سارع مركز الأزهر العالمى للفتوى الإلكترونية، بعد أن أحس بالخطر الداهم على المجتمع المصرى من ظاهرة خلع بعض الفنانات للحجاب، وخوفاً من أن تقلدهن بنات مصر، سارع بإصدار فتوى أن الحجاب فرض ولا يقبل الخوض فيه، وكرّر التأكيد والتهديد والوعيد لكل من ستُسول له نفسه بالتشكيك فى هذا الأمر، حتى ظننته الركن السادس الذى بُنى عليه الإسلام، وبالطبع لن أتجرأ وأناقش فرضية الحجاب بعد تلك العين الحمراء، التى ظهرت وأطلت على شخصى الضعيف من بين سطور الفتوى، وإيثاراً للسلامة، وحتى لا يوضع السيخ المحمى فى صرصور أذنى الضعيف، فإننى سأناقش النظرة التى نظر بها مركز الأزهر المحترم إلى المرأة وضبط عليها الفتوى، والمفهوم الذى يقف ويدعم هذا الإصرار الرهيب على الدفاع عن تلك الطرحة وذلك القماش والموت ذوداً عن حياضه المقدسة، أنقل لكم تلك العبارات من الفتوى، لفهم فلسفتها الكامنة، تقول الفتوى فى تبريرها للحجاب:

 
«الله قد أودع فى المرأة جاذبية دافعة وكافية لِلَفت نظر الرجال إليها؛ لذلك فالأليق بتكوينها الجذاب هذا أن تستر مفاتنها؛ كى لا تُعاملَ على اعتبار أنها جسدٌ أو شهوةٌ».. وتؤكد الفتوى أن «الطبيعة تدعو الأنثى أن تتمنّع على الذكر، وأن تقيم بينه وبينها أكثرَ من حجاب ساتر، حتى تظل دائماً مطلوبةً عنده، ويظل هو يبحث عنها، ويسلك السبل المشروعة للوصول إليها؛ فإذا وصل إليها بعد شوق ومعاناة عن طريق الزواج، كانت عزيزة عليه، كريمة عنده، ومما سبق يتبين أن الذى فرضه الإسلام على المرأة، من ارتداء هذا الزى الذى تستر به مفاتنها عن الرجال، لم يكن إلا ليُحافظ به على فطرتها».
 
انتهى الاقتباس، وبكل هدوء أقول إننى أرفض تلك النظرة الدونية إلى المرأة المنطلقة من مثال السلفيين الشهير، المرأة قطعة الحلوى التى لا بد من تغليفها حتى لا يتجمّع حولها الذباب!!، فالمرأة ليست جماداً أو قطعة حلوى والرجل ليس ذبابة، والمفروض أن ينفى عن نفسه تلك الصفة القبيحة المهينة، فهو ليس ذئباً مفترساً هائجاً فاقد الأهلية، الكلام عن الذكر الذى لا بد للمرأة أن تتمنّع عليه حتى تحلو فى عينيه وتُلهب أحاسيسه، فيُهرول للزواج منها، هو كلام مهين للمرأة والرجل على السواء، ومفهوم سقيم، المفروض أن الدول المتحضّرة قد تجاوزته، مفهوم شهريار الصياد، وشهرزاد الإغوائية!!!، نحن لا نحكى عن أنثى، لكن عن إنسانة أولاً، إنسانة لها حريتها وشخصيتها وكيانها، نحن لا نتحدث عن فتاة هوى تتفنّن فى إرضاء الزبائن!!، نحن لا نتحدث عن حياة المرأة بصفتها شريطاً مسلسلاً من محاولات اصطياد العرسان المزمنة، هى زيها زيك أيها الرجل، وطظ فى الزواج ألف مرة إذا أتى بتلك الطريقة الوضيعة من الإغواء والإغراء والتمنع والتدلع.. إلخ لإيقاع الغضنفر الفحل فى الفخ!!!
 
المرأة ليست المعلمة توحة، التى تدير بيتاً لتجارة المتعة وتلعب بالعين والحاجب، البنت كيان إنسانى متكامل مثل الولد، ومحاولة تكفينها حية، لأن مزاجنا الذكورى كده، محاولة اغتيال فاشلة، لا بد أن نكف كمجتمع عن تخيّل المرأة كفتاة بورنو فى عقولنا المريضة، وليس بالضرورة أن نعالج ونستأصل أورام كبتنا بمشرط ذبح المرأة.
نقلا عن المصرى اليوم