"عسكر": الدين الذي يحتاج إلى حراسة ليس بدين.. ومن يفعل ذلك هو رجل ضال
كتب - نعيم يوسف
 
قوة زائفة
تناول الإعلامي إبراهيم عيسى، في برنامجه "مختلف عليه"، المذاع على قناة الحرة الفضائية، مسألة التطرف الديني في المجتمعات، لافتا إلى أنه يعطي قوة زائفة للشخص المتعصب والمتطرف، وهي تعطيه حق تقييم الآخر، وشيطنته، وإصدار الأحكام عليه وتكفيره.
 
التعصب ليس جديد
وأشار "عيسى"، إلى أن التعصب والتشدد ليس جديدًا وطارئًا كما يعتقد البعض، لافتا إلى أن أبناء المذاهب السنية الأربعة كانوا أبطالا في مسألة التشدد، وكانوا متطرفين ومتعصبين، لافتا إلى الفتنة التي وقعت بين الشافعية والحنفية، ودخولهم في قتال شديد حتى حدث ما يشبه الحرب الأهلي، لدرجة أنه عندما توفي خطيب جامع المنصور، رفض الحنابلة دفنه في مقابرهم لأنه شافعي، واشتد الخلاف لدرجة تدخل الحاكم نفسه ليأمر بدفن في مقابر الحنفية رغم أنفهم.
 
فتاوى ضد المذاهب وبعضها البعض
وأوضح أن التعصب وصل لدرجة وجود فتوى من الشافعية، تقول إنه إذا سقطت قطرة نبيذ في طعام، يتم إلقائه لكلب أو حنفي، لأنه يعتبر خمرا بالنسبة لهم، وهناك فتوى حنفية أخرى ترفض زواج الرجل الحنفي من المرأة الشافعية، وكأنها خارج الدين.
 
التطرف هو ما زاد عن حده
في السياق، قال الكاتب والباحث سامح عسكر، إن التطرف هو كل ما زاد عن حده، والتعصب هو عكس الإنصاف، والتشدد هو عكس اللين، ولكن جميعهم نتيجتهم واحدة وهي فعل الشر.
 
الإنسان المنصف وغير المتطرف
وأضاف "عسكر"، في لقاء مع البرنامج، أنه إذا كان الإنسان منصفا وموضوعيا، لن يكون متعصبا، موضحا أن التطرف هو "كل ما زاد عن حده"، لافتا إلى أن الرجل الطبيعي مسالم، وبرئ تماما من تراكمات التاريخ والفقه، وهو أفضل سلوكيا ودينيا، ممن يقال عنهم أنهم علماء ويحرضون على الإرهاب والكراهية، وعلى سبيل المثال "ابن تيمية"، الذي أضاف 72 حالة تبيح القتل بالإضافة للحالات الأخرى.
 
ابن تيمية
وتابع الباحث والمفكر، أنه من بين الحالات التي أباح فيها ابن تيمية القتل، مثل أكل الحيات والعقارب، ومن يجهر بالنية، ومن لا يصلي صلاة الجمعة، لافتا إلى أن الحد الطبيعي خرج عن حده، وكتابه "الفتاوى الكبرى" هو التطرف بعينه.
 
مفهوم حراسة الدين
وشدد على أن المتطرفين أخذوا مفهوم "حراسة الدين" وروجوا له، وهذا أمر غير صحيح، والدين الذي يحتاج إلى حراسة ليس بدين، مؤكدًا على أن الله لا يحتاج إلى أحد يحميه، وفكرة حراسة الدين مخالفة للدين، ومن يفعل ذلك هو رجل ضال.