد سيول عارمة تجتاح جنوب شرق البلاد منذ 22 من نوفمبر مما أسفر عن خسائر ضخمة في المنطقة.
 
وفي إيطاليا؛ شهدت منطقة بيومنت أمطارا غزيرة وبدا الوضع أكثر دقة في منطقة السندريا جنوب تورينو، حيث تم إجلاء 200 شخص ووجد 600 آخرون أنفسهم معزولين بسبب فيضان مجاري أودية، وعثر على امرأة وقد فارقت الحياة بعد أن جرفت المياه سيارتها.
 
كما تعرضت مدينة البندقية الإيطالية في 13 من الشهر نفسه لأمطار غزيرة خلفت أضرارا جسيمة في جنوبي البلاد، من سقوط للأشجار، وأعمدة الإنارة، ما أدى إلى إتلاف العديد من المباني دون وقوع إصابات.
 
شهدت دولت الكويت في 18 من نوفمبر الجاري أمطارا غزيرة تشكلت على إثرها السيول والتي تسببت في غرق بعض المناطق دون وقوع أي أضرار بشرية.
 
وقال مراقب التنبؤات الجوية في إدارة الأرصاد الجوية الكويتية، عبد العزيز القراوي، إن فرصة تساقط الأمطار مستمرة اليوم الاثنين، خاصة على المناطق الساحلية والجنوبية، مع نشاط للرياح قد تزيد سرعتها على 55 كيلومترا في الساعة تؤدي إلى ارتفاع الأمواج البحرية واضطراب حالة البحر وانخفاض الرؤية أحيانا.
 
* الإمارات العربية المتحدة
في دولة دولة الإمارات العربية المتحدة عمت أمطارًا غزيرةً في أنحاء متفرقة بالبلاد يوم 10 نوفمبر، وشهدت مدن أبوظبى ودبي والشارقة والفجيرة ورأس الخيمة أمطارًا تنوعت بين الغزيرة والمتوسطة.
 
وتعرض أحد الأسواق الكبيرة "المولات" للغرق جراء تدفق المياه بغزارةٍ شديدة على الرغم من امتلاك دبي لشبكة مصارف للمياه على أعلى المستويات، لكن الأمطار الشديدة كانت أقوى من قدرة تلك المصارف على الحيلولة دون عرق الشوارع بالمياه.
 
* إنجلترا
شهدت مناطق في شمال إنجلترا يوم 9 من نوفمبر هطول أمطار غزيرة على مدى 24 ساعة تعادل كمية أمطار شهر كامل، على نحو اضطُرّ معه كثيرون إلى النزوح من منازلهم.
 
كما تسببت أمطار غزيرة هطلت على بريطانيا في سيول وفوضى في حركة السير غرب البلاد حيث علق المئات من سائقي السيارات على الطرقات.
 
* المملكة العربية السعودية
في 27 من أكتوبر الماضي تعرضت محافظة حفر الباطن شمال شرقي السعودية تقلبات جوية حولت السماء إلى اللون الأحمر، وأدت إلى هطول أمطار غزيرة مصحوبة بزخات البرد الكثيف.
 
وأدت تلك التقلبات الجوية إلى مقتل 7 أشخاص وأصيب 11 آخرون، وأعلن الدفاع المدني السعودي أنه قام بإخلاء 16 شخصا وإيواء 7 أشخاص جرات تلك الأمطار.
 
* اليابان
قتل 10 أشخاص وأدرج 3 آخرون في عداد المفقودين نتيجة الأمطار الغزيرة التي شهدتها اليابان في 26 من أكتوبرالماضي
 
واجتاحت الانهيارات الأرضية المناطق التي غمرتها المياه في مقاطعتي تشيبا وفوكوشيما بشرق وشمال شرق البلاد.
 
جاء ذلك، بعد أسبوعين فقط من الإعصار المدمر هاجيبيس حيث قضى أكثر من 80 شخصا حتفهم جراء ذلك الإعصار الذي ضرب أنحاء واسعة من اليابان.
 
* الاحتباس الحراري السبب الرئيسي لتلك الفيضانات
في الآونة الأخيرة عمت الفيضانات جميع أنحاء العالم ليس في الشهر الماضي فقط، ولكن عشرات القتلى لقو حتفهم إثر الأمطار الغزيرة والسيول في السنوات الأخيرة
 
ويرجع المختصون في الطقس هذه التغيرات وهطول الأمطار بغزارة في فصل الصيف إلى ظاهرة الاحتباس الحراري أو ارتفاع درجة حرارة سطح الأرض.
 
والحقيقة أن التغير المناخي الذي أصبح من القضايا المهملة على أجندة العمل بين قادة العالم، لاسيما منذ إعلان الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، انسحاب الولايات المتحدة من اتفاق باريس الذي تم التوصل إليه بعد سنوات من المفاوضات الشاقة.
 
وأرجع المختصون في الطقس هذه التغيرات وهطول الأمطار بغزارة في فصل الصيف إلى ظاهرة الاحتباس الحراري أو ارتفاع درجة حرارة سطح الأرض.
 
وأظهرت دراسة حديثة أن عدد الأشخاص الذين تهددهم الفيضانات الناجمة عن تغير المناخ، يزيد بنحو 3 أضعاف عما كان يعتقد في السابق.
 
وأرجعت الدراسة التي أجرتها منظمة "كلايمت سنترال" غير الربحية ونشرتها مجلة "نيتشر كوميونيكيشنز"، ذلك إلى أن اليابسة خاصة في آسيا منخفضة عدة أقدام عما توصل إليه رادار مثبت في الفضاء.